تكلفة الفرصة البديلة
قبل التطرق الى تأثيرات رفع الحد الأدنى للأجور على الناس والإقتصاد في الدول المتقدمة، دعونا نوضح مصطلح في غاية الأهمية ومرتبط بموضوعنا هذا، وهو مصطلح “تكلفة الفرصة البديلة”…
سنُعرف “تكلفة الفرصة البديلة” كمصطلح إقتصادي: هي الخسارة الناتجة عن توظيف المال والجهد والوقت في عمل أو إستثمار ما بدلاً من الإستثمار في عمل أخر.
مثال على تكلفة الفرصة البديلة:
على سبيل المثال تكلفة الفرصة البديلة لإستثمارك الآمن في شراء عقار ما يرتفع سعره تدريجياً وببطئ مع الوقت مقارنةً مع قيامك بإستثمار أموالك في مشروع يعود عليك بأرباح شهرية مثل سوبر ماركت ضخم أو مطعم أو شركة إستيراد وتصدير….. إلخ.
بما إن المخاطرة كبيرة قد يفشل المشروع وتخسر ما إستثمرته من نقود ووقت وجهد وفي نفس الوقت قد ينجح المشروع ويصبح سلسلة محال تجارية.
وذلك يعود للقاعدة الإساسية الشهيرة في عالم البزنس “كلما إرتفعت نسبة المخاطرة كلما إرتفعت إحتمالية الربح أو الخسارة.”
رفع الحد الأدنى للأجور
الأن ندخل في صُلب الموضوع بما يخص تكلفة الفرصة البديلة لرفع الحد الأدنى للأجور والبطالة بما يخص الدول المتقدمة..
سنأخذ الولايات المتحدة الأمريكية كمثال على أحد أهم الدول المتقدمة في العالم، ونناقش من خلالها تأثيرات رفع الحد الأدنى للأجور على مواطنيها وإقتصادها…
-عندما تقوم دولة متطورة كالولايات المتحدة الأمريكية برفع الحد الأدنى للأجور فإن ذلك سيعنى للشركات التي تقوم بتوظيف الإيدى العاملة زيادة في المصاريف الجارية (رواتب الموظفين)،
-مما سيؤدى إلى إضطرارهم إما إلى فصل عدد من الموظفين أو رفع أسعار منتجاتهم سواء كانت سلع أو خدمات،
-وهذا بالنسبة لمحدودى الدخل إما سيؤدى إلى فقدانهم وظائفهم أو إلى صرفهم الزيادة في مرتباتهم على أسعار قد إرتفعت كنتيجة لسياسات الدولة الاقتصادية الجديدة.
وإليكم المزيد إن الكثير من الشركات الإمريكية العملاقة سواء كانت ملابس، أحذية، تكنولوجيا كالهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب…….إلخ قد إنتقلت لفتح مصانع في دول فقيرة كدول مثل ڤيتنام و الصين و تايلاندا …إلخ حيث تتوفر الإيدى العاملة الرخيصة وهذا جزء لا يتجزء من العولمة.
أهم نقاط يمكن تلخيصها عن تأثير رفع الحد الأدنى للأجور في الدول المتقدمة:
أولاً: نتائج سلبية على الموظفين محدودي الدخل (البطالة وغلاء الأسعار)
إن رفع الحد الأدنى للأجور في الولايات المتحدة يؤدى إلى عدة نتائج سلبية على الموظفيين محدودى الدخل، حيثُ كما ذكرنا يعرضهم إما للفصل وبالتالي إنتشار البطالة أو غلاء أسعار المنتجات والخدمات.
ثانياً: الخداع الإنتخابي فيما يخص الحد الأدنى للأجور
إن وعود المرشحون الأمريكان برفع الحد الأدنى للأجور خلال حملاتهم الانتخابية ليست فقط إلا جزءاً من خطابهم الشعبوى لضمان المزيد من أصوات العمال محدودى الدخل في صناديق الإقتراع.
ومن أهم الأمثلة الحديثة على هؤلاء الرؤساء هو الرئيس أوباما الذى كان يُرووج لنفسه كنصير للضعفاء والمضطهدين،
وأدى ذلك بأنهُ أصبح أول رئيس أمريكى من أصول أفريقية على غريمه الأبيض.
ثالثاً: المستفيدين من رفع الحد الأدنى للأجور هو الفئة التي لا تستحق، ويسببون كوارث!
إن نسبة الراشدين العاملين على الحد الأدنى للأجور لا تصل 5٪ من مجموع الراشدين العاملين في الولايات المتحدة،
مما يُعزز وجهة النظر القائلة أن المستفيدين من رفع الحد الأدنى للأجور هم المراهقين والذين قد يكونوا من الطبقة الإجتماعية الوسطى أو الطبقة فاحشة الثراء.
غالبية العاملين على الحد الأدنى من سكان الولايات المتحدة هم من المراهقين والمراهقات فلنتخيل معاً تبعات ماذا سيؤدى رفع مستوى دخلهم،
إنها ليست مصادفة أن تكون الولايات المتحدة تستهلك أكثر من 60٪ من إنتاج مخدرات العالم سنوياً رغم أن نسبة تعداد سكانها لا يتجاوز 4.5٪ من سكان الكرة الأرضية.
وهذا أيضاً يُعمق ويعزز أن إستقلال المراهقين مادياً يكون له تبعات سلبية على المجتمع ككُل أكثر بكثير من الإيجابي منها.
وأيضاً المراهق عندما يصبح مدمناً فالأغلب سيتعالج في مصحات الدولة وبالتالي سيكلف الدولة المزيد والمزيد من الخسائر.
إقرأ أيضاً: متى بدأ ربط سعر الدولار بالذهب؟
رابعاً: رفع الحد الأدنى للأجور يقلل من المستوى الثقافي والعلمي للمجتمع
عدم رفع الحد الأدنى يُجبر العاملين على الحد الأدنى على تعلم مهارات جديدة سواء مهنية أو علمية كي يرتقوا بمرتباتهم ومكانتهم الاجتماعية.
خامساً: رفع الحد الأدنى للأجور يخفض من الإنتاج القومي
تُفيد الدراسات بأن رفع الحد الأدنى للأجور سيؤدى إلى خفض الإنتاج وبالتالى خفض ناتج الدخل القومى وخفض معدل الصادرات مقابل الواردات (الميزان التجارى).
كانت تلك أهم تأثيرات رفع الحد الأدنى للأجور على المواطنين في الدول المتقدمة وإقتصاد تلك الدول.
شـاهد أيضاً..