هل صلاة ليلة القدر واجبة، وهي ليلة شريفة ، كما تعد من أفضل الليالي، ولقد جاء ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى: “ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر”، أي أن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيه ليلة القدر، وكان كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الصلاة في ليلة القدر، ويجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها، وفي هذا المقال نقدم لكم هل صلاة ليلة القدر واجبة.
صلاة ليلة القدر
ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، لكنها غير محددة في أي ليلة منها، لذلك ينبغي على المسلم تحريها، والاجتهاد في العشر الأواخر كثر من غيرها، والقول الأرجح أرجاها ليلة سبع وعشرين.
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “التمسوها في العشر الأواخر، في كل وتر”.
- والحكمة من عدم تحديد ليلة القدر، لكي يجتهد جميع الناس في جميع أيام العشر، وبالتالي يدركون خيرًا كثيرًا، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن في إخفائها خيرًا للمسلمين.
- عن حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: “خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر. فتلاحى رجلان من المسلمين.
- فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة”، وفي بعض روايات الحديث: “فالتمسوها في العشر الأواخر”.
شاهد أيضا: دعاء ليلة القدر السديس مكتوب
صلاة ليلة القدر واجبة أم مستحبة
من السنة إحياء ليلة القدر، ويكون هذه الليلة المباركة بالصلاة والذكر والدعاء، كذلك تلاوة القرآن الكريم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”.
- صلاة القدر مستحبة في الشرع الإسلامي، وعلى المرء تحريها في العشر الأواخر من رمضان، وفي الشرع الإسلامي كل مستحب هو من النوافل، والله تعالى حث على صلاة النوافل ورغب فيها.
- ونستدل على ذلك من قول أبي هريرةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: “إِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ: منْ عادى لي وَلِيّاً، فقدْ آذنتهُ بالْحرْب، وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ.
- وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ لى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهي، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه”.
عدد ركعات صلاة ليلة القدر
يتساءل الكثير من الأشخاص عن عدد ركعات صلاة ليلة القدر، والمسلم الحق يتبع ما جاء في القرآن الكريم، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يصلي ليلة القدر اثنى عشر ركعة، والدليل ما يلي:
- عن عائشة رضي الله عنها قالت:(ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة).
- ويجوز للعبد أن ينقص منها أو يزيد، أيضا كان الصحابة الكرام يصلونها عشرين ركعة. وبعض التابعين كان يصلونها ثلاث وعشرين ركعة، ومنهم كان يصليها ست وثلاثين ركعة.
وقت قيام ليلة القدر
يختلف وقت قيام ليلة القدر باختلاف الأوقات، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقيم الليلة في أول الليلة، ووسطه، كذلك آخره، والدليل على ذلك ما جاء في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه:
- وَكَانَ لاَ تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلَّا رَأَيْتَهُ، وَلاَ نَائِمًا إِلَّا رَأَيْتَهُ.
- وفي رواية الترمذي: وكنت لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته مصليا، ولا نائما إلا رأيته نائما.
أيضا قال الحافظ في وقت قيام ليلة القدر:
- في حاله في التطوع بالصيام والقيام كان يختلف، فكان تارة يقوم من أول الليل، وتارة في وسطه، وتارة من آخره.
- كذلك كان يصوم تارة من أول الشهر، وتارة من وسطه، وتارة من آخره، فكان من أراد أن يراه في وقت من أوقات الليل قائما أو في وقت من أوقات الشهر صائما فراقبه المرة بعد المرة فلا بد أن يصادفه قام أو صام على وفق ما أراد أن يراه.
شاهد أيضا: هل يجوز النوم في ليلة القدر
كيفية صلاة ليلة القدر
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ليلة القدر ركعتين ركعتين، ثم يوتر بركعة، والدليل عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ.
- وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أنه كان يقوم الليل بسبع وتسع.
- وعن زيد بن خالد الجهني أنه قال: لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة فصلى ركعتين خفيفتين.
- ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين.
- ثُم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما.
- ثم صلى ركعتين.
- وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما.
- ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما.
- ثُم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة.
شاهد أيضاً: افضل الاعمال في ليلة القدر
افضل السور في ليلة القدر
لقراءة القرآن الكريم ثواب عظيم عند الله تعالى، وينبغي على المسلم قراءة القرآن الكبير في جميع الأوقات، بما فيها الأيام والليالي المباركة، مثل ليلة القدر، حيث يجعل الله تعالى فيها الحسنات مضاعفة، وأفضل السور في ليلة القدر هي التالية:
- سورة الفاتحة: وتعادل ثلثي القرآن.
- وسورة النور: وقاية لمن يقرأها من الوقوع في كبيرة الزنا.
- أيضا سورة لقمان: وفيها حفظ لقارئها من وسواس الشيطان.
- كذلك سورة الأحزاب: ومن يقرأها يفوز بمرافقة الرسول,
- وسورة النساء: تعد أماناً من ضيق القبر وعذابه.
- أيضا سورة السجدة: ومن يقرأها يعطيه الله كتابه باليمين.
- كذلك سورة الأنعام: وهي أمان من عذاب النار.
- سورة الحجر: وهي من أسباب كثرة الرزق.
ماذا أفعل في ليلة القدر
يجب أن يحرص المسلم على إحياء ليلة القدر، ويستحب إحياء ليلة القدر بالعبادة، والإكثار من الدعاء، كما يجب إتباع نهج النبي صلى الله عليه وسلم في احياء ليلة القدر، ومن الأمور المستحب فعلها في ليلة القدر ما يلي:
- الإكثار من الطاعات، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر طلبُا لليلة القدر.
- قالت عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد. في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره”.
- الحرص على قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان تحريًا لليلة القدر. قالت عائشة رضي الله عنها: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله”.
- الإكثار فيها من الدعاء، وأفضله ما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها أنها. قالت: يا رسول الله، أريت إن وافقت ليلة القدر، بم أدعو؟: “فقال تقولين : اللهم إنك عفو العفو فاعف عني”.
شاهد أيضا: دعاء نشر المصاحف ليلة القدر
وصلنا لختام المقال، وفيه قدمنا لكم هل صلاة ليلة القدر واجبة، وليلة القدر ليلة شريفة. وهي من أفضل الليالي في العام، وينبغي على المسلم تحري ليلة القدر في العشر الأواخر، كما ينبغي قيام الليلة اتباعًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ونهجه، حتى ينال المسلم الأجر والثواب العظيم.