تعتبر أنشطة الأعمال التطوعية من التجارب التي يحصل منها الفرد على فوائد كثيرة تفيده في حياته العملية والشخصية بشكل كبير، لكن في الآونة الأخيرة أصبح الانخراط في بعض الأعمال التطوعية ينتج عنه حدوث الكثير من الأضرار للشخص، وفي هذا الموضوع نسلط الضوء على مجموعة من أبرز عيوب العمل التطوعي والانخراط فيها.
يعتبر الهدف الأساسي من الانضمام في الأعمال التطوعية هو محاكاة الحياة العملية فيما بعد، بالإضافة إلى الحصول على مجموعة من الخبرات الحياتية، وتعلم كيفية تحمل قدر من المسؤولية، كل هذه الأمور من شأنها أن تزيد من أسهم حصولك على وظيفة فيما بعد، خاصة إذا كانت المؤسسات التي عملت معها تطوعيًا مؤسسات ذات صيت كبير في هذا المجال.
أهم عيوب العمل التطوعي
في الوقت الأخير ازدادت مؤسسات العمل التطوعي، وتنوعت على مختلف أهدافها وبرامج أنشطتها، كل هذا نتج عنه أن انحرفت بعض المؤسسات عن الأهداف الأساسية لممارسة العمل التطوعي، وسنذكر أهم عيوب العمل التطوعي ما يلي:
التسلط في اتخاذ القرارات
من أبرز أهداف العمل التطوعي أنه يعلمك الفرق بين الإدارة والقيادة، لكن في بعض المؤسسات التطوعية يغيب هذا الهدف بشكل كبير، وتصبح زمام الأمور في يد مجموعة من الأشخاص لا يحبون شرح أسباب القرارات لباقي المتطوعين، هذا الأمر قد يؤدي إلى عدم قدرة المؤسسة التطوعية على الاستمرار في ممارسة أعمالها التطوعية إذا تركها هؤلاء المسؤولين؛ لأنهم لم يهتموا بإعداد قادة من بعدهم، وهذا الأمر من أبرز عيوب العمل التطوعي في الآونة الأخيرة.
رفع الكلفة بين الذكور والأناث
يخلط الكثيرون من الشباب بين التعامل مع الآخرين كزملاء عمل وبين التعامل مع الأصحاب الشخصيين، هذا الأمر يؤدي بشكل كبير إلى رفع الكلفة وإزالة الكثير من الحدود في التعامل بين الرجل والمرأة في بعض الأحيان؛ مما يضطر بعض العائلات المحافظة من رفض إنضمام أبنائهم إلى المؤسسات التطوعية حتى لو كانت كثير من تلك المؤسسات تضع ضوابط صارمة في التعامل بين الجنسين.
تحقيق مصالح شخصية خفية
من أبرز عيوب العمل التطوعي أنه قد يخفي بعض المسؤولين عن بعض الأماكن التطوعية تفاصيل إنفاقهم للتبرعات أو الاشتراكات التي يجمعونها من المتطوعين، وقد يلجأ البعض منهم إلى استغلال تلك الأموال في تحقيق مصالح شخصية لهم؛ مما يؤدي إلى نفور الكثيرين من المتطوعين من الانضمام لتلك المؤسسات؛ لأنهم يرون أن أموالهم يتم استغلالها بشكل خاطئ.
الاستفادة من العمل التطوعي قليلة
أصبح تأسيس مشروعات تطوعية مجرد واجهة اجتماعية أكثر من وجود هدف سامي لتلك المشاريع التطوعية؛ أدى ذلك الأمر إلى ضعف الاستفادة منها إلى حد كبير؛ لأن القائمين عليها لا يهتمون بتعليم الأفراد بقدر اهتمامهم بأن يضيفوا إلى سيرتهم الذاتية أنهم أسسوا مجموعة كبيرة من الأنشطة التطوعية بصرف النظر عن نجاحها.
المغالاة في شروط التطوع
الهدف الأسمى لفكرة الأعمال التطوعية هي أنك تحاول تعليم الأشخاص أمور جديدة لم يكونوا يعرفونها، ومن أبرز عيوب العمل التطوعي في الآونة الأخيرة أنه أصبح هناك كثير من الشروط للانضمام لبعض الأنشطة التطوعية، بل أصبح هناك مشروعات تطوعية محددة معروفة أنها لا تقبل سوى الأشخاص المتوفر فيهم بعض الاشتراطات التعجيزية لكثير من الشباب المبتدئ الذي يحاول تطوير إمكانياته، فأصبح الحال أنه ينتظر الانضمام إلى المشاريع التطوعية الصغيرة حتى يحصل فيما بعد على فرصة في الانضمام إلى المشاريع الشهيرة وليس الحصول على وظيفة.
عيوب أخرى في العمل التطوعي
بعدما ذكرنا مجموعة من عيوب العمل التطوعي بشكل مفسر، سنذكر هنا مجموعة أخرى من الأعمال في شكل مجموعة نقاط فيما يلي:
- تستلزم الكثير من الأعمال التطوعية بذل الكثير من الوقت في تنفيذ برنامجها؛ مما قد يعطل المتطوع عن دراسته أو عمله.
- يتعامل بعض المسؤولين في الأعمال التطوعية بشيء من التكبر مع باقي الأعضاء إذا ارتكبوا بعض الأخطاء برغم أن دورهم التعليم.
- تبتعد بعض المؤسسات التطوعية عن تحقيق أهدافها التي وضعتها في البداية وتصبح مكانًا لقضاء أوقات الفراغ.
- أحيانًا يتم توزيع الأدوار القيادية داخل المؤسسات التطوعية على أساس الصداقة وليس الكفاءة.
- يتعامل بعض المسؤولين في الأنشطة التطوعية بطريقة روتينية ويرفضون التجديد بحجة أن هناك شروط للعمل التطوعي.
- يتعامل البعض في الأعمال التطوعية بشيء من الطبقية ونبذ المختلفين برغم أن من أهداف التطوع هو الاندماج في المجتمع.
- تتشابه الكثير من الأعمال التطوعية في الأهداف التي تسعى لتحقيقها؛ مما يجعلها مجرد عدد دون تحقيق أي منفعة بالمجتمع.
ختامًا، العمل التطوعي مهم في حياة الشخص، ويكسبه الكثير من الخبرات، لكنه مؤخرًا بدأ يخرج عن مساره الذي ظهر من أجل السير فيه، وفي هذا الموضوع نذكرنا مجموعة من أبرز عيوب العمل التطوعي التي ظهرت في مؤسسات عديدة، لكن بالطبع هناك مؤسسات تطوعية عديدة تأخذ احتياطاتها من هذه القصور.
شاهد أيضًا..