هل يجوز الصيام بدون نية مسبقة في غير رمضان، كما هو معلوم أن الصيام يعتبر هو من العبادات الدينية التي فرضها الله عز وجل على عبادهِ المسلمين، وهي تلك العبادة التي لها العديد من الشروط والتي ورد الحديث عنها في مصادر الشريعة الإسلامية، حيث أنه يجب على المسلمين الالتزام بها، وذلك كي يصح صيامهم، وهناك العديد من الاستفسارات التي تطرح حول هذا الموضوع، ومن ضمنها هل يجوز الصيام بدون نية مسبقة في غير رمضان، وهذا ما سوف نتعرف عليه في السطور الآتية.
هل يجوز الصيام بدون نية مسبقة في غير رمضان
وقد تم الإجماع من قبل العلماء على أن النية تعتبر هي من شروط صحة الصوم، سواء كان الصيام فرض أو أنه كان تطوعاً، ولكن هناك الاختلاف في متى تجب النية في الصيام، ويتساءل البعض هل يجوز الصيام بدون نية مسبقة في غير رمضان، وهذا ما نتعرف عليه:
صيام القضاء:
- لا يجوز أن يتم صيام القضاء إلا بوجود النية، ويجب أن تكون النية من الليل.
- حيث أنه لا يجوز أن يتم تأخيرها، وهذا ما أجمع عليه العلماء جميعهم.
- كذلك قال النووي أنه لم يعلم أن كان هناك أحد قد خالف ذلك الرأي.
صيام التطوع:
- وقد ذهب جمهور العلماء بالقول أن صيام النافلة يجوز فيه أن يتم تأخير النية من الليل إلى النهار.
- وهذا قول هو من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وابن عباس، وغيرهم الكثير من الصحابة رضي الله عنهم.
- وقد قال ابن حزم بأن هذا الرأي هو من جمهور السلف.
- والدليل هو حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث قالت: “دخل عليّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم ذات يومٍ فقال: هل عندكم شيء؟ فقلنا: لا، قال: فإنّي إذن صائم ثم أتانا يومًا آخر فقلنا: يا رسول الله، أُهدِي لنا حيسٌ فقال: أرينيه، فلقد أصبحت صائمًا فأكل”.
- لكن هناك بعض من الأئمة الذين ذهبوا بالقول أنه نية صوم النافلة تكون من الليل مثل صيام الفرض.
- ومن هم على هذا الرأي هم عبد الله بن عمر، وجماعة من الأحناف، والمزني من الشّافعية، وغيرهم.
- والدليل على ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام: “لا صيام لمن لم يبيّت الصيام من الليل”.
هل يجوز نية الصيام بعد الفجر
هناك العديد من الاستفسارات التي تطرح من قبل أبناء الأمة الإسلامية حول نية الصيام، لاسيما أنها تعتبر هي من ضمن الشروط الأساسية، والهامة في الصوم، ومن أكثر ما يتم البحث عنه هل يجوز نية الصيام بعد الفجر، وهذا ما نتعرف عليه في الفقرة:
- إن كان الصيام فرض مثل رمضان، ولم ينوي الصيام إلا بعد صلاة الفجر، فإن الصيام يكون باطلاً.
- ويجب أن يتم قضاؤه، وهذا ما أكد عليه جمهور أهل العلم.
- لكن إن الحنفية قد أجازوا أن يتم تأخير النية إلى وقت الضحى.
- وقد قال المالكية، والشافعية، والحنابلة أنه يشترط التثبيت في صوم الفرض.
- حيث أن التثبيت هو إيقاع النية في الليل، ويكون ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر.
- لكن الحنفية لم يشترطوا التثبيت في شهر رمضان.
- كذلك أنه لم يشترطوا أن يتم تثبيت النية في ليل رمضان، وقد أجازوا أن تكون بعد الفجر.
شاهد أيضا: حكم زيارة القبور للنساء والرجال في المذاهب الأربعة
وقت نية صيام القضاء
مما لا شك فيه أن التعرف على وقت نية الصيام تعتبر هي من الأمور الهامة بالنسبة لأبناء الأمة الإسلامية، والذين يجب أن يلتزموا بها، وذلك كونها هي من شروط صحة الصيام، والتي قد تطرقنا لتوضيحها، والحديث عنها الكثير من أهل العلم الإسلامي، وفي هذه الفقرة نتعرف على وقت نيّة صيام القضاء، وهو:
- يبدأ وقت النية في الصيام الواجب وصيام القضاء من غروب شمس اليوم الذي يسبق اليوم الذي ترغب أن تصومه، ويستمرّ إلى ما قبل طلوع فجر اليوم الذي ترغب تصومه.
- حيث أنه لا يجوز النية قبل غروب الشمس، ولا بعد طلوع الفجر أو أثناء طلوعه، أو حتى أذان الفجر الثاني.
- ومن المستحب أن تكون هي في النصف الثاني من الليل.
- فإن طلع الفجر، فإما أن يكون العبد صائم أو أنه يكون غير صائم، وذلك على حسب آخر نية قد تم عقدها قبل الفجر.
- ولا تصح النية في القضاء إن عقدت، وعز عليها في النهار، وأو بمضيء جزء منه.
- ومن الجائز أن تكون في أول الليل أو وسطه أو آخره.
شاهد أيضا: حكم الصيام على جنابة بعد طلوع الشمس في غير رمضان