الأمومة ليست شيئًا سهل المنال؛ لذا تحرص الأمهات على الاستعداد الأمثل من أجل استقبال المولود الجديد لا سيما إن كان المولود الأول، فكم تتوق الأمهات، والآباء إلى اللحظة التي يحتضنون فيها صغارهم لأول مرة! ولا شك أن الأمهات اللواتي يحرصن على حياة مثالية أفضل، لها، ولفلذات أكبادها، يؤهلن أنفسهن نفسيًّا، ومعنويًّا؛ لضمان حياة مثالية مع المولود الجديد.
الاستعداد الأمثل من أجل استقبال المولود الجديد
من المهم للغاية حيال استقبال المولود الجديد أن يتم التهيؤ، والاستعداد على الوجه الأكمل؛ من أجل حياة سعيدة، لا يعتريها خلل، ولا ينتابها كدر، فكلما كان الاستعداد أفضل، كلما كانت النتائج إيجابية أكثر، في صالح الأسرة، والطفل معًا، ومن هنا ينبغي أخذ الاحتياطات اللازمة، واكتساب المهارات المميزة، التي تعين على استقبال، وتنشئة الطفل تنشئة إيجابية سليمة، فكيف يمكن ذلك؟ تعالوا بنا نستكشف سويًّا خلال هذا الموضوع.
قد يروق إليك:
سرة الطفل.. أهمية العناية بـ سرة المولود بعد انقطاع الحبل السري
استراتيجية استقبال المولود الجديد
يشمل التأهب من أجل استقبال المولود الجديد عدة جوانب، يكمل بعضها البعض، على النحو التالي:
- التهيؤ النفسي والمعنوي.
- التهيؤ المادي.
- التهيؤ الذاتي والصحي.
التهيؤ النفسي والمعنوي
التهيؤ النفسي من أسمى العوامل، وأهمها على الإطلاق في استقبال المولود الجديد بفاعلية، ولعله العامل الرئيسي، الذي يترتب عليه العديد من العوامل الأخرى، ويشمل التهيؤ النفسي مجموعة من النقاط المحورية، التي تتضح فيما يلي:
- الدعم والاحتواء والمساندة: لا بد أن تحصل الأم على الدعم الحقيقي، من قبل المحيطين بها، لا سيما الزوج، فعليه دور فعال، لا يمكن إغفاله، فمن الطبيعي أن يحسن إلى زوجته في هذه الفترة المؤرقة، التي يتعريها خلالها العديد من الآلام، والأوجاع، والرهبة، ويتمثل دوره هنا في طمأنتها من وقت إلى آخر، وضرورة دعمها معنويًا، وإزالة الرهبة عنها، والتخوفات التي تنتابها بشكلٍ دوري، فلكلمات الزوج الرقراقة، وعباراته الداعمة أثر بناء على هدوء الزوجة، وشعورها بالاستقرار، والأمان، ينبغي على الزوج أيضًا أن يساند زوجته، من خلال المساعدة في إنجاز المهام المختلفة، التي تقع على كاهلها.
- الاستعانة بالخبرات السابقة: تحتاج الأم، لا سيما في حملها الأول، إلى الدعم المعنوي، من خلال الاستعانة بخبرات الأمهات، ممن هن أكبر منها، وعلى دراية، ووعي كاملين، بكل ما تحتاج الأم إلى معرفته، والإلمام به، قبل استقبال المولود الجديد وقدومه، حيث يتم نقل الخبرات السابقة، التي تكون الأم متخوفة من الإقدام عليها، على نحوٍ خاطئ، يضر بمولودها الجديد، وبالتالي تزول الرهبة عنها شيئًا فشيئًا؛ وتحصل على خبرة واسعة، تمكنها من رعاية طفلها على الوجه الأمثل، بدون أدنى مشكلة.
- تفهم الحالة النفسية: إن تفهم الحالة النفسية، التي تمر بها الأم فترة حملها، سواء من قبلها، أو من قبل زوجها والمحيطين بها، أمر في غاية الأهمية، إذ يجعل الجميع على دراية بالتغيرات الطارئة، التي تنتاب الحامل في فترة حملها، ومن ثم تقدير الموقف، وعدم التأزم بسببه، وبالتالي توفير جو ملائم لها، يعينها على السواء النفسي، والابتعاد عن التوتر قدر الإمكان.
التهيؤ المادي
الطفل الجديد بحاجة إلى مستلزمات جديدة، منها ما هو أساسي، ومنها ما هو ثانوي، لا حكمة من الإفراط في العمليات الشرائية المتناوبة، بلا جدوى، ولكن ينبغي وضع الأمر بالحسبان، فمن الأفضل تخصيص ميزانية تقريبية لمصروفات الولادة، والاحتياجات اللازمة من أجل استقبال المولود الجديد الذي طال انتظاره، ووضعها جانبًا.
التهيؤ الذاتي والصحي
يسهم التهيؤ الصحي للمرأة، والاستعداد الذاتي، في استقبال المولود الجديد بحفاوة بالغة، ففترة الحمل من أقسى الفترات التي تمر بها المرأة، فكم تشعر بالوهن والإعياء! وكم تقاسي من أجل أن تقر عينها، وعين زوجها بالمولود الجديد، ومن أجل الاستمتاع بهذا اللحظة المنتظرة،
لا بد من أن تحرص الحامل على صحتها جيدًا، تتناول ما يفيدها، ويفيد جنينها، وتحرص على الالتزام بالتغذية السليمة، غير الضارة، حتى تمر فترة الحمل بسلام، وبالتالي لا تحدث أية مضاعفات سلبية، تؤثر على صحة المرأة، وتعوقها عن القيام بدورها كأم، على الوجه الأكمل.
كوني امرأة ذكية، اهتمي بنفسك، وببيتك، منذ بداية حملك، لا تدعي الحمول، والمهام تتكاثر على عاتقك، وأنت واقفة مكتوفة الأيدي، اهتمامك بكل ما حولك أولًا بأول، لا يتسبب في إرهاقك، ويمكنك من ضبط أوقاتك، وتنظيمها، مما يجعلك المتحكمة في ذمام الأمور، تحققين الراحة النفسية بأقل مجهود ممكن.
إقرأِ أيضاً: فن تعامل الزوج مع زوجته الحامل
كوني على قدر من المسئولية، ولا تتردي في تثقيف ذاتك، وتهيئة نفسك من أجل استقبال المولود الجديد بسعادة، الحمل والولادة تجربة فريدة، فلا تتعاملي معها على أنها أمر طارئ، من دون أن تستمتعي بكل لحظة فيهما، فكل لحظة تمر، لن تتكرر مهما كان، ومن الخطأ قضاء الوقت بالكامل في خوف، ورهبة، وتردد، من دون الاستمتاع به، كما يجب أن يكون.
شـاهد أيضاً..
خطورة فيروس كورونا على الحوامل