تمضي السنوات ويتقدم بنا العمر، وتبدأ علاماته بالتسلل تدريجيًا إلى أجسادنا؛ فيبدأ الشيب يكسو الشعر والتجاعيد تثني الجلد تدريجيًا تحت تأثير العديد من العوامل، وتتفاوت حدة الأخيرة تبعًا لنوع البشرة وطبيعتها وما يحيط بها من عوامل مؤثرة، بالإضافة إلى أن عُمر الإنسان وطريقة العناية المتبعة لها دور كبير في ذلك، ومن الجديرِ بالذكرِ أن علامات تقدم السن تبدأ بالظهور في عدةِ مناطق أساسية وهي بين الحاجبين والجبين وحول الفم، كما تظهر أيضًا في الذقن واليدين والرقبة ومن ثم إلى مختلف أنحاء الجسم، وفي هذا المقال سيتم التعرف على أفضل وصفات طبيعية لعلاج التجاعيد والوقاية منها.
التجاعيد
التجاعيد هي تلك الخطوط الدقيقة التي تظهر على البشرة لتشكل طيات فيها، وهي علامة بارزة بين علامات تقدم السن، ومن الممكن ألا تظهر في حال كان الإنسان خاليًا من التعبيرات؛ إلا تظهر عند الغضب والضحك وغيرها، وفي تفسير حدوثها؛ فإن طبقات الجلد تصبح رقيقة وقليلة المرونة كلما ازداد عمر الإنسان عامًا تلو الآخر، فيصبح الجلد أقل قدرة على توفير الحماية لنفسه؛ فتظهر الخطوط الرفيعة، هذا وتقف الكثير من الأسباب خلف ظهورها منها سوء العناية بالبشرة وجفافها والتدخين وفرط الوقوف تحت أشعة الشمس وغيرها.
بالإضافةِ إلى ما تقدّم؛ فإن التجاعيد ليست دليلًا قطعيًا على التقدم بالعمر؛ فهناك ما يعرف بالتجاعيد المبكرة أيضًا، وهي تلك الخطوط التي تظهر في سنٍ مبكر في الوجه ومختلف أنحاء الجسم نتيجة ممارسة عادات سيئة والاستمرار عليها لفترة طويلة، ويعتبر أصحاب البشرة الجافة هم الأكثر تعرضًا لها.
أسباب التجاعيد
هناك الكثير من الأسباب التي تكمن خلف بدء ظهور التجاعيد على ملامح الإنسان، ومنها:
-كثرة تناول السكر
تشير المعلومات إلى أن عشاق السكر هم أصحاب النصيب الأكبر بالحصول على مظهر أكبر من أعمارهم، وذلك نظرًا لحدوث عملية “الجليكاتيون” في حالِ ارتفاع نسبة السكر في مجرى الدم؛ وطبيًا فإن هذه العملية تلحق التلف والضرر بالكولاجين في الجسم مما يتسبب بظهور التجاعيد والخطوط، فتصبح البشرة فاقدة للمرونة، والحل الأمثل للقضاء على الرغبة العارمة بالحصول على السكر هو الاستعاضة عنه بالفاكهة.
-التدخين
التدخين سبب شائع جدًا في ظهور التجاعيد وانتشارها في الوجه، وتقف الكثير من التفسيرات خلف ذلك؛ إذ أن طريقة التدخين وسحب الدخان من السيجارة أو الأرجيلة ترهق عضلات الوجه؛ فتبدأ التجاعيد بالظهور عند زوايا العين، وفي الجزء العلوي من الشفة، أما التفسير الآخر فإنه يتمثل بتدني مستويات فيتامين سي في الجسم؛ حيث تقل نسبته في جسم المدخن بما يوازي 60% منه في جسم غير المدخن، ولا بد من التذكير بأن لهذا الفيتامين دور بالغ الأهمية في إنتاج مادة الكولاجين في الجسم.
