تفيض السنة النبوية المطهرة بكثيرٍ من التعاليم الدينية، والقيم التربوية التي لا غنى عنها، إلا أن ثمة شروط رواية الحديث النبوي الشريف، التي من خلالها يتم التعرف على مدى صحة نقله عن الحبيب المصطفى – صلوات ربي وتسليماته عليه -، نتعرف عليها خلال هذا الموضوع، كما وسنتطرق إلى أشهر من قاموا برواية الأحاديث النبوية الشريفة، عن أشرف خلق الله، محمد بن عبد الله – صلوات ربي وتسليماته عليه -.
الأحاديث النبوية الشريفة
هي كل ما يتم نقله عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سواء من قول، أو فعل، أو سمات شخصية، أو تقارير، أما القول فهو ما حكاه الحبيب المصطفى – شفاهةً، وأما الفعل فهو ما همَّ بفعله في مواقف مختلفة، ويمكن أن تكون سمات وخصائص شخصية خاصة بالنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – خُلُقية كانت أم خَلْقية، أو من خلال رؤيته لمواقف الصحابة المتعددة، مع إقرارها، دونما إنكارها عليهم.
إقرأ أيضاً: عبارات عن أخلاق الرسول محمد، قصيرة وملهمة
شروط رواية الحديث
فيما يلي نتناول الشروط الواجب توفرها في الحديث، ليتم الحكم عليه بأنه صحيح، وموثوق فيه، وغير موضوع:
- لا بد أن يكون الحديث من رواة موثوقين، مع الثقة التامة فيما يؤول إليه.
- لا بد من توفر الصدق كصفة أساسية في الراوي، وما يدعو إليه، فلا يدعو الحديث في طياته عوامل ضعفه، من: كذب، فسق، فجور، الدعوة إلى إقتراف البدع، وإرتكاب المعاصي.
- العقل، أي أن يعقل ما يدعو إليه الحديث، أو ما يحدث به، سواء من ناحية اللفظ، أو المعنى.
- ثقة الراوي، بحيث يروي الحديث حرفيًّا كما هو، وليس بالمعنى.
- بلوغ الرواة، فلا تقبل رواية الصبي غير البالغ.
- السلامة من خوارم المروءة ( ما يقبح الإنسان ).
- إسلام الراوي.
- وثمة خلاف بشأن رواية الأحاديث النبوية الشريفة بالمعنى، والتي ذهب فيها البعض من علماء الحديث بجواز ذلك في حال العلم التام بمقاصد الألفاظ، ومدلولاتها، والبعض الآخر ذهب إلى المنع المطلق، على أن تكون رواية الحديث حرفية فقط.
- عدل الراوي، وإستقامته دينيًّا، ودنيويًّا.
- شهادة إمام معتبر بعدالة الراوي، من دون تجريح إمام غيره.
- ضبط الرواية، والإتقان فيها.
- إتصال السند إلى سيدنا محمد – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا -.
- السلامة التامة للأحاديث، وخلوها من أي شذوذ، أو مخالفة لأحد الرواة الموثوقين.
- السلامة من العلة، بحيث تخلو الأحاديث الواردة من الأسباب الطارئة، التي ينتابها بعض الغموض.
- ضعف السند.
- ضعف المتن.
إقرأ أيضاً: مواقف أبكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
أشهر رواة الحديث الثقات
قال الإمام أحمد – رضي الله عنه وأرضاه -: ستة من الصحابة أكثروا الرواية، وعُمِّروا: أبو هريرة، وابن عمر، وعائشة، وجابر بن عبد الله، وابن عباس، وأنس، وأبو هريرة أكثرهم حديثًا، وحمل عنه الثقات “.
ثمة ستة مشهورين من كبار الصحابة – رضوان الله عليهم – ممن عرفوا برواية الأحاديث النبوية الشريفة، وهم:
- أبو هريرة: وقد روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – 5374 حديثًا.
- عبد الله بن عمر: روى عن الحبيب المصطفى – عليه أفضل الصلاة والسلام – 2630 حديثًا.
- أنس بن مالك: وقد روى عن النبي – عليه أفضل الصلاة وأتم التسليمات- 2286 حديثًا.
- السيدة عائشة بنت أبي بكر وزوج رسول الله: قامت بالرواية عن الحبيب – صلى الله عليه وسلم – بنحو 2210 حديثًا.
- عبد الله بن عباس: قام برواية 1660 حديثًا عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
- جابر بن عبد الله: روى عن الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – 1540 حديثًا.
يأتي من بعد هؤلاء الكرام – رضوان الله عليهم – مجموعة من رواة الصحابة، وهم:
- أبو سعيد الخدري: روى عن سيد الخلق أجمعين، محمد – صلى الله عليه وسلم – 1170 حديثًا.
- عبد الله بن مسعود: روى عن النبي – عليه أفضل الصلاة والسلام – 848 حديثًا.
- عبد الله بن عمرو بن العاص: روى عن النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – 700 حديثًا.
إقرأ أيضاً: معلومات دينية عامة مفيدة وقصيرة
تعرفنا خلال موضوعنا هذا على شروط رواية الحديث النبوي الشريف بالتفصيل، كما تطرقنا إلى أشهر الرواة الثقات – رضي الله عنهم وأرضاهم – عسى أن تجدوا ضالتكم خلال هذا الموضوع.