هل يجوز النوم في ليلة القدر وكيفية قيامها، ليلة القدر إنها من الأيام المباركة التي باركها الله تعالى بنزول القرآن الكريم، فهي ليلة أفضل من ألف شهر، فهي تظل المسلمين ظل مليئ بالنفحات الإيمانية التي تهب وتعطي لهم الرحمة والمغفرة من عند رب العالمين، حيث تميزت هذه الليلة بالاجتهاد الوفاء مع الخوف والرجاء من الله سبحانه وتعالى بأن يعوضهم خيراً عما فات أو أي فتور قد دخل حياتهم بقصد أو بدون قصد، ومن هذا القصد فإننا سنتعرف عبر إجابة هل يجوز النوم في ليلة القدر.
هل يجوز للمسلم النوم في ليلة القدر
شهر رمضان المبارك هو الشهر الذي تغلق فيه مدن الأحقاد والبغض والكره، هو الشهر الذي لطالما انتظره وتشوق لرؤيته المسلمين وحضوره، كونه من الشهور العظيمة التي تتكلل أيامه الكثير من الرحمات والمغفرة والمودة. وكذلك أيضا هو الشهر الذي تزرع فيه تلك المساحات البيضاء في قلبك المتواجدة بين طياته وحناياه، مزحزحة عنه المساحات السوداء التي كانت متواجدة قبل قدوم هذا الشهر الكريم، الذي يتخلل العشر الأواخر منه ليلة أفضل من كل الليالي، وهي ليلة القدر التي لم يتم تحديد موعدها، ومن هذا الصدد نأتي لبيان حكم النوم في ليلة القدر، وهو كالآتي:
- بلا شك فإن ليلة القدر ثوابها عظيم وأجرها كبير، لهذا يتوجب على المسلم أن يحرص على اغتنامها أحق اغتنام.
- لكن هنالك من يسهو عن ليلة القدر وينام، فلا بأس عليه ولكن عليه قبل النوم أن يصلي ما كتب له. ويدعو الله تعالى في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضلي. فلعله يشهد هذه الليلة المباركة التي لم يتم تحديدها.
- فليس شرطاً أن يقيم المسلم ليلة القدر كاملة، فالوقت الذي احتاج فيه للنوم عليه أن ينام ويأخذ قسط من الراحة. وان شعر بالقدرة على المواصلة بعدها فليكمل ولا بأس عليه.
هل يشترط قيام ليلة القدر كاملة للفوز بها
تتوالى نعم الله تعالى على عباده المسلمين، فقد جعل هنالك المواسم العديدة التي منها ينال المسلم على الأجر والثواب العظيم من الله تعالى، ولعل أبرز هذه الشهور بل وأعظمها هو شهر رمضان فهو خير هذه الأزمنة والمواسم. وجاء هذا التفاضل بين غيره من المواسم لأعداد عديدة من الفضائل وجاء في طليعتها ليلة القدر التي وصفها الله تعالى بكونها ليلة مباركة مشرفة على سائر ليالي شهر رضمان بل والسنة كلها. انطلاقاً من هذا نتبين هل يشترط أن يقوم المسلم ليلة القدر كلها لكي ينال الأجر المكتوب فيها، كالآتي:
- ورد في حديث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه)).
- حيث أن الأجر الذي ينال عليه المسلم القائم والمصلي والمتعبد في ليلة القدر ببعض العبادات والطاعات التي يقوم بها.
- حيث بين العلماء أن أجر ليلة القدر ينال عليه المسلم بصلاة أو قراءة قرآن أو ذكر أو غيرها.
- وهذا يكفيه كل الليل أو حتى جزء منه، وفقاً لقدرة المسلم في هذه الليلة.
- بعبارة أخرى أنه ليس شرطاً أن يقيم المسلم الليل كله لنيل أجر ليلة القدر.
- ما بيناه جاء وفق آراء العلماء كما ورد في الدين الإسلامي.
