صحة حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، قد اقترب شهر رمضان العظيم فيزيد تداول الأحاديث النبوية الشريفة وبعض الآيات القرآنية التي توضح فضل شهر رمضان وعبادة الصيام، وزيادة أجرها وشأنها وثوابها عند الله عز وجل، ولكن من واجب المسلم التأكد من صحة الأحاديث المنقولة عن الرسول، حيث يصدر ويرد للتأكد ما إن كانت منسوبة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، سنتعرف عبر مقالنا على درجة صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وحكم تداول الأحاديث الضعيفة.
صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة
إن من الصحيح التأكد من ثبوت الأحاديث عن النبي صل الله عليه وسلم، فلقد تأكد أن تداول الأحاديث الضعيفة والموضوعة والتي لم ترد عن الرسول هو أمر محرم طالما أن نقلها دون التحذير منها وعن قصد. بينما من يجهل أمر حرمانية تداول الأحاديث الضعيفة لا يؤثم على ذلك ولكن الأفضل التأكد من صحة أي حديث قبل نقله، وبما يخص صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار هو ما يلي:
- إن حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار هو من الأحاديث الضعيفة والموضوعة.
وقد ورد هذا الحديث عن سلمان أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خطب في المسلمين خطبة مطوّلة وقال فيها: “وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ. مَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ“، وقد ورد هذا الحديث في كتاب صحيح الجامع للشيخ الألباني على أنّه حديث ضعيف. كما ولقد ورد في كتاب السلسلة الضعيفة أنّه حديث منكر، كما قال البخاري أنّه حديث لا يحتجّ به. وقال أيضا كلّ من الإمام أحمد ويحيى بن معين أنَّ هذا الحديث ليس بشيء، وعلى ذلك فهو حديث ضعيف ومنكر بالإجماع من شيوخ الإسلام وعلمائه.
شاهد أيضًا: صحة حديث من قام مع الامام حتى ينصرف
دليل ضعف حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة
بعد بيان عدم صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار سننتقل إلى توضيح الدلائل على ذلك. وهي كما يلي:
- عند التعمق في معنى الحديث نجد أنها مخالفة للمقاصد والغايات الإسلامية.
- كما نجد أنها تخالف ما ورد في فضل شهر رمضان. لكونه شهر للمغفرة والرحمة والعتق من النار، ولا وجود لأيام مختصة بالرحمة والعتق من النار دون أيام أخرى.
- أيضا رواية هذا الحديث عبارة عن انقطاع لحديث وارد عن سلمان الفارسي وقال سعيد بن المسيب أنّه لم يسمه به من سلمان الفارسي رضي الله عنه.
- وبشأن الخطبة الوارد فيها الحديث تضم كلاك مناف لأساس العبادات الدينية: وتمثل ذلك في قول :”من تقرب فيه بخصلة من الخير كمن أدى فريضة”، والفرائض والنوافل تختلف في الدين الإسلامي من حيث الأجر والأحكام والتشريع.
- ولقد نفى هذا الحديث الشيخ الألباني، ولقد وصفه بأنه ضعيف ومنكر ووضعه ضمن السلسلة الضعيفة من الأحاديث.
شاهد أيضًا: صحة حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
بعض الأحاديث الموضوعة عن شهر رمضان
بعد التعرف على عدم صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. وجب التنويه أن هنالك مجموعة من الأحاديث التي لم تثبت روايتها عن النبي محمد صل الله عليه وسلم. والتي دعت الضرورة نظرا لذلك لوجوب تأكد المرء المسلم من صحة الحديث قبل نقله وتداوله وذلك لكون حرمانية ذلك إلا إن كان لأجل التحذير منها فقط. فمع اقتراب شهر رمضان الفضيل وردت الكثير من الأحاديث الموضوعة والضعيفة عن شهر رمضان. والتي لم يتبين أنها قد وردت عن الرسول صل الله عليه وسلم، ومنها ما يلي:
- حديث: “كان النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا أَفْطَرَ، قال: اللهم لك صمْت. وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْت فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أنت السَّمِيع الْعَلِيم”.
- كذلك حديث: “صوموا تصحوا”.
- أيضا حديث: “رَجب شهر اللهِ، وشعبان شهري، ورمضان شهرُ أمتي ..”.
- كذلك حديث: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذا دخَلَ رجب قالَ: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان .وبلغنا رمضان”.
- بالإضافة إلى حديث: “من أدرك شهر رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان. فيما سواه. وكتب له بكل يوم عتق رقبة وبكل ليلة عتق رقبة. وكل يوم حملان فرس في سبيل الله، وفي كل يوم حسنة وفي كل ليلة حسنة”.
- كذلك حديث: “شهر رمضان شهر أمتي ترمض فيه ذنوبهم. فإذا صامه عبد مسلم ولم يكذب ولم يغتب وفطره طيب، خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها”.
- أيضا حديث: “يا أيّها النَّاس قد أظلَّكم شهر عظيم … ومَن تقرَّبَ فيهِ بخَصلةٍ منَ الخير كانَ كمَن أدَّى فريضةً فيما سِواه. ومَن أدَّى فريضةً كانَ كمَن أدَّى سبعينَ فريضةً فيما سِواهُ”.
- كذلك حديث: “من أفطر يوماً من رمضان في غير رخصة ولا مرض، لم يقض عنه صوم الدهر كله، وإن صامه”.
صحة حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، قد وردت العديد من الأحاديث النبوية عن الرسول، فيجب تحري صحتها بشكل كامل قبل تبادلها وتناقلها، وهذا لعدم الوقوع في الخطأ.
مقالات قد تهمك: