كما نعلم أن اللغة العربية هي أم اللغات؛ فهي تضم العديد من الأسماء، الأفعال، الحروف، الأساليب، ومن أبرز هذه الأساليب أسلوب التعجب وهو عنوان موضوعنا لهذا اليوم.
شرح أسلوب التعجب
هو تعبير ناجم عن الاستغراب والدهشة من شيء خفي سببه، فهو انفعال يحدث داخل النفس كرد فعل عن شيء نادر الحدوث.
وهو بذلك مختلف تمامًا عن أساليب المدح التي تكون بنعم ليدل على الثناء الشديد لشيء ظاهر المزية.
صياغته
ثمة صيغتان للأسلوب، هما:
- ما أفعل.
- أفعل بـ.
وخلال السطور القادمة نقوم بتوضيح كيفية صياغته وفق هذين الصيغتين.
صيغة ما أفعل
يتكون الأسلوب وفق هذه الصيغة من ثلاثة أركان أساسية، تتمثل فيما يلي:
- ما التعجبية.
- فعل على وزن أفعل.
- الشيء المتعجب منه.
ولا ننسى اختتام الأسلوب بأداة التعجب ( ! ).
وإليكم التوضيح:
يمكن أن نقول: ما أجمل الحديقة!
وتعنى هذه الجملة أن جمال الحديقة شيء عظيم، وفيما يلي مثال توضيحي بالإعراب:
- ما أروع الطقس!
| ما | وهي ما تعجبية مبنية في محل رفع مبتدأ، وتأتي بمعنى شيء عظيم. |
| أروع | فعل ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل هنا ضمير مستتر تقديره هو عائد على ما التعجبية. |
| الطقس | وهو هنا المتعجب منه، ويعرب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والجملة الفعلية ( أروع الطقس ) مبنية في محل رفع خبر المبتدأ ( ما ). |
صيغة أفعل بـ
وتتكون من:
- أفعل.
- حرف الباء.
- المتعجب منه.
ويتختتم الأسلوب أيضًا بأداة التعجب ( ! ).
ففي قولنا على سبيل المثال: أجمل بالحديقة! تعني جملت الحديقة حد البهاء.
وإليكم مثال توضيحي بالإعراب:
- أجمل بالسماء!
| أجمل | فعل ماضٍ جاء بصيغة الأمر للتعجب، مبني على الفتح المقدر. |
| بـ | حرف جر زائد مبني على الكسر، لا محل له من الإعراب. |
| السماء | فاعل مرفوع لفظًا مجرور محلًا، أو: فاعل مرفوع بالفعل وعلامة رفعه الضمة المقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. |
شروطه
ثمة سبعة شروط لكي نصيغ فعل التعجب على وزن أفعل، سوف نوضحها في السطور الآتية:
- لا يصاغ من الأفعال الناقصة: ككاد أخواتها، أو كان وأخواتها، بل يجب أن يصاغ من فعل تام.
- يجب أن يصاغ من فعل قابل للتفاوت: فلا يمكن صياغته من الأفعال هلك وفني ومات.
- لا يمكن صياغته من الأفعال الجامدة: مثل ليس وعسى، بل من الأفعال المتصرفة، يوجد منها الماضي والمضارع والأمر.
- يصاغ من الفعل الثلاثي فقط.
- لا يصاغ من الفعل المنفي: بل من المثبت فقط.
- لا يجب أن تكون صفة الفعل أفعل مؤنثه فعلاء: فلا يصاغ من الألوان، على سبيل المثال أخضر خضراء.
- يصاغ من الفعل المبني للمعلوم لا المجهول.
إقرأ أيضًا: درس الفاعل في النحو العربي بالأمثلة عليه
أنواعه
ثمة نوعان من أساليب التعجب، هما
- الأسلوب السماعي.
- الأسلوب القياسي.
سوف نوضح المراد بكل من الأسلوبين فيما يلي من سطور.
أسلوب التعجب السماعي
هو عبارة عن أسلوب غير صريح، لا يتبع قاعدة، ولا يحكمه وزن صرفي معين، بل تعرفه من طريقة وبلاغة المتكلم.
مثل:
- سبحان الله!
- ياله من مكان جميل!
- الله درها من سيدة!
- ” كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم “.
- عَظُمَ الشيء.
الأسلوب القياسي
هو أسوب صريح، يتبع قاعدة، ويحكمه وزن صرفي، ويكون على صيغة ( ما أفعل وأفعل به ).
مثل:
- ما أجمل الصيف!
- أجمل بالصيف!
تدريبات على أسلوب التعجب
نورد إلى حضراتكم مجموعة من الأمثلة على هذا الأسلوب المميز، يمكنكم تجربة التعرف على أجزائه، وتفصيل إعرابها.
مع حرصنا على الإتيان بالأمثلة من القرآن الكريم، والتنويع بين السماعي والقياسي منها.
قال تعالى:
- ” سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولًا “.
- ” كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم “.
- ” فما أصبرهم على النار “.
- ” أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا “.
- ” قتل الإنسان ما أكفره “.
- ” أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخًا “.
- ” إن هذا لشيء عجيب “.
- ” أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا “.
- ” فما أصبرهم على النار “.
- ” كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم “.
- ” قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولًا “.
- ” قتل الإنسان ما أكفره “.
إقرأ أيضًا: تدريبات على حروف المد بالكلمات التوضيحية
وصلنا إلى ختام موضوعنا لهذا اليوم، وتناولنا شرح أسلوب التعجب مع الأمثلة التوضيحية عليه، عسى أن تعم الفائدة على الجميع.
شـاهد أيضًا..