على الأم مسئولية كبيرة في حياة أطفالها، فهى بمثابة تقوم بدور مزدوج من التربية الواعية، والخدمة حتى الاعتماد على نفسه، حيث يعتمد عليها الطفل في كل مراحل حياته، وتكون مسئولة عن تلبية جميع احتياجاته، نتناقش سويًّا بشأن دور الأم في تربية الأبناء حتى يشبوا يافعين.
دور الأم في تربية الأبناء في الإسلام
الحقيقة أن معظم الآباء يفكرون أن الطفل يجب أن يعتمد عليهم فقط في تلبية احتياجاته الخاصة، وهذا شيء خاطئ، فإن لم يعتمد على نفسه كيف سيصبح شخصًا طموحًا؟ واثقا في نفسه؟ يعتمد عليه؟
وأقرب مثال على هذا أننا نحن الكبار عندما نمرض يكون أغلب تفكيرنا: من سيرعانا؟ وهل سيلبي احتاجتنا على أكمل وجه؟ أو سوف نضطر لقبول شيء أقل مما نحتاج إليه؟ بسبب عدم وجود حل بديل غيره؟
من المؤسف أن الآباء لا يؤمنون بأن أطفالهم يستطيعون إنجاز العديد من المهام في المنزل، وهذا اعتقاد خاطئ، ولكن ثمة شرطان يجب توفرهما؛ لكي نساعد طفلنا على إنجاز هذه المهام، وتربيته تربية سوية، نعرضها في السطور الآتية.
إقرأ أيضًا: تربية الأبناء والعوامل المؤثرة فيها
مسؤوليات الأم
فيما يلي نتعرف على المسئوليات التي تقع على كاهل الأم، والتي تتضمن تربيتها لأبنائها على النحو السليم، وليس الخدمة العمياء، التي لا تنم عن جوهر تربوي ملموس:
– توفير أدوات مناسبة لعمر الطفل
الطفل الذي يفشل في وضع الطبق على الطاولة، أو العصير داخل الكوب، هذا لا يعني أنه فشل في مساعدتنا، بل كونه يستخدم أدوات لا تناسب يديه الصغيرة، فلا يستطيع التعامل معها، والسيطرة عليها.
فنحن الكبار لا نسطيع أن نأكل بمغرفة الطعام، ونحدث فوضى؛ لأنها كبيرة الحجم، نفس الشيء بالنسبة للطفل يجب أن يستخدم أدوات تناسب عمره، لا أن تمنعه عن التجربة، وتقيد مهراته الحركية؛ لأن الخبرات والتجارب هي التي تساعد طفلك في تنمية مهاراته الشخصية، وليس قصرًا على الحركية.
– خطوات بسيطة مقابل تعليمات محددة
يتعلم طفلك عندما يراك تفعل الشيء، فيقلده، ولكن يجب عليك أن تفعل الشيء أمامه ببطء، وفق خطوات واضحة؛ لكي يستطيع تنفيذه من خلال ثقته بنفسه أنه قادر على إنجاز هذه المهمة.
ولا يتأتى ذلك إلا من خلال فهمه للخطوات التي تعرض أمامه، فالشعور بالنجاح يشبع النفس التواقة لإثبات قدراتها، كما يشبع الطعام الجسد الجائع.
يجب أن نعلم أن التجارب والخبرات هي السبب فيما نحن عليه الآن، سواء فشلنا فيها، أو نجحنا؛ لذلك لو حرمنا طفلنا من خوض تلك التجارب فإننا نقوم بظلم كبير تجاه مستقبله.
لأنه لن يكون شخصًا معتمدًا على نفسه في شيء، إلا بعد أن يجرب ويفشل مرة وينجح المرة الأخرى؛ لأن الله أوصانا برعاية الطفل، فإنه إنسان وليس دمية نحركها كيف تشاء.
لذلك يجب علينا أن نمنحه فرصة التعلم؛ في سبيل الإسهام في تكوين شخص مستقل بذاته، يستطيع خدمة نفسه مستقبلًا.
– تعليم الطفل كيفية الإعتناء بنفسه
الحقيقة أن معظم الأمهات ترى أن إعداد طعامه، الاهتمام بمظهره، ترتيب الفوضى التي يحدثها، ارتداء ملابسه، من أعمالها كأم جيدة!
ولكن واجبها الأول تجاه طفلها هو أن تعلمه كيف يفعل جميع هذه الأشياء بنفسه على النحو السليم؛ لكي يدرك قيمته كشخص مستقل داخل الأسرة.
دور الأم في تربية الأبناء يكمن في أن تساعديهم على المحاولة، وابتعدي عن رغبتك في إنجاز المهام بنفسك، واتركيها لهم.
– أفسحي له مجال الاختيار وتحمل عواقب اختياره
الحقيقة أن الطفل عندما يختار ما سيفعله بنفسه يكون أكثر تركيزًا ونشاطًا في أدائه، فاتركي له مجال اختيار:
- ألعابه.
- الطعام الذي يحبه.
- الكتاب الذي يفضل القراءة فيه.
- ملابسه التي يرتديها.
ناهيك عن مختلف الأنشطة الأخرى، لكن يجب تحديد عدد الاختيارات أمامه؛ لكي تتوافق مع عمره؛ ولكي لا يفشل في الاختيار؛ لأنه عندما يصنع قراره بنفسه يصبح أكثر وعيًا، وقدرةً على تحمل المسئولية.
– امنحيه بعض المهام لينجزها
الطفل مثل الشخص البالغ يشعر بالسعادة عندما يقوم بعمل مهمة ما على أكمل وجه، لكن الألعاب لن تساعده بعمل شيء حقيقي يثبت به قدراته.
لذلك لا تمنعيه من مساعدتك في أمور المنزل، أو تخبريه أنك لست في حاجه لمساعدته؛ لأن هذا الشيء يقلل ثقته بنفسه وبقدراته.
فمثلًا لا تعطيه البيضة مقشرة دائمًا، بل علميه كيف يقشرها بنفسه؛ لكي يكون شخصًا مسقلًا بذاته، يختبر قدراته، يتحدى نفسه.
إقرأ أيضًا: كيفية تربية الأطفال داخل الأسرة والتعامل معهم بأساليب حديثة
أعلم أن دور الأم في تربية الأبناء أمر جلل، جميع الأمهات يتعاملون مع أطفالهم بكل الحب، ولكن هذا المقال يوضح أن هذا الحب يجب تدعيمه بالأهداف الناجحة، وهى تعليم طفلك كيف يعتمد على ذاته منذ الصغر؛ حتى لا تعاني عندما يكبر، وتكثر مسئولياته.
شـاهد أيضًا..