متى يمكن اخراج زكاة الفطر عند المالكية، شرع الله مع كل عبادة عبادات أخرى، تجبر الخلل فيها، وتُكمل النقص الحاصل من العبد أثناء أدائه لتلك. الفريضة، ولما كان الصائم قد يقع منه نوع من التقصير أثناء صيامه لرمضان، شرع الله له. زكاة الفطر في نهاية الشهر الفضيل، لكي تكون مكملة للنقص الذي وقع منه. كذلك ليتحقق منها بعض المصالح والحكم الأخرى، وفي هذا المقال نسلط الضوء على زكاة الفطر، ومتى يمكن اخراج زكاة الفطر عند المالكية.
تعريف زكاة الفطِر عند المذهب المالكي
زكاة الفطر هي الصدقة الواجبة في ختام شهر رمضان، ولقد فرضها الله تعالى مع فرض. صوم رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وحكمها واجب على كل مسلم. يملك في يوم العيد طعامًا زائدًا على ما يكفيه ويكفي عياله.
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا. مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ”.
والحكم من مشروعية الزكاة، قال ابن عباس رضي الله عنه: “فرض. رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين”.
شاهد أيضا: سؤال وجواب عن الزكاة في الإسلام
وقت زَّكاة الفطر عند المالكية
اختلف العلماء في وقت زكاة الفطر، ويرى كل من المالكية والشافعية الحنابلة أن آخر وقت لزكاة الفطر. غروب شمس يوم عيد الفطر، ويُحرم بعدها إخراجها، كذلك لا تُحسب زكاة الفطر، ولقد استدل جمهور العلماء على رأيهم من السنة، وفيما يلي نقدم الأدلة:
- الدليل الأول: عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (كُنّا نُخْرِج زكاة الفطر صاعا من طعام، أو صاعا من شعير، أو صاعا من تمر، أو صاعا من أقط، أو صاعا من زبيب).
- وجه الدلالة في (يوم الفطر) أي يصح إخراجها في اليوم الأول لعيد الفطر حتى غروب الشمس.
- الدليل الثاني: عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: (فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ؛ طُهرةً للصَّائِمِ مِنَ اللَّغو والرَّفَث، وطُعمةً للمساكينِ؛ مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ فهي زكاة مقبولة، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدَقاتِ).
- وجه الدلالة: (من أداها) مرتين، أي يمكن أن تؤدى قبل الصلاة وبعد الصلاة، وإذا قام المسلم بأدائها قبل الصلاة تحسب له زكاة الفطر، أما بعد الصلاة فهي صدقة الفطر، وهنا ينقص ثوابها.
- أيضا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم (من أداها) الإغناء عن الطلب في يوم العيد، وهذا يدل على صح إخراج في هذا اليوم، حتى لو تم إخراجها بعد الصلاة.
أما القول الثاني، لجمهور الأئمة: الظَّاهِريَّة، ابنُ. تيميَّة، كذلك ابنُ. القيِّم، والصنعانيُّ، والشوكانيُّ، وابنُ باز، وابنُ عُثيمين، وهو. أن آخر وقت لزكاة الفطر هو صلاة العيد، ولا يجوز إخراجها بعد صلاة العيد، وإذا تم تأخيرها فلا تحتسب زكاة، إنما صدقة.
إخراج زّكاة الفطر نقدا عند المالكية
زكاة الفطر واجبة على كل مسلم يمتلك في يوم العيد وليلته طعامًا زائدًا على ما يكفيه ، ويكفي عياله، ولقد اختلف أهل العلم في حكم إخراج زكاة الفطر ، ويوجد قولين للعلماء في إخراج زكاة الفطر نقدًا وهما كما يلي:
- جمهور أهل العلم: ذهب أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز زكاة الفطر من القوت، كما أنه لا يضر إذا لم يخرجها مالاً،
- وجه الدلالة: استدل الجمهور في ذلك، أن الدراهم والدنانير كانت موجودة. في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يأتي نص يدل على إخراج الزكاة قيمةً، خاصةً أن زكاة الفطر عي من العبادات، والتي يتم فيها الوقوف عند حدود النص.
