التغيير صعب, وتقريبا كل القرارات التي نتخذها في بداية كل شهر او بداية كل سنة تفشل. وذلك يرجع الى طبيعتنا, فنحن نعتمد على العادة, فتقريبا 95% من تصرفاتنا عبارة عن “عادات”, او ترجع الى عوامل خارجية لا دخل لنا بها, والحقيقة, اننا نتحكم فقط في 5% من قراراتنا و خياراتنا. وهي الحقيقة ذاتها التي توصل اليها العالم الفريد نورث وايتهد – Alfred North Whitehead – قبل قرن من الزمان عندما توصل الى انه كلما كانت تصرفاتنا روينية, دورية, وطقوسية كلما احتاجت الى طاقة اقل, لذلك فان العقل يتجه دائما الى تلك التصرفات.
لذلك, ومن اجل احداث “التغيير”, و ليس اي تغيير بل التغيير الذي يستمر, علينا ان نُميت جانبنا الروتيني وايقاظ عقلنا وتدريبه على الاستحداث:
1. كن دقيق للغاية ومحدد: فمثلا بدلا من ان تتخذ قرار “بممارسة الرياضة اكثر” فقط, اجعل ذلك القرار كالاتي: ممارسة الرياضة كل سبت, اثنين, واربعاء الساعة 6, وان تخلفت عن احد هذه المواعيد فسأعوضه باليوم التالي الساعة 6. يطلق العلماء على هذا الاسلوب اسم “نوايا التنفيذ” واجمل ما فيها انها لا تترك مجالا لك للهروب من تنفيذ اي قرارتك الا اذا اردت ان تصف نفسك “بالفاشل”.
2. كل تحدي على حدة: بمعنى لا تضغط على نفسك. فاذا كانت الحواسيب – وهي آلات – بطيئة الانتاج اذا تعددت مهامها فبالتأكيد فما بالك نحن – البشر – فبالتأكيد سيكون انتاجنا ضعيف بلا شك, بل وقد يؤدي للفشل. وعليه اذا كان تحديك الجديد هو توفير وقت اكثر للعائلة, ولم تتكلل بالنجاح بعد في تحديك السابق المتمثل بالرياضة بعد, فلا تنتقل لتحديك الجديد الا بعد ان تنجح في تحديك السابق.
3. لا كثيرا, ولا قليلا: ولنأخذ نفس المثال, الا وهو الرياضة, فلا تقم بكل التمارين كلها مرة واحدة, مهلكا نفسك وجسدك, ولن تصل للنتيجة المرجوة لأنك سرعان ما ستضجر وتفقد الامل. ومن ناحية اخرى لا تقم بممارسة “نصف” التمارين وتنتظر التغيير. فببساطة مارسها بشكل صحيح وسطي تصاعدي لتحقق النتيجة.
4. قاوم الاغراء: او حتى إلغيه من قاموسك ومن حياتك, فمثلا, لا تفكر في الاكل الذي لا تريد تناوله حتى لا تسمن, وانما ركز تفكيرك على الاكل الذي تريد تناوله, خصوصا وان في هذه الايام حتى وجبات الرجيم اصبحت لذيذة, والامر كله عبارة عن لعبة يمارسها عقلك ضدك. لذلك ان كنت تمشي ولاحظت محال حلوى فقاوم النظر اليه, وان كنت تريد الاسلوب الاصح او الافضل فلا تكترث به واستمر بالمشي وكأنك لم تمر به حتى لا تقاومه.
5. راجع نفسك: وهذا اهم مفتاح للتغيير, فالعلماء يطلقون على هذا الاسلوب اسم ” حصانة التغيير” لأننا نفعل ما نفعل بدون اي ادراك لماذا فعلنا ذلك. وهو يعني ان تسأل نفسك وتعود على نفسك فيما فعلت, فهل فعلك كان صحيحا؟, هل ارتكبت خطأ؟, ومن ناحية اخرى اسأل نفسك ماذا تريد ان تفعل؟ ماذا تود؟ اين تريد ان تكون؟, راجع نفسك في الماضي ,وللمستقبل.
6. الحفاظ على الايمان والامل: لأن التغيير صعب ومؤلم, ولأن متوسط الفشل لكل انسان هو 6 مرات قبل النجاح, ولأن الامل في الاصل هو ما ابقانا على قيد الحياة الى الان.
شــاهد أيضاً