قُرّاء التاريخ جميعًا يعلمون أن ذكر اسم الكوفة يقترن وجوبًا بالخلافة الراشدة كبقية المدن التي أُسست في تلك الفترة، وهي المدينة الثانية في الإسلام من حيث التأسيس، وقد كانت منذ حداثةِ عهدها بمثابةِ معسكر تم تأسيسه على يد الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- في فترة خلافة الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وهذا المقال يستعيد أبرز وأهم المعلومات حول مدينة الكوفة العراقية العريقة.
مدينة الكوفة
إحدى المدن العراقية القديمة، وقد اتخذها الخليفة الراشدي الرابع الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عاصمةً لخلافته، كما عُرفِت بأنها موطنًا لنخبة من العلماء والمشايخ في الإسلام، ويُذكر بأن تأسيسها قد جاء في أعقابِ معركة القادسية سنة 638م، وقد حظيت مدينة الكوفة باهتمام الخلفاء الأمويين بشكلٍ كبير حتى ازدهرت وتقدمت على مثيلاتها.
نشأت مدينة الكوفة على مقربةٍ من موقع مدينة الحيرة عاصمة المناذرة، ومع مجيء فترة خلافة عبد الملك بن مروان أقدم على خطوة دمجهما معًا تحت مسمى “كوفان”، ويبرز اسم الكوفة في تاريخ معركة المدائن باعتبارها القاعدة العسكرية للجيوش الإسلامية المتحاربة مع جيوش الفرس في المدائن، وقد حقق المسلمون انتصارًا عظيمًا في هذه المعركة.
موقع الكوفة
تتربع مدينة الكوفة فوق الضفاف اليمنى بالنسبةِ لنهر الفرات الأوسط، ويفصل بينها وبين مدينة النجفِ مسافةِ 10 كيلو مترات شرقًا، أما المسافة بينها وبين العاصمة العراقية بغداد فإنها تصل إلى 156 كيلو متر غربًا، وتشترك بحدودٍ مع مدينة الكفل من الناحية الشمالية، بينما تحدها منطقة الصلاحية والسنية من الجهة الشرقية، بينما تشترك بحدودٍ مع قضاء أبي صخير من الجنوب، وأخيرًا ترتبط مع كري سعد بحدود من الجهة الغربية.
مناخ مدينة الكوفة
تتأثر مدينة الكوفة بالمناخ الاستوائي بشكلٍ عام، حيث يكون صيفها محملًا بالأمطار أكثر من تلك التي يأتي بها فصل الشتاء، وتسجل المدينة هطولًا مطريًا يصل إلى 926 في السنة، أما درجات الحرارة فإن متوسطها لا يتجاوز 25.6 درجة مئوية، ومن الجديرِ بالذكرِ أن شهر يناير هو الشهر الأقل رصدًا للهطول الأمطار على الإطلاق؛ إذ تتدنى لتصل إلى 0 ملم سنويًا، أما شهر أغسطس فإنه الشهر الأكثر هطولًا؛ حيث تصل معدلات المطر إلى 281م.
التعليم في الكوفة
- تحتضن مدينة الكوفة بين ربوعها مجموعة من أبرز الجامعات العراقية وأشهرها على مستوى النجف وتعرف باسم “جامعة الكوفة”، ويرجع تاريخ تأسيسها إلى سنة 1987م.
- نشأة كلية الطب التابعة للجامعة المستنصرية منذ القِدم، وتم إنشاء المزيد من الكليات مع حلول سنة 1989م منها كلية الأداب.
- وجود عدد كبير من الكليات في جامعة الكوفة ليصل العدد إلى 21 كلية، منها كلية الحقوق وكلية الصيدلة وكلية الطب والفقة وغيرها الكثير.
- حرص جامعة الكوفة على إجراء توسعات كبيرة في مجال العلم، وذلك من خلال إقامة المختبرات والمراكز التعليمية.
الثقافة في الكوفة
- يعتبر الخط الكوفي خير دليل على الاهتمام العظيم بالثقافة منذ القدم، ويذكر القلقشندي بأن الخط الكوفي مصدرًا أساسيًا للخط الأساسي، وقد تفرعت منه مختلف أنواع الخطوط.
- تتواجد في ربوع مدينة الكوفة أعدادًا كبيرة من المكتبات، ومن أهمها:
- مكتبة دار الرسالة الإسلامية العامة.
- مكتبة جامع الملا العامة.
- مكتبة مسلم بن عقيل العامة.
- مكتبة جعفر الشيخ علي المذحجي.
- مكتبة الشيخ علي البازي.
- مكتبة الدكتور عبد الرزاق الشهرستاني.
- مكتبة الشيخ كاتب الطريحي.
معالم مدينة الكوفة
تكثر المعالم الدينية والثقافية والسياحية في ربوع مدينة الكوفة، ومن أهمها:
- الأسواق، منها سوق يوسف، سوق أسد، سوق حراضة.
- القرى، عقر بابل، أم سلمة، عين جمل، الحصاصة، أستينيا.
- المحلات، محلة السهيلية، الرشادية، زيدان وغيرها.
- الأنهار القديمة، نهر البردان، نهر سورا، نهر الغدير، نهر الصنين.
- المساجد، مسجد ظفر، مسجد يونس، مسجد جعفي، مسجد الحمراء.
- الأديرة، دير أم عمرو، دير حرقة، دير الجماجم.
- المدارس، مدرسة الكوفة النحوية.
- القصور، قصر الحمراء، قصر الخورنق، قصر السدير.
- مسجد الكوفة: يعرف أيضًا باسم المسجد الأعظم، مسجد بالغ الأهمية بين المساجد العراقية التاريخية والأثرية، كما أنه المبنى الأول على مستوى المدينة، وتشير المعلومات إلى أن المسجد قد بُني في السنة التاسعة عشرة للهجرة بأمرٍ من الصحابي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-.
- المراقد، منها مرقد المختار بن أبي عبيدة الثقفي، مرقد ميثم التمار.
- قصر أم عريف.
- دار الإمارة، كانت موقعًا لبيت المال ومسكنًا لمؤسس المدينة سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-
شخصيات من الكوفة
نفتخر بوجودِ نخبة من العلماء والقضاة العرب من مختلف الأصول والمنابت، وقد كانت للكوفة نصيب من تقديم كوكبة من الشخصيات المؤثرة بمختلف مجالات الحياة، ومن أعلام مدينة الكوفة :
- عبد الملك بن عمير.
- عبيد الله بن عتبة.
- عروة بن الجعد البارقي.
- سعيد بن جبير.
- عبد الواحد بن أحمد الثقافي.
- أبو بردة بن أبي موسى الأشعري.
- الإمام علي بن أبي طالب.
- أبو حنيفة النعمان.
- أبو الأسود الدؤولي.
- الإمام جعفر الصادق.
- البراء بن عازب.
- أبو الطيب المتنبي.
- أبو العتاهية.
- جابر بن حيان.
شـاهد أيضاً..