صحة حديث أعطيت امتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي، قد ورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن فضل شهر رمضان و الأجر للعباد، فمن أهم الأحاديث ما صح عن الرسول –صلى الله عليه وسلم-، فمنها ما لم يصح عنه فهي تصنف أحاديث ضعيفة وموضوعة، فيجب على المسلم قبل نقل أي حديث إثبات صحة الحديث عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وفي مقالنا سنتجه لتوضيح درجة صحة حديث أعطيت امتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي، كما سنوضح أيضا حكم تداول الأحاديث الضعيفة.
ما صحة حديث أعطيت امتي
على المسلم أن يتأكد من صحة الأحاديث قبل تداولها وقبل نقلها من شخص لشخص آخر، حيث أن حكم تداولها مع العلم أنها ضعيفة أمر محرم، فلا يجب على المسلم نقلها إلا إن كان نقلها من أجل التحذير منها، وبشأن حديث أعطيت امتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي. هل هو صحيح أم لا؟
- إن حديث أعطيت امتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي من الأحاديث الضعيفة الموضوعة التي لم ترد عن رسول الله.
فلقد جاء في شعَب الإيمان للبيهقي بإسناد ضعيف -كما نص على ذلك الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الترغيب والترهيب- عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبي قبلي: أما واحدة فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله تعالى إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً، وأما الثانية: فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك، وأما الثالثة: فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة، وأما الرابعة: فإن الله تعالى يأمر جنته فيقول لها: استعدي وتزيني لعبادي، أوشكوا أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي، وأما الخامسة: فإنه إذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعاً، فقال رجل من القوم: أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم. انتهى.
شاهد أيضًا: صحة حديث تعرض اعمالكم على موتاكم اسلام ويب
ما حكم تداول الأحاديث الضعيفة
لقد تداول عدد من الأحاديث النبوية الموضوعة والمنكرة عن الرسول صل الله عليه وسلم، وإنها لذنب عظيم قد يرتكبه ناقلها إن كان دون التحذير منها ولا سيما إن كان قاصدا تداول الأحاديث الضعيفة مع علمه بأنها لم تثبت عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ولقد أجمع العلماء بشأن حكم تداول الأحاديث الموضوعة والضعيفة
- يعتبر حكم تداول الأحاديث الموضوعة أم محرم شرعا إلا إن كان سبب التداول هو التحذير من ضعفها.
- إن نشر الأحاديث الغير واردة عن الرسول محمد صل الله عليه وسلم بشكل مقصود ومتعمد، هي من الأمور التي نهى النبي صل الله عليه وسلم منها وحذر منها، فلقد قال عليه الصلاة والسلام في حديثه النبوي الشريف:
- “مَن كَذَبَ عَلَيَّ متَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه مِنَ النَّارِ“
- إن واجب المؤمن قبل نشر أو تداول أي حديث هو التأكد من ثبوته عن الرسول عليه الصلاة والسلام، لما لذلك ابتعاد عن الشبهة والمعصية والذنوب، وأيضا في سبيل تجنب نشر الأحاديث الغير واردة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
شاهد أيضًا: صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار
أحاديث غير صحيحة عن رمضان
مع اقتراب شهر رمضان الكريم يكثر تداول الأحاديث النبوية الشريفة التي لها علاقة بفضل الشهر العظيم وفضل الأعمال الصالحة فيها، حيث يتجاهل البعض أمر التأكد من صحة الأحاديث وثبوتها، فلقد اجتهد الكثير من الفقهاء وأهل العلم والدين والشيوخ لتأكيد ثبات رواية العديد من الأحاديث، وسعوا جاهدين من أجل تصنيف الأحاديث الضعيفة والتحذير منها، لذا من واجب المسلم الرجوع إلى مراجع دينية للتأكد من صحة أي حديث قبل روايته ونقله. ومن بين الأحاديث النبوية المنتشرة عن شهر رمضان والتي لم تثبت روايتها عن الرسول عليه الصلاة والسلام ما يلي:
- حديث: “كان النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا أَفْطَرَ، قال: اللهم لك صمْت. وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْت فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أنت السَّمِيع الْعَلِيم”.
- أيضا حديث: “يا أيّها النَّاس قد أظلَّكم شهر عظيم … ومَن تقرَّبَ فيهِ بخَصلةٍ منَ الخير كانَ كمَن أدَّى فريضةً فيما سِواه. ومَن أدَّى فريضةً كانَ كمَن أدَّى سبعينَ فريضةً فيما سِواهُ”.
- كذلك حديث: “من أفطر يوماً من رمضان في غير رخصة ولا مرض، لم يقض عنه صوم الدهر كله، وإن صامه”.
- بالإضافة إلى حديث: “من أدرك شهر رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواه. وكتب له بكل يوم عتق رقبة وبكل ليلة عتق رقبة. وكل يوم حملان فرس في سبيل الله، وفي كل يوم حسنة وفي كل ليلة حسنة”.
- كذلك حديث: “صوموا تصحوا”.
- أيضا حديث: “رَجب شهر اللهِ، وشعبان شهري، ورمضان شهرُ أمتي ..”.
- كذلك حديث: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذا دخَلَ رجب قالَ: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان .وبلغنا رمضان”.
- أيضا حديث: “أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار”.
- كذلك حديث: “شهر رمضان شهر أمتي ترمض فيه ذنوبهم. فإذا صامه عبد مسلم ولم يكذب ولم يغتب وفطره طيب، خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها”.
شاهد أيضًا: صحة حديث من قام مع الامام حتى ينصرف
صحة حديث أعطيت امتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي، يجب على الإنسان المسلم أن يتفقه بالأحاديث النبوية الشريفة قبل تناقلها بين الأشخاص لأن الذي يكذب على الرسول بالأحاديث يتبوأ مقعده في النار.
مقالات قد تهمك: