فضل سورة هود وأخواتها، نالت سورة هود من بين سور القرآن الكريم على العديد من الآيات القرآنية التي لها الفضل العظيم في كثير من مجالات الحياة، فقد ورد فيها ذكر أنباء وأخبار الأنبياء السابقين، وأخبار الأمم السابقة وهذا لأخذ العبرة والعظة منها، فقد أنزل الله تعالى سورة هود لأجل أن يثبت بها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، هو ومن معه من المؤمنين، فهي سورة مكية عدد آياتها مئة وواحد وعشرين آية، وفي سياق هذا الحديث فإننا سوف نتجه لأجل بيان فضل سورة هود وأخواتها.
الآية التي شيبت الرسول في سورة هود
لقد ذكرت الأحاديث النبوية الشريفة بعض الأمور المتعلقة بسورة هود، التي تعد واحدة من السور المكية، التي تناولت الحديث عن الأمم السابقة وما جرى معها، وما قامت به تجاه نبيهم، وقد ورد حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله قد شبت. قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت، حيث كانت الآية التي شيبت الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام هي:
- قوله تعالى: “فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.
وقد تناول علماء الدين السبب وراء ما جاء في حديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عن سورة هود، وتبين لما فيها من أحداث عن يوم القيامة وأهوالها، والعذاب الذي لحق بالأمم السابقة، جراء ما قاموا به من أذى وعذاب وتكذيب لرسل الله تعالى، فاستحقوا العذاب الأليم، الذي بينته سورة هود.
شاهد أيضا: آخر آيتين من سورة الحشر مكتوبة
من هي أخوات سورة هود
لقد وجد الحديث الذي ذكرناه أعلاه عن ابن عابس الذي روى حديث شيبتني هود، بمجموعة من المواضع، ولكن كان الأرجح منها هو حديث ابن عباس، وبعض الأحاديث الأخرى منها ما كان من الأحاديث الضعيفة، ومنها لم يكن السند الخاص به واضحتً، ولها استناداً على حديث ابن عباس رضي الله عنه، والذي يخص هود وأخواتها، بدأت التساؤلات العديدة، تتمحور حول ما هي السور التي وصفها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بأخوات هود، وقد تبين أنها:
- ( الواقعة ، والمرسلات ، وعمّ ، والتكوير )، وفق ما رواه الترمذي والحاكم .
وهذا كونها من السور القرآنية التي فسرت الكثير عن أهوال يوم القيامة، ووضحت الأحداث التي ستجري، علاوة عن أنها تطرقت للحديث عن العذاب الشديد الذي لحق بالأقوام السابقة، جراء كذبهم وعدم تصديقهم لأنبياء ورسل الله تعالى، الذين أرسلهم لهدايتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
شاهد أيضا: آخر آيتين من سورة البقرة ما فضلهما
فضل قراءة سورة هود
وردت الكثير من الفضائل التي تخص سورة هود، والتي تتعدد فوائدها في كافة المجالات والنواحي، فآيات القرآن الكريم لها الفضل في الحصول على الهدوء والاستقرار النفسي، والطمأنينة، وكذلك فإن لسورة هود وأخواتها الكثير من الفوائد، والتي جاء منها ما يلي:
- نيل الأجر والثواب العظيم من الله تعالى.
- مضاعفة الحسنات، فكل حرف من سورة هود تنال عليه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء.
- كما وأنه في حال قراءة سورة هود ينتصر المظلوم على ظالمه، ويسترد حقه، وهذا وفق حديث النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ اللهَ يُمهِلُ الظَّالمَ حتَّى إذا أخَذه لم ينفلِتْ ) ثمَّ تلا من سورة هود: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}.
- يتعلم المسلم منها طرق العبادة، فقد تنوعت العبادات فيها من استغفار وتوبة وغيرها، والتي تشجع المسلم على الإقبال عليها.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: ” اقرَءوا سورةَ هودٍ يومَ الجمُعةِ”.
شاهد ايضا: سورة الفاتحة مكتوبة كاملة
أحاديث عن فضل سورة هود
وردت عدد من الأحاديث الشريفة التي تحدثت عن نزول بعض آيات سورة هود، ومن هذا المقال فإننا سنتحدث عن فضل سورة هود، من خلال ذكر قصة نزول أحد آياتها والتي جاءت وفق التالي:
ما رواه عمرو بن دينار عن ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: كان الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ رَجُلًا حُلْوَ الْكَلَامِ حُلْوَ الْمَنْطِقِ، يَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ بِمَا يَجِبُ، وَيَنْطَوِي لَهُ بِقَلْبِهِ عَلَى مَا يَسُوءُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: “يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ” شَكًّا وَامْتِرَاءً. وَقَالَ الْحَسَنُ: يَثْنُونَهَا عَلَى مَا فِيهَا مِنَ الْكُفْرِ. وَقِيلَ: أنّ بَعْض الْمُنَافِقِينَ، كَانَ إِذَا مَرَّ بِالنَّبِيِّ ثَنَى صَدْرَهُ وَظَهْرَهُ، وَطَأْطَأَ رَأْسَهُ وَغَطَّى وَجْهَهُ، لِكَيْلَا يَرَاهُ النَّبِيُّ فَيَدْعُوهُ إِلَى الْإِيمَانِ، وَقِيلَ: قَالَ الْمُنَافِقُونَ إِذَا غَلَّقْنَا أَبْوَابَنَا، وَاسْتَغْشَيْنَا ثِيَابَنَا، وَثَنَيْنَا صُدُورَنَا عَلَى عَدَاوَةِ مُحَمَّدٍ فَمَنْ يَعْلَمُ بِنَا؟ فَنَزَلَتِ هذه الْآيَةُ من سورة هود: “أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ۚ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”. [3]