إقرأ أيضاً: طرق الإقلاع عن التدخين
إقرأ أيضاً: أفضل وقت لشرب فيتامين سي وفوائده
-أشعة الشمس
تلعب أشعة الشمس الحارقة دورًا كبيرًا في تشكيل التجاعيد وظهورها في البشرة بنسبة 70%، إذ تلحق هذه الأشعة الدمار الشامل بألياف الكولاجين مرة تلو الأخرى تحت تأثير عملية يطلق عليها تنكس النسيج المرن الشمسي، فتبدو بمظهر مرهق وجاف للغاية، وينصح بعدم تجاهل العناية بالبشرة أمام أشعة الشمس؛ إذ أن فرط التعرض لها يُحدث التأكسد مرارًا وتكرارًا مما يترتب عليها حدوث دمار وتلف في المادة الوراثية وانقسامات غير طبيعية؛ فتزداد فرصة الإصابة بسرطان الجلد أكثر من أي وقتٍ مضى.
إقرأ أيضاً: خطر التعرض إلى ضربات الشمس المتكررة
-وضعية النوم
تعتبر أوضاع النوم من أكثر الطرق المؤثرة على البشرة أيضًا، فالنوم على الوجه والارتكاز على أحد جوانبه لفترة طويلة يتسبب بازدياد ظهور التجاعيد، لذلك لتفادي هذه المعضلة يمكن النوم على الظهر أو الشق الأيمن، كما أن الوسادة القطنية أو المصنوعة من الستان لها أهمية كبيرة في الحفاظ على البشرة.
إقرأ أيضاً: فوائد النوم المبكر للعقل
-نقص البروتينات
عند افتقار الجسم إلى الكمية الكافية من البروتينات؛ فإنه سينتقل إلى الاعتمادِ على الكربوهيدرات بشكل تام لتحويلها إلى سكريات؛ وبالتالي فإنها تجعل من الأنسجة الضامة ذات جمود وصلابة عالية، وللحفاظ على ليونة ونعومة البشرة يجب الحصول على الكمية الكافية من البروتين، فالاستغناء عن البروتين يجعل الجسم عاجزًا عن إنتاج الإيلاستين وحمض الهيالورونيك والكولاجين.
-سوء العناية بالبشرة
يتمثل سوء العناية بالبشرة بعدم ترطيبها وإزالة الخلايا الميتة بالتقشير، بالإضافة إلى استخدام مستحضرات تجميل غير ملائمة لنوع البشرة، فعند الشروع بالعناية بها لا بد من اختيار ما يناسب نوع البشر ويلائمها، فالاهتمام بالبشرة الجافة يختلف تمامًا عن الدهنية والمختلطة مثلًا.
-عوامل أخرى:
- الضغوطات النفسية الشديدة والاكتئاب.
- فرط العبوس وإظهار تعبيرات الوجه.
- العامل الوراثي، قد يكون الأمر وراثيًا لدى البعض في ظهور التجاعيد على البشرة بسنٍ مبكرة.
- لون البشرة، إذ تؤكد الدراسات بأن أصحاب البشرة الفاتحة هم أكثر تأثرًا بالعوامل المسببة للتجاعيد.
- السهر المفرط وعدم الحصول على النوم الكافي.
- اتباع نظام غذائي سيء يفتقر للعناصر الأساسية التي تحتاج إليها البشرة لإنتاج الكولاجين وبناء الخلايا.
بالرغم من كثرة وتعدد الأسباب الكامنة خلف ظهور التجاعيد، إلا أن تقدم السن هو المؤثر الأكبر لاعتبارها مرافقة له حتمًا.
وصفات طبيعية لعلاج التجاعيد
بعد الانتهاءِ من الاطلاع على أهم الأسباب المؤدية لظهور تلك الخطوط الرفيعة، فلا بد من تقديم وصفات طبيعية لعلاج التجاعيد والقضاء عليها تمامًا:
- ماء الورد والكركم، يمزج مقدار ملائم من الكركم وماء والورد والعسل معًا، ثم يطبق على الوجه والرقبة مرة واحدة أسبوعيًا، يساعد على القضاء على التجاعيد.
- الثوم، تناول الثوم بمقدارٍ ملائم يوميًا يسهم في جعل البشرة خالية تمامًا من التجاعيد لأطول فترة ممكن.
- المكسرات، لا بد من الحصول على حصة ملائمة من المكسرات باعتبارها مصدر هام بالمعادن والعناصر الأساسية.
- مسحوق الأرز والحليب، يمزج مقدار مناسب من الأرز الناعم مع الحليب والماء حتى تتشكل عجينة متماسكة، يطبق على البشرة لمدة 20 دقيقة، ويشطف بالماء البارد.
- الشاي الأخضر، ينصح بشرب الشاي الأخضر يوميًا باعتباره فعالًا بالقضاء على سموم البشرة.
