كيف تصبح رجلًا أفضل مع تحديات الحياة الصعبة
أنت إما أنت تكون رجلًا مميزًا وحكيماً، أو لا شيء، وأنا هنا لا أقصد التقليل من أحد، لكن من يجد أمامه الفرص لجعل نفسه رجلًا أفضل ولا يستغلها فلديه مشكلة، وفي هذا المقال سنعرض عليكم مجموعة من النصائح والعادات التي بدورها ستجعلك رجلًا أفضل مع تحديات الحياة الصعبة وذو حكمة، فهل ستستغلها؟
لعل المتعارف عليه ان قدرات الرجل تعتمد على الحجم، حجم عضلاته، حجم حسابه البنكي وحجم معارفه، الكثير من الناس يؤمنون بهذا. لكن في العالم الحديث الذي نعيشه الآن أصبحت القوة الجسدية والمادية ليست العوامل الوحيدة في الحكم على الرجال بل أصبح هناك سمات أخرى تساهم في تشكيل قيمة الرجل الحقيقية وتحديدها ولعل منها النزاهة، الصدق والإنسانية.
شخصيتك ونفسك الإنسانية دائمًا ما تكون قابلة للتحسين مهما كانت، دائمًا هناك حاجة للارتقاء بالذات، وهذا ما سنساعدك على فعله من خلال هذا المقال عن طريق النقاط التالية، والتي -إن اتبعتها- ستجعلك قادر على استكشاف فارق رهيب.
لعل الوقت الآن مناسب للتحسين من ذاتك، الوقت دائمًا مناسب للتحسين من ذاتك إن كنت تعلم، والنقاط التالية -المتمثلة في نصائح وعادات- ستجعلك أسعد، أكثر نجاحًا وستكوّن نسخة جديدة منك أفضل من الحالية، لنبدأ الآن في استعراضها:
*اسمع، تقبَّل وتعاطف
عام 2017 سيظل معروفًا بالعام الذي عرفنا فيه حقيقة هوليوود من اعتداءات جنسية وغيرها من المشينات، لكن الأمر لم يكن متعلقًا فقط بأميركا وهوليوود، حيث أن حملة “#MeToo” التي تم اطلاقها عبر الشبكات الاجتماعية أظهرت لنا عشرات آلاف القصص الخفية التي لم يحكها أحد من قبل، خاصة تلك الخاصة بالنساء الذين تعرضوا للتحرش والاعتداء الجنسي في أماكن عملهم أو الأماكن العامة وغيرها من الأماكن.
في الواقع، الأمور المخبأة التي تم الكشف عنها واظهارها للعلن في عام 2017 أيقظت -نوعًا ما- الوعي العام فيما يخص عمق وانتشار حوادث التحرش والاعتداء، لكن بشكل عام، علمك بوجود مشكلة ما وتجنب الوقوع فيها ما هو إلا نصف الحل، ويجب عليك أن تتأكد أنك تؤدي جيدًا في النصف الآخر وأن تحاول حل المشكلة كاملة. أعلم أنك ربما تظنني خرجت عن مسار المقال لكن بالعكس، الرجل الحق يجب أن يتعاطف مع الآخرين، يستمع لهم ويتقبل ما يريدونه.
الرجل الحقيقي يحافظ على حقوق المرأة، ويقف أمام العنصرية ولا يتبعها، يجب عليك أن تكون مناصرًا للضعيف ومدافعًا عن غيرك وأن تكون رفيقًا بغيرك، متقبلًا له وتستمع له وللجميع، وهذا مفاد تلك النقطة، الإنسانية هي خلق وطريقة حياة لا بد أن تمتلكها، هذا سيجعلك شخص أسعد وكذلك سيحفظ سلامك الداخلي لأبعد حد.
*تحدّث أكثر
الرجل ومنذ ولادتهم ملزمين بالتصرّف والتعامل مع الآخرين طبقًا لما ورثوه من أصول و”رجولة”، وهذا ما نراه بشكل أكبر، والمنحنى الرجولي هذا يلزم الرجل بتحمّل الضغط، الصعوبات والمشاكل، لكن على مر الوقت ومع كوننا كرجال ملزمين بكل هذا نجد أننا نثقل كثيرًا ومشاعرنا تبقى محجوبة داخلنا لكثير من الوقت كما أن معظم الرجل قليلي الكلام ولا يشكون كثيرًا، وهذا يقوي من وطأة الحياة علينا.
طبقًا لبحث لمنظمة CALM أو Campaign Against Living Miserably والتي تعني “حملة ضد الحياة البائسة” يُعد الانتحار أقوى قاتل للرجال الذين تحت الخمس وأربعين عامًا في المملكة المتحدة في 2015، حيث أن 75% من المنتحرين البريطانيين في هذا العام كانوا من الرجال، وهذه الإحصائية وهذا الرقم الضخم يوضّح أن النسبة الأكبر من الرجال يرفضون التحدّث عمّا يضايقهم أو عمّا بداخلهم.
