أضحى العالم الذي نعيش بصدده مليئًا بألوانٍ شتى من البؤس، الشقاء، غياب الإنسانية، الذي أورثناه أنفسنا، نتناول خلال هذا الموضوع قصة مقتل طفلة بريئة أودى بحياتها مَنْ كانوا سببًا في مجيئها إلى هذه الحياة، ما لا يعقله عقل، ولا يتقبله قلب، دعونا نسرد تفاصيل القصة فيما يلي.
مقتل طفلة بريئة
طفلة بريئة تُدعى “مي يوسف أحمد”، تبلغ من العمر ستة أعوام، قلبٌ عُرف بالطهر، النقاء، البراءة، لا ذنب لها في الحياة، إلا أنها إبنة لأبوين، لا ينتميان إلى الأبوة في شيء، أبٌ وأمٌ تجردا من كل معاني الإنسانية، الرحمة، الشفقة، جريمة يندى لها الجبين خجلًا، وتذرف لها الدموع دماء، في حال إقترافها لأي إنسان على يد أولئك الذين لا يملكون سوى أشباه قلوب، ما بالك إن كانوا قساة القلوب، عديمو الرحمة الأب والأم؟ هل يعقل؟
إقرأ أيضاً: أغرب قصة عُرس في زمن الكورونا
تفاصيل إقتراف الجريمة
عاشت الطفلة “مي” في بيتٍ يموج بالصراعات الأسرية، إذ كان جدها لأبيها متزوجًا من زوجة أخرى، ما أورث البغضاء والشحناء بين أفراد الأسرة، فكان كل ما يهمهم هو إلتهام الميراث، وكيفية التخطيط للدهاء والمكر؛ الذي يمكنهم من الإستيلاء على ما يرضي نفوسهم المريضة، التي لا تقنع لا بقليل، ولا بكثير.
فكَّر الإبن “يوسف” بمكرٍ شديد، متخليًا عن مشاعره كأب وإبن في آنٍ واحد، فما كان منه إلا أن إجتمع مع زوجته، وأخذا يفكران في الأمر، ماذا يفعلان للاستيلاء على أموال وأطيان جد الطفلة، لا بد من فخٍّ لعين، يمكنهما من الحصول على مرادهما، ويدفع الناس أجمع للمطالبة بحقهما وتعويضهما، فما العمل؟
فكرا الزوجان في قتل الجد وزوجته، إلا أن الفكرة لم ترق إليهما كثيرًا، لا بد من فكرة أحقر، تمكنهما دون سواهما من نيل الكثير من الأموال، ما دفعهما إلى الإجتماع بفكرهما الشيطاني اللعيبن الذي دفعهما إلى التفكير في مقتل طفلة بريئة لا ذنب لها في الحياة.
أخذ الأبوان يخططان لقتل فلذة كبدهما؛ من أجل إلصاق التهمة بالجد وزوجته، ما دفعهما إلى سرقة بطاقة الهوية الشخصية للجد قبل تنفيذ الجريمة بنحو خمسة عشر يومًا، بالإضافة إلى سرقة ثوب زوجة الجد!
إقرأ أيضاً: كورونا النفوس أخطر من الفيروس
كيف قُتِلَتْ الطفلة البريئة مي؟
حينما حلَّ منتصف الليل، بدأ الأبوان يفكران في تنفيذ خطتهما، وعقب أن تأهل الجميع إلى النوم، وإستقرت الأوضاع، حانت لحظة التنفيذ.
إستدعى الأب إبنته في هدوء، وطلب منها الذهاب إلى خارج المنزل، لمعاونته في إنجاز بعض المهام، فما كان منها إلا أنها أسرعت لمعاونة أبيها، الذي كانت تحبه كثيرًا، وهي لا تعلم أنه وأمها يفكران في مقتل طفلة بريئة حديثة عهدٍ بالحياة.
عقب الخروج من البيت، طلب شبيه الأب من الطفلة “مي”، التي لا يستحق أن تنسب إليه، أن تحضر شال جدها، فأسرعت المسكينة تحضر بنفسها سلاح قتلها البارد، إصطحبها الأب إلى بيتٍ مهجور، وهمَّ بخنقها بواسطة شال الجد، فخرت هامدةً، وقد غابت أنفاسها عن الحياة.
قام الأبوان بوضع ثوب زوجة الجد تحت الطفلة، ووضعا الشال وبطاقة الجد إزائها، وذهبا إلى غرفتهما وكأن شيئًا لم يكن، في الصباح الباكر، ذهبت الأم الماكرة إلى جدة الطفلة، تسألها عنها، فقامت في فزعٍ، علها تجد فلذة كبدها، وحفيدتها التي تربعت في سويداء قلبها، وهلع أهل القرية جميعًا، باحثين عن الطفلة البريئة “مي”.
مر بعض الوقت، وإذ بهم قد عثروا على جثة الطفلة في البيت المهجور، فما كان من أمها إلا أن جرت لتحضر بطاقة الجد وشاله؛ وهللت في وسط أهل القرية؛ لتذيع إلصاق التهمة بالجد.
تم إلقاء القبض على أفراد الأسرة جميعًا، ومن ثمَّ، تم التوصل إلى الجناة الحقيقيين، وهما الأب والأم، والمحزن أن الطب الشرعي قد أفصح عن ظهور صورة الأب في بصمة عين الطفلة.
الغريب أنه منذ عامين، قد حدثت جريمة قتل لإبنة الجد، أي أخت الجاني، وقد قوبلت الجريمة بالكتمان حينها، دون معرفة الجاني.
إقرأ أيضاً: الأطفال والصراعات المسلحة
غياب الإنسانية والضمير
غابت الإنسانية، والرحمة من القلوب، إلا من رحم الله، إلى متى سنفيق على جرائم تدمي لها العيون؟ إلى متى سيظل الإستقرار والأمان ورقة هشة ينتهكها عديمو الرحمة والإنسانية؟
إن ما نجنيه في حياتنا، ما هو إلا مما كسبت أيدينا، ليتنا نعود من جديد، نتضرع إلى الله بالدعاء، أن يزيل عنا بلاء ما يصيب نفوسنا، وما يقترفه من لا قلب ولا ضمير لهم، لا بد أن نطلب الهداية من رب العالمين، وأن يعافينا مما إبتلى به غيرنا، ليتنا نحيا حياةً لا تشوبها شائبة، ولا يعتريها خلل، لا نصحو فيها على ما يضر مسامعنا وأبصارنا.
عسى ألا يتكرر مقتل طفلة بريئة من حولنا، ولا تتكرر الحوادث والجرائم، التي أفجعت قلوبنا، وتخطت استيعاب عقولنا، عفانا الله وإياكم مما إبتلى به غيرنا، وهدانا إلى ما يحب ويرضى.