- زيت الخروع، مفيد في التخلص من الخطوط الرفيعة في محيط العين، حيث يرطب المنطقة ويحافظ عليها.
- زيت إكليل الجبل، ذاع صيته في التخلص من تجاعيد تحت العينين والتخلص منها تمامًا.
- الزنجبيل والعسل، مزيج العسل والزنجبيل يعتبر مفيدًا في تحفيز الدورة الدموية وتنشيطها، وبالتالي منع التجاعيد.
- زيت جوز الهند، عند تدليك البشرة بهذا الزيت الغني بالعناصر الضرورية للبشرة؛ فإن ذلك حتمًا سيحميها من تقدم السن ومظاهره.
- البطيخ، فرك البشرة بقطعة من البطيخ لمدة لا تقل عن 7 دقائق، ثم غسلها بالماء البارد يحافظ عليها شبابية.
- الثلج، ينصح باستخدام مكعبات الثلج وتمريرها على البشرة لتحفيز الدورة الدموية ومنع ظهور الخطوط الرفيعة.
- فيتامين E، يحظى فيتامين e بأهمية كبيرة جدًا في وقاية البشرة من التجاعيد، فهو مادة غنية بمضادات الأكسدة؛ لذلك ينصح بتدليك البشرة بمحتوى كبسولة فيتامين e يوميًا قبل النوم.
الوقاية من التجاعيد
الوقاية خيرٌ من قنطارِ علاج، لذلك اتباع التدابير والإجراءات قبل ظهور التجاعيد أفضل بكثير من بدء علاجها بعد ذلك، ومن أهم طرق الوقاية:
- استشارة طبيب الجلدية للحصول على العلاج الملائم للبشرة.
- توفير الوقاية الكاملة للجلد من أشعة الشمس، فلا بد من تطبيق واقي الشمس على الوجه وارتداء النظارة الشمسية.
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن يوفر للجلد الكمية الكافية من العناصر الأساسية التي يحتاج إليها.
- الحرص على النوم على الظهر والامتناع عن النوم على الوجه.
- الامتناع عن السهر والحصول على النوم الكافي لمدة لا تقل عن 8 ساعات يوميًا.
- الابتعاد عن التدخين بمختلف أشكاله.
- اتباع نظام عناية يومي بالبشرة (تقشير، ترطيب، تنظيف).
- اختيار مواد تجميلية ملائمة للبشرة ونوعها.
- وجوب اختبار المواد المنوي استخدامها على البشرة قبل تطبيقها، وذلك لضمان ملائمتها للبشرة.
- عدم الإفراط والمبالغة في العناية بالبشرة، حيث ينعكس ذلك سلبًا عليها.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- شرب كميات وفيرة من الماء يوميًا.
علاج التجاعيد طبيًا
ساهم تطور المجال الطبي وتقنياته بظهور المزيد من الطرق والتقنيات التي يمكن لها علاج التجاعيد بكل سهولة، ومن أهم الطرق شائعة الانتشار مؤخرًا:
- الليزر، يقوم الطبيب المختص برصدِ عدد نبضاتٍ محدد في علاج علامات تقدم السن لتنشيط الخلايا وتحفيزها، فيصبح قادرًا على إطلاق مادة الكولاجين مجددًا.
- الخيوط التجميلية، وسيلة تجميلية فعالة جدًا في شد الجلد والتخلص من تجاعيده بشكل كامل، ويمكن استخدامها في مختلف مناطق الوجه.
- الجراحة، تعتبر الجراحة بمثابة الحل النهائي والأخير الذي يلجأ إليه الأطباء، بحيث يخضع المريض للبنج الموضعي.
- حقن الفيلر، مادة طبيعية يعجز الجسم عن امتصاصها لفترة طويلة، لذلك فإنها تحافظ على وجودها في المناطق المتجعدة وتمنحها مظهرًا شبابيًا، ومن أكثر أنواع الفيلر انتشارًا هو حمض الهيالويورينيك.
- حقن الكولاجين، الكثير ما يعتبرونها الأفضل في التخلص من التجاعيد، فتنشط الخلايا والجلد.
- كريمات علاج التجاعيد، تعد مفيدة في حال كان الأمر في بدايته، كما أنها مفيدة للتجاعيد البسيطة غير العميقة.
شـاهد أيضاً..