- مذهب الحنفية: ذهب الحنفية لجواز إخراج زكاة الفطر قيمة. ولقد أجمع على هذا الرأي، مذهب عطاء، كذلك الحسن البصري، وعمر بن عبدالعزيز والثوري، والبخاري.
- وجه الدلالة: استدل الحنفية والعلماء السابقين على قولهم، أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم نصًا يفيد بتحريم إخراج الزكاة مالاً.
شاهد أيضا: مساعدات بيت الزكاة استفسار عن النتيجة
حكم زكاة الفطِر في المذهب المالكي
يتفق فقهاء المذهب المالكي أن زكاة الفطر واجبة، وذهب بعض علماء المالكية أنها سنة، وهذا قول مرجوح. ولقد استدل المالكية من وجوب زكاة الفطر في الإسلام من خلال الأدلة التالية:
- عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بعث منادياً ينادي في فجاج مكة ألا إن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم. على كل ذكر وأنثى، حر وعبد، وصغير وكبير مدان من قمح، أو صاع مما سواه من الطعام).
- عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، قال: (فرض رسول الله -صلى الله. عليه وسلم- زكاة الفطر صاعا من تمر، أو صاعا من شعير على العبد والحر. والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة).
أما بالنسبة للمالكية الذين قالوا أن زكاة الفطر سنة، فقد استدلوا من حديث. النبي (فرض رسول الله) أن كلمة فرض بمعنى قدر، أي لفظ فرض على معنى التقدير، وهذا الرأي ضعيف وغير مرجوح.
احكام الزكاة في فقه المالكية
الزكاة لغة تعني الزيادة ، أي زيادة البركة في المال، وهي تعني أيضاً الطهارة لأنها وسيلة لتطهير المال. وورد ذكر الزكاة مع الصلاة في القرآن حوالي 32 مرة، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام.
ومن ينكر الزكاة فهو خارج من الإسلام، ومع ذلك فإن من أقر بالزكاة ولم يخرجها فقد فعل كبيرة من كبائر الذنوب لكنه لا يزال في حضن الإسلام عند جمهور العلماء ومنهم المذاهب الأربعة، وحكم الزكاة عند المالكية واجب، وهي تجب على الفئات التالية:
- المسلم.
- الإنسان الحر، ليس للعبد أن يزكي لأنه لا يملك شيئًا ، بل هو. ملك للسيد بما في ذلك ما يملك.
- تجب على المسلم الذي يمتلك في يوم العيد وليلته طعامًا زائدًا على ما يكفيه ، ويكفي عياله.
- يجب أن يكون المرء مُلكاً كاملاً للمال، وبعض العلماء يقول إن المال الحرام لا زكاة فيه لأنه ليس ملكاً لك. أصلاً ، ويجب التخلص منه.
- يجب أن تمر سنة قمرية على هذه المال أو القوت الذي سيخرجه الزكاة فيه.
- يرى جمهور العلماء ،الزكاة حق على المال لا على البدن، وبالتالي لا فرق بين الطفل وكبيره ، وما إلى ذلك.
- قال الله تعالى في القرآن: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم)،
- ونستدل من قوله تعالى، أن الزكاة حق على المال لا على الإنسان. لأن الفقير يستفيد من الزكاة مهما كان سنه أو حاله.
شاهد أيضا: حكم التلفظ بالنية في الصيام لابن باز
وصلنا لختام المقال، وفيه قدمنا لكم متى يمكن اخراج زكاة الفطر عند المالكية. وزكاة الفطر هي القوت أو المال الذي أوجب الله تعالى إخراجه في نهاية شهر رمضان المبارك. ويتفق جمهور المالكية على وقت إخراج الزكاة وهو حتى غروب شمس آخر يوم عيد الفطر.