هل كان الزير سالم يحب الجليله، من الأسئلة التي أثارت جدل الكثير في قصة الزير سالم، وهي أحد القصص الجميلة التي هي متوارثة عن الأجيال، كما أنها تشمل أسماء الكثير من الشعراء والفرسان في ذلك الوقت، وكان الزير سالم ملقب بالمهلهل، وأبو ليلى، وهو من أكثر الشخصيات التي كانت تتسم بالكثير من الصفات الحسنة، كما أنه شاعر وبطل من أبطال الجاهلية، وقد سمي عدي بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل.
هل كان الزير سالم يحب الجليله
عرف الزير سالم بشدة رثائه وبكائه على أخيه بعد قتله واعتزل الشعر، والنساء بعد أن كان جليسهن، وقام بفعل الأفاعيل من أجل أن يثأر لأخيه ويقتل من قتله، واختلف الكثير من الباحثون في اسمه، فمنهم من قال إنه كان يسمى سالم، ومنهم من قال إنه كان يسمى عدي، ولكن في الحقيقة هو عدي بن ربيعة بن الحارث.
- كان كليب ابن عم الزير سالم، معجب بالفتاة التي تدعي جليلة.
- فقد كانت فتاة جميلة حسناء بليغة في اللغة العربية، والفصاحة كما أنها كانت ذكية.
- كما وأنه أعجب بها التابع أيضا فأرسل إلى أبيها يهدده إما أن يزوجه إياها أو يشن حرب كبيرة لا نهاية لها.
- وفي هذا الوقت كان الشيخ الجليل والد جليلة يفضل الهدوء
- بينما كان يسعى إلى حقن الدماء وبالتالي وافق على العرض الذي وجه إليه خوفا أن يحدث ضرر، أو إساءة للجميع،
- ولكنه كان يحمل بداخله الكثير من الحزن،
- فقام باستدعاء كليب وأخبره بالذي حدث، وقال له أنه يرغب في الموت والدفن تحت الثرى بدلا أن يزوج ابنته لهذا الرجل.
- فذهب كليب إلى أحد العرافين ليخبره بهذا الأمر فقال العراف أنه لا يوجد حيلة إلا أن يقوم بتجهيز بعض الصناديق،
- ويضع بها فرسان ويذهب إلى التبع اليماني، ويتنكر ليجعل نفسه من قشمر، وبالفعل قام كليب بهذه الخطة،
- ولما دخل أخرج السيف من غمده ووضعه في قلب التابع، وأخذ الجليلة إلى أبيها وتزوج بها.
شاهد أيضا: هل كان الزير سالم عنزي ام دوسري
علاقة الزير سالم بزوجة ابن عمه الجليلة
كما ذكرنا فقد كانت الجليلة في بداية حياتها مع كليب ابن عم الزير سالم، وكان يعاملها بشكل لطيف وجاء يوم وعرفت جليلة بأن أخواتها كانوا يضربوا الرمل، ذلك الفعل كان يتم من أجل الاطلاع على الغيب، وذلك من خلال بعض العرافين فقال العراف لهم أن الزير سالم سيصبح ذو شأن كبير جدا بين أهله وقبيلته، وأنه سيصبح خطر على إخوة جليلة فأجمعوا على أن يقوموا بقتله حتى لا يتم له هذا الأمر، فلما عرفت الجليلة بذلك قالت لهم اتركوني أقوم بهذا الكيد، فقامت بالفعل بإعداد المكائد الكبيرة له، فأخذت تشعل النار بينه، وبين كليب ابن عمه، وتضع الحقد والكراهية في قلبه تجاه الزير سالم.
قصة الزير سالم الحقيقية
في بداية الأمر لم يهتم لما تقوله زوجته ولكن في يوم من الأيام أخبرت زوجها بأن الزير سالم يحاول فعل الفحشاء معها، فما كان من كليب إلا أن اغتاظ غيظا شديدا، وقال لها اتركي لي هذا الأمر، ولكن الزير سالم علم بما تحمله جليلة من كره تجاهه، ولكنه لم يهتم بالأمر فكانت كل مرة تقوم بتدبير الكثير من المكائد بينه وبين ابن عمه. ولكنه بالفعل كان ينجو منها بسبب شجاعته وذكائه.
وبالفعل أراد كليب أن يتخلص من الزير سالم دون أن يعرف أحد بذلك وقرر أن يقتله فطلب منه أن يحضر معه حليب اللبؤة حتى تأكله، ولا يشعر أحد بذلك، ولكن بالفعل ذهب الزير سالم ليحضر الحليب وأحضره وأحضر معه رأس اللبؤة، عندها جنت القبيلة بهذه الشجاعة وطلبوا منه أن يذهب دون أن يحمل سيفه معه، وبالفعل ذهب ولم يحمل معه سوى سكين صغير وحماره الذي يركب عليه، والوعاء الذي سيضع به الحليب. وعرف بأنه فارس مغوار تخاف منه الأسود والسباع.
