معلومات عن ثقافة الاعتذار في الإسلام وفوائده على الفرد والمجتمع، لقد جُبل الإنسان على حب الخير والنفور من الشر، فمع الخير يحظى الإنسان بالرضا والتوافق النفسي، ومع الشر يكون احتقار النفس والحرج، لكن الإنسان قد ينزع إلى الشر تارة وسرعان ما يعود للخير تارة أخرى، فلم يرد في كتاب الله أن ارتبط وصف المتقين بالعصمة، لكن جار وصفهم بأنهم معرضون لارتكاب الأخطاء، في هذا المقال نقدم معلومات عن ثقافة الاعتذار في الإسلام.
معلومات عن ثقافة الاعتذار في الإسلام
يقال الاعتذار من شيم الكرام، وهذا إن دلّ على شيء فهو خير دليل على أهمية الاعتذار في حياة المجتمعات، فالإنسان معرض بطبيعته وفطرته إلى الخطأ، ولكن الصواب والقوة والشجاعة أن يعود منه، فيما يلي معلومات عن ثقافة الاعتذار في الإسلام:
- لقد وصف الله تعالى المتقين في كتابه الكريم بأنهم قوم يرتكبون الأخطاء.
- لكن يدفعون هذه الأخطاء بصالح الأعمال.
- حيث قال تعالى: “ويدرؤون بالحسنة السيئة”.
- أيضا فقد فتح الله تعالى باباً للتوبة لا يغلقه إلى تطلع الشمس من مغربها.
- وهذا دليل على رحمة الله تعالى بعباده، كما أنه إشارة إلى أن الله يحب العذر.
- حيث قال الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-: “ليسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ المَدْح مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِن أَجْلِ ذلكَ مَدَحَ نَفْسَه، وَليسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ، مِن أَجْلِ ذلكَ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ، وَليسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ العذْر مِنَ اللهِ، مِن أَجْلِ ذلكَ أَنْزَلَ الكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرّسلَ”.
- يُحب الله تعالى العذر، وقد جعل الشرع تقديم الاعتذار عند الخطأ مندوب.
- لكن الأولى أن يتجنب العبد الخطأ أو ما يوجب الاعتذار قدر الإمكان.
- وذلك استناداً لما رواه أنس بن مالك- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إيّاك وكلّ أمر يعتذر منه”.
- أيضا قال صلى الله عليه وسلم: “ولا تتكلمْ بكلامٍ تعتذرُ منه”.
شاهد أيضا: انشاء عن الاعتذار للصف الخامس علمي
فوائد الاعتذار على الفرد والمجتمع
الإنسان غير معصوم عن الخطأ فقد يقع فيه سهوة وعن غير قصد، وربما يقع به انجراراً خلف النفس الأمارة بالسوء أو خلف شهواته ورغباته أو طمعاً في أمر ما، لكن لابد أن يعود عنه متى ما فاق على نفسه، إليكم فوائد الاعتذار على الفرد والمجتمع:
- إن الاعتذار دليل قوة، فهو إشارة إلى القدرة على الاعتراف بالخطأ والرجوع عنه.
- ويكون بحاجة إلى قوة محركة تدفع النفس للنزول إلى الحق ومحاسبة الذات.
- وعندها يكون قد امتلك صفة الشجاعة والجرأة.
- علاوة على ذلك يلعب الاعتذار دوراً في تجديد العلاقات.
- حيث أنه تعبير عن الإحساس بالذنب والندم على ما ارتكب من الأفعال أو ما تفوه به من الأقوال التي تسببت بالإساءة إلى الغير.
- ويعتبر الاعتذار خلق كريم وفعل نبيل يبعث الأمل في تعزيز العلاقات وتجديدها.
- كما يساهم في توطيد أواصر المحبة بين الناس.
ماذا يعني لك الاعتذار ثقافة أم ضعف شخصية أم احترام وتربية
يتساءل البعض ماذا يعني لك الاعتذار ثقافة أم ضعف شخصية أم احترام وتربية، هل الاعتذار يقلل من قيمة الإنسان، فيما يلي نوضح ذلك بشكل مفصل مع توضيح أهمية الاعتذار.
- يعتبر الاعتذار خلق كريم، وقيمة عالية من قيم الحضارة الإنسانية.
- متى ما تحلى المرء بثقافة الاعتذار سمت أخلاقه.
- كما أن ثقافة الاعتذار دليل على حسن التربية.
- فمن يعتذر دلالة على عزمه ورغبته في تجنب تكرار ما اقترف من خطأ.
- فالاعتذار تربية واحترام، ومن يتفادى الاعتذار للآخرين لا يعرف للتربية معنى.
- علاوة على ذلك فإن الاعتذار لمن أخطأنا بحقه أو ظلمناه يأتي ضمن باب الاحترام وكذلك الإحساس بالذنب.
- لكن إذا اعتذر الشخص وهو مدرك أن صاحب حق فإن هذا دليل على ضعف الشخصية.
أنواع الاعتذار في علم النفس
بعد أن قدمنا معلومات عن ثقافة الاعتذار في الإسلام وفوائده على الفرد والمجتمع، لابد من التطرق إلى ذكر أنواع الاعتذار في علم النفس، حيث يختلف الاعتذار تبعاً لسيكولوجية الأشخاص:
- اعتذار شكلي: أو سطحي ويكون غالباً رفعاً للعتب، إلا أنه غير صادق.
- اعتذار مجاملة: يكون الهدف من هذا الاعتذار مجاملة شخص ما عن خطأ بسيط قد لا يستوجب الاعتذار.
وقد يكون بهدف لفت الانتباه. - كذلك اعتذار مجادلة: هو الاعتذار الذي يصاحبه جدال لا يعترف صاحبه بالخطأ، بل يسعى جاهداً من أجل تبريره.
وقد يكون اعترافا جزئياً بالخطأ أو بهدف رفع العتب. - اعتذار سريع: يكون فور حدوث الخطأ، الذي من المحتمل أن يكون عارضاً أو نتيجة سوء فهم.
تجدر الإشارة بأن سرعة الاعتذار لا تعني أنه رفعاً للعتب. - اعتذار المكره: يأتي هذا الاعتذار خشية قضاء أو سلطة أو أشخاص ذوي نفوذ، أو لتفادي خسارة شخص ما أو تلافي عقوبة.
- أيضا اعتذار صريح: يكون لواضح لا لبس فيه، وينتج عن قناعة المعتذر التامة بارتكابه الخطأ وسعيه لإصلاحه. ويركز هذا النوع من الاعتذار على كسب ود الأخر.
- اعتذار عام: يكون بهدف كسب شعبية وهو الذي تقوم به شخصيات اعتبارية كالمسؤولين والزعماء، أو تقدمه مؤسسات ذات صلة بالمجتمع والدولة.
تناولنا في هذا المقال معلومات عن ثقافة الاعتذار في الإسلام وفوائده على الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى أنواع الاعتذار حسب علم النفس.