جميعنا يبحث عن السعادة، ويأمل أن ينال منها قسطًا وفيرًا، يمكنه من الرفاهية، والعيش الرغيد، ومن هنا تجلت بيرما نظرية السعادة والرفاهية،
هل سمعت عنها من قبل؟ هل تعرف من صاحب هذه النظرية؟ وما أهم المقومات التي تتأسس عليها؟ سنخصص حديثنا خلال هذا الموضوع عن هذه النظرية الفريدة من نوعها، ونتعرف عليها بشيءٍ من التفصيل.
مؤسس بيرما نظرية السعادة
هو “مارتن سيليجمان”، من أبرز رواد مجال علم النفس، الشغوفين بنشر الإيجابيات، واستخلاصها من العالم المحيط، وقد أثمرت محاولاته الاستكشفاية البناءة عن ثلاثة أبعاد مختلفة، تسهم في الاستمتاع بالحياة على أكمل وجه، على النحو التالي:
- الحياة الممتعة.
- الحياة الجيدة ( الميسورة ).
- الحياة الهادفة ( المتطلعة ).
فضلًا عن توافر خمسة أنماط أساسية، تعتبر المعيار الرئيسي المكون لـ بيرما نظرية السعادة والرفاهية، كما هو موضح في النقاط التالية:
- الانسجام.
- المشاعر الإيجابية البناءة.
- التركيز ( التدفق ).
- الغايات والأهداف.
- الإنجازات.
قد يروق إليك:
ألكسيس كاريل.. نظرية غريبة للتخلص من المجانين والمجرمين
المقومات الأساسية لنظرية البيرما
لنتعرف على ماهية بيرما نظرية السعادة لتحقيق الرفاهية، والسعادة، لا بد أن نسير في إطار متتدرج، نتعرف خلاله على مقومات النظرية ككل، ومن ثم نتطرق إلى التحليل، والفحص، لكل عنصر من العناصر المؤلفة إليها، وفيما يلي، تتضح عناصر نظرية سيليجمان:
- المشاعر الإيجابية البناءة: ذات الفاعلية الأسمى، وترتبط بالانطباعات الجيدة، التي تتحقق شعوريًّا في نفس الإنسان، ويرمز إليها بالرمز ( P ).
- المشاركات الفعالة: بما يعني الانغماس التام في الواقع المحيط، في إطار تفاعلي، ينم عن المشاركة الوجدانية، والعملية، في المهام، والأنشطة المحيطة، ويرمز إليها بالرمز ( E ).
- التواصل التفاعلي: من خلال الانخراط مع الآخرين، في المحيط الاجتماعي، وتكوين علاقات سامية فيما بينهم، ويرمز إليه بالرمز ( R ).
- المعنى: لا بد أن يكون للحياة معنى فاضل، يسهم في تبني أهداف واعية، تتطلب السعي لإدراكها، ويرمز إليه بالرمز ( M ).
- الإنجازات: هي بمثابة تحقيق النجاحات، للمعاني، والأهداف المرجوة، مما يرفع من مكانة الإنسان، ويعود عليه بالسواء النفسي، الغامر بمشاعر السعادة الفياضة، ويرمز إليها بالرمز ( A ).
قد يروق إليك:
قوة التخيل الطريقة الأنسب لتحسين الحياة
كيفية تطبيق بيرما نظرية السعادة
ما سبق من التعرف على عناصر البيرما الخمسة، شيء رائع، ولكنه بمثابة شكل نظري، غير مدرك، تعالوا نتعرف كيفية تطبيق هذه النظرية الفريدة في الواقع المأمول، الذي نعيش بصدده، فيما يلي من سطور:
لعل الفهم العميق للنظرية، ومكوناتها السابقة، يلهم الإنسان بقيمة عوامل تحقيق النظرية، ويسهم في تحفيزه على تنفيذ كل عنصر من عناصرها، وتطبيقها على الواقع، بمنتهى الوعي، وبالتالي، فلا بد من السير وفق الإطار التالي:
- أول خطوة تتمثل في الفهم الواعي لمعايير السعادة سابقة الذكر، والإيمان بمدى فاعليتها، ونتاجها المثمر على حياة الفرد، والمجتمع بأسره.
- كل عنصر من عناصر البيرما، ينبغي أخذه بعين الاعتبار، والتفكير فيه بشكلٍ منفصل، كما يلي، على سبيل المثال، لا الحصر:
التطبيق العملي لنظرية البيرما:
- المشاعر الإيجابية: وتتطلب النظرة إلى الواقع المأمول بإيجابية، وأمل، والتخلص من النظرات السلبية تجاه الحياة، التي حتمًا، تعرقل وصول الإنسان إلى مراده، مهما كان سهلًا؛ لذا، انظر إلى الحياة، برحابة صدر، وسعة أفق، وأمل لا حد له.
- المشاركة: وتتطلب أن تنغمس بذاتك وسط المجتمع الذي تألفه، وتجد ذاتك من صفوته، مجتمع يساعدك على العلو، والسمو، والرفعة، لا يحط من شأنك، ولا يحقر من إنجازاتك، وطموحاتك، اجعل نفسك وسط بيئة إيجابية، تشجعك على تحقيق أهدافك.
- التواصل: لا يعني انخراطك في بيئة محددة، انعزالك عن المجتمعات الأخرى، فكن على علم، وصلة، بكل ما يجري حولك، من طفرات علمية، وتكنولوجية، وواقعية، اعرف، ولو قليلًا عن كل شيء، حتمًا هذا سيشعرك بالسعادة؛ لأنك ستكون إنسانًا متفتحًا، ناضجًا، على علم بما يدور حولك من أحداث، مما يشكل لديك خلفية ثقافية، جديرة بالاحترام.
- المعنى: لا بد أن يكون لك هدف أسمى في الحياة، إن لم يكن، فلماذا تعيش من الأساس؟! كن ذا هدف، كن ذا أثر جليل، حدد بنفسك ما أنت بارعٌ فيه حقًا، وما يمكنك الإنجاز، والابتكار فيه، حدد إلى أي نقطة ترغب في الوصول، ابدأ من حيث أنت، لا ترجئ شيئًا إلى الغد.
- الإنجاز: طالما أنك حددت هدفك من الحياة، فاسع إلى تحقيقه، إياك أن تتوانى، أسعد نفسك بنفسك، حقق أمنياتك، أهدافك، آمالك، طموحاتك، أنت تستحق العيش في رغد، ورفاهية، وغبطة.
ابحث عن السعادة في نفسك، حدد ما من شأنه إسعادك، وأخضعه لعناصر بيرما السابقة، شارك آمالك مع الآخرين، واجعل لنفسك بصمة، هل شعرت في حياتك شعورًا أسمى من تحقيق النجاح؟ نجاح عملي، دراسي، شعوري، ارتباطي، أسري، اجتماعي،
كل النجاحات المبنية على أسس ثابتة، ومعايير راسخة، وقيم سامية، أساس السعادة، فلا تبخل على نفسك تحقيق ذلك، انظر إلى الحياة بعينٍ إيجابية، فما طال مرك، فالحياة وجهان لعملة واحدة، فيها الإيجابي، وفيها السلبي، حذارٍ أن تترك نفسك حبيسة الأفكار السلبية، وبيدك صنع المعجزات!
شـاهد أيضاً..