لا شك أن تزويد الطفل بمهاراتٍ لغوية كانت، إجتماعية، تعليمية، يتطلب حكمة بالغة، حتى أنه ثمة إستراتيجيات تعليم القراءة والكتابة للأطفال فلا بد من إختيار الوقت المناسب، والسن الملائم، وتحديد خطوات البدء بخطى منهجية ثابتة، إليكم مناقشة مثمرة للخطوات، خلال النقاط التالية خلال هذا الموضوع.
إستراتيجيات تعليم القراءة والكتابة للأطفال
لا بد من التخطيط الواعي قبل البدء في ذلك، إذ ينبغي إختيار الوقت الملائم، والكيفية السليمة للبدء، فلا تقتصر عملية التعليم على مجرد تبادر الفكرة في ذهنك أو ذهني، وإنما ينبغي وضع مجموعة أساسيات في الإعتبار، قبل أي شيء؛ كي نحصد نتائج فعالة ومثمرة بالضرورة.
مرحلة ما قبل البدء
تختلف الآراء في الموعد الملائم لبدء تعليم القراءة والكتابة للأطفال فثمة من يرى عدم البدء حتى السادسة من العمر، والتركيز فقط خلال هذه الفترة على إكتساب المهارات التنموية، والإبداعية، ليس إلا.
وثمة آخرون يرجحون البدء على الفور عند ملاحظة الإستعداد والتأهب الجدي لدى الطفل، فيما قبل السن المذكورة عالية، وأما ما نرجحه، هو أن يتم بدء تعويد الطفل من سن أربعة أعوام.
لا يمكن البدء بأي حالٍ من الأحوال في كرحلة التعليم دونما مقدمات، فلا من تمهيد الطفل لذلك أولًا، حيث يتم التركيز خلال هذه الفترة على تعزيز قدرات التحكم البدنية لدى الطفل، حيث تقوية عضلات الأيدي بشكلٍ أساسي، ويتسنى ذلك من خلال الصلصال، الرسم والتلوين، المكعبات، وهكذا، كل هذا لأجل تمكينه من التحكم في مسك القلم لاحقًا.
تعلم الحروف
حيث يمكن البدء في إستكشاف حروف الهجاء بادئ ذي بدء، من خلال بطاقات الأحرف الملونة، نسج بعض المقطوعات التعليمية الموسيقية، وهكذا بالتدريج، حتى يتم تعلم الطفل كيف يكون شكل الحرف، وكيف يمكن رسمه، وهكذا حتى التمكن من كتابته على النحو السليم.
تعليم القراءة والكتابة للأطفال عقب إتمام الطفل قراءة وكتابة الحروف من غير خطأ، يتم التركيز على ترسيخ ما تعلمه في ذهنه، إذ يمكن الإستعانة بالصلصال، وطلب تشكيل الحروف من الطفل، وكذلك الرسم بالألوان، إستخدام أية أشياء مادية في تكوين الحروف، وليكن ورق الشجر على سبيل المثال لا الحصر.
فيما يلي، يتم خلط الحروف مع بعضها البعض أمام الطفل، وطلب إستخراج حرف معين، ونطقه بالطريقة الصحيحة.
من ثم، يتم ربط الحروف بالكلمات التي يسهل لصقها بالحروف؛ كي يستمتع الطفل بذلك، حيث يتم دمج الحروف بالحيونات على سبيل المثال.
يتم تعويد الأطفال لاحقًا على كتابة الكلمات الصغيرة، والتدرج حتى الوصول إلى أكبر الكلمات، مع ضرورة تعويده على النطق السليم، كما يراعى عدم التدرج بالطفل من مستوى إلى مستوى آخر، إلا حينما يكون أتم المستوى على نحوٍ سليم لا شبهة فيه.
مستلزمات تعليم القراءة والكتابة
نتناول خلال السطور القادمة ما يحتاج إليه الأطفال، لتعلم القراءة والكتابة على النحو السليم:
- يلزم كراس ذي خطٍ إنجليزي، وهي ذات السطرين المتتاليين، ولعل هذا النوع هو الأفضل على الإطلاق، حيث يعود الطفل على رسم الحروف بطريقة صحيحة من البداية، ما يسهم في تحسن خطه مع مرور الوقت.
- قلم رصاص، فالقلم الرصاص أخف بكثير من القلم الجاف، كما أنه أسهل للغاية في التحكم فيه.
- يراعى الإبتعاد تمامًا عن الممحاة، فهذه الفترة فترة تعلم، أي إكتساب مهارة جديدة، وارد يصيب الطفل، ووارد ألا يصيب مرات عديدة، وهدفنا هنا يكمن في أن يتعلم هو من خطأه، فيتجلى أمامه الصحيح من الخطأ، مع الإصرار على التعديل وفق الرسم السليم للحرف، لكن دونما محو.
- تعليم القراءة والكتابة للأطفال يتم تعليم الطفل حرف بحرف منفردًا، وعدم التطرق إلى أي حرفٍ جديد، إلا عقب إتمام الحرف الذي يدرسه أولًا، حتى وإن طال وقت التعلم لبضع مرات، فلا داعي للقلق، المهم أن يتعلمه، ويتقنه جيدًا، ومن ثم التطرق إلى ما عداه وكذا، حتى الإنتهاء من الحروف تمامًا.
المتشابهات في الحروف
ندري جيدًا أن ثمة متشابهات في اللغة لا بد من توضيحها جلية أمام الطفل؛ كي يتعرف عليها، ما يمكنه من دراستها جيدًا، وحفظها من دون خطأ، أو خلطها بغيرها من الحروف، فماذا ينبغي أن يفعل؟
يتم تعليم الطفل كل حرف من الأحرف المتشابهات على حدة، حتى يتم تعلمه على النحو السليم، ومن ثم يتم دمج حرف آخر من المتشابهات، حتى حفظه جيدًا، ومن ثم دمج الحرفين لدراستهما معًا، وهكذا حتى يتسنى التفريق بين كل منهم، ورسم كل منهم بطريقته، ونطقه من غير تشابك الأمور وتعقدها.
يراعى تعليم الطفل بالطريقة السليمة منذ البداية، سواء فيما يخص الهمزات، الياءات، مواضع النقاط، الرسم الصحيح للحرف، وهكذا، بدلًا من المجهود الكبير لاحقًا، في إكتساب كل مهارة على حدة.
تعرفنا خلال موضوعنا لهذا اليوم إستراتيجيات وأسس تعليم القراءة والكتابة للأطفال بأسلوبٍ شيق وممتع للغاية، ويسهم في التعليم الإيجابي الفعال، ومستوى تعليمي يحتذى به.
شـاهد أيضاً..