الصدق من أولى القيم الأخلاقية التي يجب أن نعلمها لأطفالنا حتى يفوزوا دائماً ويستطيعون الوصول إلى تحقيق أهدافهم دون الحاجة إلى الغش والكذب والخداع الذي تكون نهايته الهلاك والخسارة والفشل، ومن أقرب الطرق التي يمكن أن توصل لأطفالنا كيفية تعلم الصدق والوفاء والأمانة هي سرد مجموعة من قصص هادفة للأطفال عن الصدق، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على تلك القصص، تابعوا معنا.
قصص هادفة للأطفال عن الصدق
*قصة القطة قلة
كان هناك قطة جميلة ورقيقة ذات شعر وفرو أبيض طويل تدعى فلة،
وكانت فلة تتجول بين محلات الملابس، ورأت فستان لطيف و حقيبة ناعمة وتمنت أن تقوم بشرائهم ولكنها لا تمتلك النقود ثمن الفستان والحقيبة، ففكرت أن تعمل حتى تنال المال الذي تشتري به ما تتمنى.
وذهبت فلة إلى بائع الحليب وعرضت عليه أن تعمل لديه، فوافق وطلب منها أن تأخذ الحليب والزبدة وتسلمها لرجل عجوز في السوق،
وخلال مسيرتها شعرت فلة بالجوع الشديد فوقفت تحت الشجرة وتناولت الزبدة والحليب، ثم عادت إلى البائع وغشته بأنها قامت بفعل ما طلبه منها، ثم أعطاها المال.
ولكن النقود كانت قليلة ولا تكفي لشراء الفستان والحقيبة التي تتمنى فلة شرائهما، فقررت أن تبحث عن عمل آخر لكسب المزيد من النقود،
وذهبت لبائع الفواكه وسألته عن عمل لها، فقال لها تأخذ هذا الكيس من الفواكه وتعطيه للسيدة العجوز في السوق، وعندما تعود سوف يعطيها أجرها.
فحملت القطة فلة كيس الفواكه وذهبت به وأثناء سيرها في الطريق، شعرت بالجوع وتناولت جميع الفواكه التي تحملها، وعادت للبائع زاعمة أنهى منحت السيدة العجوز الفواكه، فأعطاها النقود، فذهبت واشترت الفستان وارتدته وفرحت به كثيراً.
ولم تكتفي القطة فلة بل طمعت أكثر وأرادت أن تشتري الحقيبة، وذهبت لتبحث عن عمل جديد،
ورأت رجل يبيع ويشتري دون أن تعرف الشئ الذي يتاجر فيه، ولم يظهر أي علامة على المحل، وطلبت منه عمل، فقام الرجل بإعطاء القطة دلو بغطاء بلاستيكي مثل القبعة، وقال لها أعطيه للرجل العجوز في السوق.
فذهبت فلة وانتباها شعور بالشغف الشديد لكي تعرف ما الذي بداخل الدلو، وجذب انتباهها شكل الدلو مثل القبعة، فتخيلت أنها من الممكن أن ترتديه كقبعة على فستانها الجميل.
وبالفعل قامت فلة بوضع الدلو على رأسها وارتدته كقبعة، لتتفاجئ بسكب عسل أسود عليها وعلى فستانها، ففسد فستانها وأدركت فلة أن هذا جزائها لأنها لم تكن أمينة على ما حملته وأنها خانت البائعين الذي كانت تعمل لديهم، لكي تستحل منهم المال، وأيقنت أنها لابد وأن تكون صادقة وأمينة حتى تنال كل الخير والصلاح.
إقرأ أيضاً: قصص أطفال قصيرة قبل النوم حلوة كتير
المزيد من قصص هادفة للأطفال عن الصدق والأمانة..
**قصة البذرة العجيبة
كانت هناك شركة كبيرة للاستيراد والتصدير لـ “ياميش رمضان” يرأسها رجل كبير في السن،
وفي يوم أعلن هذا الرجل عن وظائف إدارية في الشركة من خلال الجرائد، واليوم التالي تقدم العديد من الشباب لهذه الوظائف،
وتم عقد اجتماع في الشركة وبعد الاطلاع على ملفات هؤلاء الشباب المتقدمين للعمل، تم اختيار 11 شخص للعمل في الشركة.