وأمره كليب أن يحضر له ماء من بئر السباع وأخبره بأنه مريض ولن يشفى إلا إذا شرب ماء من هذا البئر. وذهب الزير سالم وأحضر الماء أيضا مما أدهش الجميع. وأغاظ الجليلة بشكل كبير فاحتارت من أمره، لأنها لم تستطع هزيمته بكل الطرق. ولم تستطع أن تملأ قلب أخيه بالكره ناحيته.
شاهد أيضا: قصة بندر بن سرور
الزير سالم قبل الرسول أم بعده .. من هو الزير سالم
الزير سالم كما ذكرنا أنه ملقب فاسمه الحقيقي هو عدي بن ربيعة، ولقب بزير النساء لأنه كان يجلس معهن كثيرا، كما كان يحب اللهو واللعب، ولكنه توقف عن هذا الأمر بعد وفاة أخيه فأخذ يحاول الثأر له، وترك مجالس الشرب واللهو.
- وانتشر القول إنه لقب بالمهلهل لأنه كان يلبس ثيابا مهلهلة، وكانت كنيته أيضا بأبي ليلى،
- كما وأنه بسبب رؤيا رآها وهو صغير حيث كان ينجب فتاة سميت ليلى ومنذ ذلك الوقت سمي بأبي ليلى،
- بينما بالفعل عندما أنجب فتاة سميت ليلى وتزوجت من كلثوم ابن مالك.
- تزوج المهلهل من حبيبة بنت عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظان بن مرة،
- وأنجب منها ثلاث ذكور وبنت. وكان فارس شجاع ذو شخصية قوية كثرت حولها الكثير من الأحاديث التي تدور حول صفاته.
- بالإضافة إلى أنه كان يحب الخمر، والتسلية. واللهو وكان يقص الشعر في المناسبات. أحب كليب ابن عمه حبا جما فقد كان يعتبره كأخيه.
شاهد أيضا: فن القصة القصيرة في الأدب العربي
صفات المهلهل ( الزير سّالم)
الزير سالم كان محب للمرح والفكاهة، عرف بقوة عضلاته وفروسيته، وكان يتمتع بالبنية القوية، يحب التطيب والبخور، ويحب جميع أنواع المسك، كما أنه كان يفضل اللهو والجلوس مع النساء وشرب الخمر والصيد في البراري، كذلك صيد السباع وكثرت الأقاويل حول ثأره لأخيه كليب بعد وفاته، فأقام حربا طويلة سميت بحرب البسوس أخذ يثأر من خلالها له ومات إثرها الكثير من أهل القبيلتين. كان يحب النساء الجميلات ويجلس معهن في الكثير من أماكن اللهو والتسلية. كما كان يلقى الشعر وقيل إنه خال الشاعر المعروف امرؤ القيس. ومن أشهر القصائد التي ألقاها في مجالس اللهو والغناء:
- يقول الزير أبو ليلى المهلهل ونار القلب تشعل في حشاهمن النسوان بالك ثم بالك لا تأمن ولو طال المداهولا تركن لأنثى بطول عمرك ولو قالت نزلت من السماه
وإن حلفت يمين لا تصدق وإن وعدت فلا ترجو الوفاه
شاهد أيضا: أجمل قصة خيالية قصيرة 10 اسطر
مكان الزِير سالم الحقيقي
افتعل الزير سالم الكثير من الحروب التي امتدت لوقت طويل بينه وبين قبيلة بكر، كما تم إشعال حرب البسوس بعد مقتل أخيه، وأخذ يبكيه زمنا طويلا، كذلك ألقى الكثير من القصائد التي يرثيه بها. وظلت هذه الحرب أكثر من 40 سنة كان يقاتل فيها بكل قوته لينتقم من الجساس الذي قتل كليب، وكان كلما يفرغ من معركة يذهب إلى قبر كليب ويجلس بجانبه ويجهش في البكاء ويقول له لقد قتلت منهم فلان وفلان، هل اكتفيت يا اخي؟
شاهد أيضا: قصة زواج زينب ابنة الرسول الكريم من ( أبي العاص بن الربيع )
تحدثنا في هذا الموضوع عن هل كان الزير سالم يحب الجليله، فلم يكن يحمل لها سوى الاحترام والتقدير، لأنها زوجة ابن عمه الذي كان يعتبره بمثابة أخيه، ولكن جليلة أخذت تضع في قلب أخيه الكره، والحقد له ورغم ذلك أخذ الزير سالم يبكي أخيه بعد وفاته بمدة طويلة، ولم يتوقف عن الأخذ بالثأر له.