هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام، الجدير بذكره أن هذا الأمر يعتبر هو من المسائل الفقهية الهامة بالنسبة لأبناء الأمة الإسلامية، لاسيما أن الله عز وجل وضع العديد من الرخص التي من شأنها أن تيسر على المسلمين في تأدية العبادات، ومن ضمنها هي الجمع، والقصر في الصلوات، لكن تكون هي ضمن شروط، وضوابط معينة يجب على المسلم أن يلتزم بها، وفي سياق هذا المقال سوف نتعرف وإياكم هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام.
هل يجوز الجمّع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام
هناك العديد من التساؤلات التي تطرح من قبل المسلمين عن تلك المسألة الفقهية، لاسيما أنه هناك العديد من الضوابط الشرعية التي يجب على المسلمِ أن يلتزم بها، وذلك تجنباً للوقوع بما هو محرم في الشرع الإسلامي، وفي هذا السياق سوف نتعرف هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام:
المذهب الحنفي:
- إن الأئمة لهذا المذهب قد أكدوا أن مدة السفر المبيحة للجمع، والقصر في الصلاة هي خمسة عشر يوماً.
- وفي حال أن المسافر قد نوى الإقامة في البلد الذي سافر لها أكثر من تلك المدة، فليس له أن يجمع أو يقصر.
المذهب الشافعي والمالكي:
- وقد حدد أصحاب هذا المذهب مدة السفر التي يجوز أن يتم من خلالها القصر والجمع في الصلاة.
- وهي أربعة أيام لا غير ذلك.
- وإن نوى المسافر أن يقيم أربعة أيام، فإنه يجب عليه أن يتم الصلاة.
المذهب الحنبلي:
- وقد ذهب الإمام أحمد أنه من الممكن للمسافر أن يقصر الصلاة ويجمع في حال:
- أنه قد نوى أن يقيم في البلد أربعة أيام.
- لكن في حال أنه قد زاد عن تلك المدة، فإنه لا يدخل في حكم المسافر الذي يكون مباحاً له أن يقصر ويجمع في الصلاة.
شيخ الإسلام ابن تيمية:
- لم يحدد تلك المدة للسفر كي يتم القصر، والجمع.
- وقال أنه يحق للمسافر أن يقصر ويجمع مهما كانت المدة، حتى وإن زادت عن خمسة عشر يوماً ما لم ينوي الإقامة.
- وذلك لأنه لم يرد في هذه المدة أي شيء من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة.
- وتم الاستناد إلى هذا القول بأن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد سافر إلى تبوك مدة عشرين يوماً، وكان يقصر الصّلاة بهذا الوقت كله.
شاهد أيضا: كيف اعرف قبلة الصلاة وطريقة تحديدها
مشروعية الجمع والقصر في الصلاة
مما لا شك فيه أن هذه الأمور تعتبر هي من الأحكام الخاصة في الصلاة، والتي يكثر التساؤل والجدل عنها من قبل المسلمين، وبالطبع السبب هو الاختلاف في آراء الفقهاء، وأهل العلم الإسلامي، والاختلاف يكون في تحديد المدة المجيزة للقصر والجمع، أو يكون في تحديد الأعذار لكل من الجمع، والقصر، وبالنسبة لمشروعية الجمع والقصر في الصلاة، وهي:
- وقد جاء المشروعية لهما في النصوص الشرعية من السنة والقرآن الكريم.
- كذلك إن حكم القصر جاء في قوله -تعالى- بسورة النِّساء:
- {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ}.
شاهد أيضا: دعاء ختم القرآن خارج الصلاة دعاء ختم القرآن مكتوب ابن باز
مدة الجمع والقصّر في الصلاة للمسافر
وقد شرع الدين الإسلامي للمسافر أن يقصر ويجمع في الصلاة، حيث أنها هي من الرخص الشرعية، والتي تساعد في التخفيف، والتيسير على المسلم، كذلك فإنها تكون رفعاً للحرج عنه، وبالنسبة لمدة الجمع والقصر في الصلاة للمسافر، فإنه هناك أقوال عديدة عنها، وهي:
- قد ذهب الجمهور من الفقهاء إلى أن المسافة المبيحة للقصر هي مسيرة يومين، أي ما يعادل (80 كيلومترًا).
- قول الحنفية بأن المسافة المبيحة للقصر هي مسيرة ثلاثة أيام ولياليها.
- علاوة على ذلك قول ابن تيمية:
- حيث أنه قد ذهب عدد من العلماء ومنهم ابن تيمية إلى أن تقدير المسافة المبيحة للقصر راجعةٌ إلى العرف.
- حيث أن المسافة المعتبرة في عُرف الناس سفراً، يشرع قصر الصلاة فيها.
شاهد أيضا: الحالات التى تجوز فيها الصلاة على كرسي إسلام ويب