ولكن أراد صاحب الشركة أن يختار شخص واحد فقط لكي يتولى الرئاسة التنفيذية للشركة من بين 11 شخص، والباقي سوف يعملون تحت رئاسته، وذلك لأن صاحب الشركة أراد التنحي عن إدارة الشركة ولم يقبل بتركها لورثته حتى لا يضيع تعبه طوال الأعوام الماضية.
وقرر صاحب الشركة أن يعين هؤلاء الشباب في شركته ولكن واحد فقط سوف يتولى الإدارة، وسوف يختاره منهم بعد عمل اختبار بسيط،
وأعطى لهم بذرة وطلب منهم أن يعتنوا بها لمدة شهرين ثم يعودوا والذي يأتي بنبات صحيح سيكون هو المدير التنفيذي للشركة.
وتم توزيع البذور، وعاد الشباب إلى منازلهم وبدأ كل واحد منهم في الاهتمام ببذرته والعمل على نموها،
وبعد مرور شهر ونصف تحدث كل واحد عن نبتته الجميلة وأنها أصبحت زهرة قوية تنمو بشكل طبيعي، ما عدا شخص واحد يدعى عبد الرحمن الذي لم تنمو بذرته ولم تكبر على الرغم من اهتمامه بها بمساعدة والدته.
وكان “عبد الرحمن” يشعر بالحزن الشديد بسبب عدم نمو بذرته وسط حديث زملائه عن جمال نبتتهم، ولكن والدته نصحته بعدم غش المدير والكذب عليه، وأن الصدق أفضل من الحصول على الرئاسة التنفيذية للشركة.
وبعد مرور شهرين عاد الشباب مجدداً في إجتماع مجلس إدارة الشركة ينتظرون مدير الشركة، وكان الجميع يشعرون بالفخر والسعادة لجمال نبتتهم، بينما “عبد الرحمن” كان يشعر بالخجل الشديد بسبب عدم نمو بذرته مثل الجميع.
وفور دخول المدير قاعة الاجتماعات نظر إلى الجميع الذين يشعرون بالفرح بسبب نمو زهراتهم الجميلة والقوية، ولاحظ “عبد الرحمن” الذي يختبئ من نظرات زملائه الساخرة ويعم عليه ملامح الحزن والضيق،
فنظر المدير إلى “عبد الرحمن” وقال له: ما الذي حدث لبذرتك؟ ألم تهتم بها؟
فأجابه “عبد الرحمن” بكل حزن وأسى أنه اهتم كثيراً بالنبتة وكان يسقيها ويراعيها ليلاً ونهاراً بمساعدة والدته، ولكن دون جدوى، فهي لا تنمو أبداً.
إبتسم المدير “لعبد الرحمن” وطلب من المسؤولين الجلوس،
ثم أشار بيديه إلى “عبد الرحمن” وقال أنه هو المدير التنفيذي للشركة، ما أدهش الجميع وأخذوا يتساءلون كيف يختار المدير “عبد الرحمن” الذي فشل في الاهتمام ببذرته بأن يكون هو المدير التنفيذي؟
فأجابهم المدير وقال: ” أن عبد الرحمن هو الشخص الوحيد الصادق الذي لم يخون أو يغش، قال وتابع بأنه قام بتوزيع بذور فاسدة عليهم جميعاً، بذور لا يمكن أن تنمو على الإطلاق، وكل واحد منهم قام بغشه، وكذب عليه لأنه قام بتبديل البذرة بنبات جميل، بينما عبد الرحمن هو الشخص الوحيد الذي صدق ولم يحاول خداعه، ونجح في الاختبار”.
وهنا شعر الجميع بالخجل، وأدركوا أن الصدق هو خير طريق حتى يصل كل شخص لهدفه، دون أن يلجأ لأساليب الغش والخداع والكذب الذي يؤدي إلى الهلاك والفشل والغضب من الله تعالى.
اقرأ أيضاً: السرقة عند الأطفال .. إنذار أحمر
نتمنى أن تكونوا قد استفدتم من عبر مقالنا قصص هادفة للأطفال عن الصدق والأمانة، واستمتعتم بها، وللمزيد من القصص يمكنكم متابعة قسم موقعنا قصص الأطفال.
شـاهد أيضاً..