لمواجهة تلك المشاكل، وللابتعاد تماماً عن مثل هذه احصائيات يجب عليك أن تنفتح ولو قليلًا وتتحدث عمّا يضايقك وخاصة مشاكلك النفسية، ولا مانع من اللجوء للطبيب النفسي إن احتجت خاصة في عصرنا هذا الذي هادانا بالشبكات الاجتماعية والتي يمكن أن تحولك لشخص مكتئب أو فاشل بمجرد أن تدمن تصفحها، لأنك أولًا لا تمارس حياتك الاجتماعية بشكل صحيح وثانيًا لأنك تشاهد عليها من أخبار وحقائق ما قد يضايقك بأي شكل من الأشكال.
التحدّث مع الآخرين قد لا يخلّصك من المشاكل النفسية خاصة ولو كانت ترقى لأن تكون أمراض وليست مجرد مشاكل، لكن التحدّث يخفف من وطأة التوتر ويريح مخك من كثرة التفكير، كما أنك وكما قلنا سابقًا يمكنك الاستعانة بالمتخصصين في حالة أن الحديث لم يريحك، من ناحية أخرى القدرة على التكلم والاستماع للآخرين ستجعلك صديقًا جيدًا، كما ستجعلك قادر على مساعدة من هم في نفس حالتك أو من مروا بنفس مشاكلك.
*إبعد هاتفك قليلًا
أيضًا من ضمن أهم الاختراعات التي جعلت العالم مكاناً أضيق وجعلت التواصل بين الناس أسهل هي الهواتف الذكية، لكن الهاتف الذكي هو أيضًا من أهم الاختراعات التي أفسدت الحياة العائلية وأفسدت التجمعات ولن نبالغ إن قلنا أنها أفسدت الحياة الاجتماعية ككل، حيث أن هاتفك يومض كل بضع دقائق بإشعارات الفيسبوك والإنستجرام، وها أنت تتفاعل مع تلك الاشعارات ومع صور أصدقائك ومنشوراتك لكن لا تتفاعل مع أفراد عائلتك بنفس القدر، كذلك لا تستطيع تذكر متى كانت آخر مرة قد قابلت فيها صديقك هذا الذي يراسلك على الفيسبوك!
الهواتف الذكية لم تجعل فقط مهاراتنا الاجتماعية ضعيفة، لكنها أيضًا تبدأ بإفساد حياتك ككل وتؤثر على علاقتك بمن حولك، لكن ما الحل؟ الحل يبدأ بأن تدرك أنك بحاجة للتعافي من مثل هذا الإدمان، وإن أدركت هذا ابدأ بتخفيض استخدامك للشبكات الاجتماعية إلى الحد الأدنى، ثم قم بإيقاف اشعارات التطبيقات التي تجذبك إليها كل بضعة دقائق تلك، لا مانع من التفاعل مع أصدقائك في نهاية اليوم على الانترنت، لكن ليس لطول اليوم، كما عليك أن تتخلى عن هاتفك تماماً عندما يأتي وقت النوم وحاول ابعاده عنك بقدر المستطاع حتى لا تضيع عليك ساعات النوم الثمينة.. كم مرة كان سبب تعلقك بالتكنولوجيا وادمانك لها ألا تنام جيدًا مما تسبب في أن اليوم التالي كان مريعًا لأنك غير قادر على التركيز؟
*أرشِد تركيزك
تضييق عاداتك وتصفية ذهنك وكذلك تركيزك سيجعل حياتك أسهل بكثير، ابدأ بروتين عملك، بدلًا من الانهماك في قراءة الرسائل الالكترونية والرد عليها حتى الظهيرة قم بتقسيم الرسائل حسب أهميتها إلى “أولية”، “متوسطة الأهمية” و “عادية”، حينها قم بالرد فقط على الرسائل الهامة في وقتها، أما الأخرى فخصص لها ساعة أو أقل في فترة الظهيرة للرد عليها.
أيضًا لتجعل أمورك أسهل كل يوم لا مانع على الاطلاق من تسهيل الأمور على نفسك، خفف على نفسك ولا تثقلها، وقم بإنهاء أعمالك في أوقاتها ولا تكومها عليك.
في النهاية، يجب على الرجل أن يسعى دائمًا للأفضل، أن يستمع ويقدّر، أن يتحدث ويخرج ما بداخله وأن ينظم حياته، تذكر دائمًا أنك تبني حياتك باختياراتك وقراراتك، فركز جيدًا عندما تتخذها، ولا تكابر وتخلّص من العادات السيئة، وافهم نفسك، إن فهمت نفسك فقد توصلت للراحة، تذكر هذا دائمًا.