كيفية قيام ليلة القدر
دعانا رسولنا الحبيب إلى اغتنام ليلة القدر اغتناماً عظيماً وهذا تمثل بالعديد من الأحاديث الشريفة الواردة بفضل ليلة القدر والأجر العظيم الذي ينال عليه المسلم بفضل قيامه وتعبده في هذه الليلة. ومن هذه الأحاديث ما ورد عن أنس – رضي الله عنه – قال: دخل رمضان، فقال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ هذا الشهر قد حضرَكم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حرِمَها فقد حرِم الخير كلَّه، ولا يحرَم خيرَها إلاَّ محرومٌ)). وهذا ان دل فهو يدل على عظيم شأن ليلة القدر، ومن هنا نرفق لكم طيفية قيام ليلة القدر وهو كالآتي:
- قراءة القرآن الكريم، من بين الأعمال المستحبة الذي ينال بها المسلم الثواب العظيم ليلة القدر هي قراءة القرآن. وكذلك أيضا أن يجتمع المسلم مع أهله وأحبته لأجل تدبر الآيات القرآنية وفهم ما ورد فيها. في حلقات كسواء في المسجد أو غيرها.
- الصلاة، وهي التي تتنوع ما بين قيام ليل وتهجد يحرص من خلالها المسلمون على اغتنام ليلة القدر وعدم التكاسل عن اغتنامها. يكون فيها المسلم طالباً الأجر من الله تعالى مخلصاً في عبادته دون رياء أو غيرها. حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
- الاعتكاف وهو أن يتفرغ المسلم للعبادات والطاعات في العشر الأواخر من رمضان في المساجد. ويشغل وقته كله في الصلوات والذكر وكذلك أيضا تلاوة القرآن الكريم. حيث أن الاعتكاف هي سنة نبوية ثبتت في القرآن الكريم والسنة. الدليل قال صلى الله عليه وسلم: (إنِّي اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوَّلَ، أَلْتَمِسُ هذِه اللَّيْلَةَ، ثمَّ اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوْسَطَ. ثمَّ أتِيت، فقِيلَ لِي: إنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ فمَن أَحَبَّ مِنكم أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ معه)
- الدعاء: ورد عن رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (قلْت: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْت أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).. وغيرها.
هل يجوز النوم بعد صلاة الفجر في ليلة القدر
مايز الله تعالى بين الليالي في آياته القرآنية وبين معايير هذا التمايز والتميز، ولعل ليلة القدر هي التي جاءت في طليعة الليالي كلها، وهذا التميز كان لعدد من الأسباب والمعايير منها أن ليلة القدر فيها يقدر الله تعالى مقادير الخلائق وأيضا يكتب الله تعالى فيها الأحياء والأموات كذلك أيضا يعرف فيها الهالكون والناجون من عذاب الله. وأيضاً كل سعيد وكل شقي يعرف في هذه الليلة وفق ما ورد من أدلة وآيات قرآنية بفضل هذه الليلة المباركة التي منها يفرق كل أمر حكيم. ومن هذا المنطلق نتبين هل يجوز للمسلم النوم بعد صلاة الفجر في هذه الليلة، حيث تبين الآتي:
- قالت عائشة – رضي الله عنها – قالت: «ما قام ليلة حتى أصبح».
- وهذا دليل قاطع وصريح أن النوم في بعض الليل لا بأس فيه على المسلم.
- حيث تبين من الحديث أعلاه أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لم يكن يحيي الليل كامل بل كان ينام حين يغلبه النوم.
- وهذا المدخل الذي يعد من المداخل التي أجاز فيها علماء المسلمين النوم بعد صلاة الفجر في ليلة القدر. للمسلم الذي قام ليله وغلبه النعاس والنوم.
- لكن على المسلم اغتنامها واستغلال العشر الأواخر وعدم اضاعة أجرها. عائشة -رضي الله عنها- عن النبي، فقالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ)
هل يجوز النوم في ليلة القدر وكيفية قيامها، لا يجب على الإنسان أن يضيع أجر هذه الليلة من يده، فيجب عليه استغلالها خير الاستغلال وهذا للحصول على الخير والثواب في الحياة.
مقالات قد تهمك: