خطبة الجمعة عن صيام الست من شوال وفضلها، كما هو معلوم أن صيام الست من شوال يعتبر هو من السنن المؤكدة، والتي ورد حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عنها في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، كون صيام هذه الأيام له الفضل، والأجر العظيم عند الله عز وجل، وهذا ما أكد عليه رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام، وفي سياق هذه المقالة سوف نقدم لكم خطبة الجمعة عن صيام الست من شوال وفضلها.
مقدمة خطبة الجمعة عن صيام الست من شوال
- حيث أن صيام الست من شوال يعتبر هو من النوافل التي حثنا عليه الرسول عليه السلام.
- كما أنها تعتبر هي من السنة المستحبة التي ينبغي على المسلم أن يحافظ عليها.
- كذلك كان عليه الصلاة والسلام يحافظ على صيامها.
- ومن صام هذه الأيام فله الأجر، والثواب العظيم من الله عز وجل.
- بالإضافة إلى ذلك إن صيام ستة أيام من شهر شوال لا يكون في أيام محددة من هذا الشهر.
- لاسيما أنه تصح في البداية أو الوسط أو في آخر هذا الشهر.
- علاوة على ذلك فإنه يجوز صيامها مجموعة أم متفرقة.
- كما أنه لا يجوز للمسلم أن يصوم اليوم الأول من شوال فهو أول أيام عيد الفطر السعيد وصيامه محرم.
- ويجب على المسلم أن يعقد النية الخاصة في صيام هذه الأيام، وأن لا يجمع بينها وبين صيام القضاء.
شاهد أيضا: هل يجوز قطع صيام الست من شوال
خطبة الجمعة عن صيام الست من شوال وفضلها
الحمد لله المتفضل بالنعم، وكاشف الضراء، والنقم، وصلى الله على نبي الله الصادق الأمين، وعلى آله وأصحابه أنصار الدين، وبعد:
أخي المسلم كما هو معلوم أن المسلم مطالب في الحياة أن يستمر على أداء الطاعات، وأن يحرص على تزكية النفس.
وكي يتم تزكية النفس فقد شرع الله تعالى العبادات، والطاعات، وبقدر النصيب للعبد من الطاعات تكون هي التزكية للنفس، وبقدر التفريط يكون هو البعد عن التزكية.
والجدير بذكره أن أهل الطاعات هم ذو القلوب الرقيقة، وهم الأكثر صلاحاً، في حين أن أهل المعاصي هم ذو القلوب الغليظة، وأشد الفساد بين الناس.
والصوم يعتبر من العبادات التي لها الدور في تطهير القلوب من أدرانها، كما أنها تساهم في شفائها من المرض، بناء على ذلك كان شهر رمضان هو موسم للمراجعة، والأيام له كانت هي طهارة لقلوب العباد.
حيث أن هذه الفائدة العظيمة يجنيها الصائم من الصوم، وبعد الصوم يخرج بالقلب الجديد، ويكون هو في حالة أخرى، كما أن صيام الستة من شهر شوال بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، تعتبر هي فرصة من تلك الفرص الغالية، لاسيما أن الصائم يقف على الأعتاب لطاعة أخرى جديدة، وذلك عُقب أن يفرغ من صيام رمضان.
وأرشد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمته إلى فضل الست من شوال، علاوة على ذلك فقد حثهم بالأسلوب الذي يُرغبهم في صيام هذه الأيام..
- قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: {من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر} [رواه مسلم وغيره].
- قال الإمام النووي – رحمه الله -: قال العلماء: (وإنما كان كصيام الدهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين..).
- ونقل الحافظ ابن رجب عن ابن المبارك: (قيل: صيامها من شوال يلتحق بصيام رمضان في الفضل، فيكون له أجر صيام الدهر فرضاً).
شاهد أيضا: حكم صيام ست من شوال
خطّبة عن فضل صّيام الست من شوال
أخي المسلم أن صيام الست من شوال بعد انقضاء شهر رمضان المبارك يكون هو الدليل على شكر الصائم لله عز وجل على أنه وفقه من أجل صيام رمضان، وأن يزيد الخير، علاوة على ذلك صيامها يعتبر هو دليل على حب المسلم للطاعات، وأنه يرغب في أن يواصل في طريق الصالحات.
فقد قال الحافظ ابن رجب – رحمه الله -: (فأما مقابلة نعمة التوفيق لصيام شهر رمضان بارتكاب المعاصي بعده، فهو من فعل من بدل نعمة الله كفراً).
أخي المسلم المعلوم أن الطاعات لا تحدد بموسم معين. حيث أنه إذا تم انقضاء هذا الموسم فقد عاد الإنسان إلى المعاصي!
لكن موسم الطاعات يكون مستمراً مع العبد في الحياة كلها، ولا ينقضي حتى أن يدخل العبد في القبر.
قيل لبشر الحافي – رحمه الله -: إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان. فقال: (بئس القوم قوم لا يعرفون لله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها).
أخي المسلم: إن المواصلة في أداء عبادة الصوم بعد انقضاء شهر رمضان المبارك له العديد من الفوائد التي تعود على العبد.
خطبّة الجمعة عن صّيام الست من شوال قصيرة
إن عبادة الصيام هي تلك العبادة التي تعود على العبد بالفوائد المختلفة. وإليك العديد من فوائد صيام الست من شوال، وهي:
- إن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله.
- علاوة على ذلك صيام شوال، وشعبان تعتبر كصلاة السنن الرواتب التي تكون هي قبل الصلاة المفروضة، وبعدها.
- حيث أنه يكمل المسلم بهذه النوافل ما حدث في الفرض من خلل أو نقص.
- لاسيما أن الفرائض تكمل بالنوافل في يوم القيام. كما أن الأكثر من المسلمين يكون في صيامه للفرض نقص وخلل، فيحتاج إلى ما يجبره من الأعمال.
إن العودة إلى الصيام بعد انتهاء شهر رمضان المبارك تعتبر هي علامة على قبول صوم رمضان. كون الله تعالى إذا تقبل العمل من عبد، فإنه يوفقه لعمل صالح بعده. كما قال البعض: ثواب الحسنة الحسنة بعدها، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة بعدها، كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى، كذلك إن عمل حسنة ومن ثم اتباعها بالسيئة كان هو علامة على رد الحسنة وعدم قبولها.
إن صيام شهر رمضان يوجب المغفرة لكافة الذنوب التي تقدمت، كما أن الصائمين لشهر رمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، حيث أن هذا اليوم يعتبر هو يوم الجوائز. ويكون المعاودة للصيام بعد أن يفطر المسلم يكون هو شكر لهذه النعمة.
ولا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقوم حتى تتورّم قدماه. فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟! فبقول: {أفلا أكون عبداً شكورا}.
شاهد أيضا: هل يجوز صيام الست من شوال ثاني ايام العيد
خاتمة خطبّة الجمعة عن صّيام الست من شوال
أخوتي في الإسلام أن صيام المسلم لستة من أيام شهر شوال يكون هو دليل على قبول الله لصيامه شهر رمضان، والله تعالى يوفق العبد في المزيد من العمل الصالح. كما أنه يوفق العبد في الطاعة الجديدة بسبب الطاعة السابقة التي قام بها، وقال عز وجل: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
شاهد أيضا: متى يبدا صيام الست من شوال
خطبة الجمعة عن صيام الست من شوال وفضلها، وفي هذه السطور قدمنا لكم تلك الخطبة الدينية التي خلال سطورها نتحدث عن أفضل تلك العبادات التي حثنا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على القيام بها، وذلك للحصول على الأجر والثواب العظيم من المولى عز وجل.