النساء السعوديات يشقن طريقهن إلى عالم كرة القدم, وجدت النساء ضالتها في العديد من الصناعات حيث باتت المملكة العربية السعودية تحدد أهداف التنوع والشمول، ورياضة كرة القدم ليست بمنحى عن تلك الصناعات، فبحسب الدراسات، يوجد في المملكة نحو 1100 لاعبة كرة قدم مسجلات في الأندية السعودية في الدوريات الرياضية ومراكز التدريب الإقليمية وأربعة منتخبات وطنية نشطة، واليوم، باتت كرة القدم النسائية تصب كامل تركيزها على مجالات تنمية شعبية مختلفة، منها: خمس مسابقات محلية قادمة بما في الدور الإنجليزي الممتاز.

تحظى رياضة كرة القدم بشعبية كبيرة جدًا في المملكة العربية السعودية، ويعد في الوقت الحالي دوري روشن للمحترفين هو الدوري الأكثر متابعة في العالم، وهذا بالفعل ما طمحت إليه السعودية لأن تكون مركز إقليميًا في رياضة كرة القدم العالمية، حيث ينجذب العديد من المتابعين والجماهير لمتابعة أحداث الدوري والمراهنة على المباريات عبر المراهنات الرياضية اون لاين مقابل الفوز بالجوائز المالية والمكافآت الضخمة.

تحول كامل في رؤية 2030

 بحسب ما صرحت به رئيسة كرة القدم النسائية في الاتحاد السعودي، السيدة علياء الرشيد، قالت بأننا نشهد اليوم تحول كامل في الرؤية 2030 عندما يكون الأمر متعلق بالبلاد بشكل عام، حيث قالت وزارة الرياضة أن هناك زيادة بنحو 150% في مشاركة المرأة منذ العام 2015، وأفادت بأن اللعبة تحقق نمو في كل يوم.

كما وتم إضاءة ملعب حديقة الأول بالألعاب النارية مساء أمس بعدما توج نادي النصر الرياضي ببطولة الدوري السعودي أمام نادي الاتحاد؛ لينهي الموسم على أعلى مستوى له بعدما فاز بنتيجة هدف دون شيء، ومع انتهاء الدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم 2025-2024، فلا تزال هناك روح للاحتفال تملأ الأجواء، حيث تم يوم أمس اجتماع اللاعبات الرائدات في كرة القدم بهدف دعم النساء المشاركات في رياضة كرة القدم في المملكة واللواتي كسرن الحدود في عالم الرياضة في حوار اعتبر هو الحدث السنوي المميز لشركة بيبسيكو لتمكين المرأة.

أول فوز دولي على الإطلاق

وفي خضم انتهاء الدوري الإنجليزي الممتاز 2025-2024، وفي حوار تم استضافته مع الدوري النسائي مع الاتحاد السعودي لرياضة كرة القدم، تحدث سائقو الصناعة عن تجاربهم في دفع حدود دمج المرأة في عالم الرياضة، وذلك من خلال توظيف لجنة للنقاش تم إداراتها بقيادة مو إسلام، وقد شارك فيها كل من الرشيد من نادي النصر السعودي، وحارسة المرمى سارة خالد، وكيلي ليندسي مدربة فريق الاتحاد للسيدات، كذلك شاركت أنفاق الدحيلان مديرة التسويق الأول في شركة بيبسيكو.

وقالت أحد لاعبات كرة القدم في المملكة العربية السعودية عن فوزها الأول الدولي مع فريقها في العام الماضي بأنها شعرت بالسعادة المطلقة، وأضافت بأنها توجت بالدوري الممتاز مرتين على التوالي، وأكدت على أن فريقها حاليًا قادر على قيادة الصناعة العالمية في المملكة.

وتحدثت خالد، أحد لاعبات كرة القدم في المملكة بأنها تركت وظيفتها اليومية بهدف الاستمرار في المسيرة الكروية، حيث وصفت نفسها بأنها مثال يحتذى به وتحمل فيه المسؤولية على عاتقها.

وقالت خالد لصحيفة عرب نيوز بأنها اليوم يمكنها القول بأنها قد أصبحت من أوائل اللاعبات اللواتي مثلن منتخب بلادهم على المستوى الدولي، وفوزها بالدوري ومشاركتها في مسابقة دوري أبطال آسيا كان بالتأكد أمرًا رائع لا يمكن للكلمات وصفه، معبرة عن ذلك بأن وزن كبير كان على عاتقها.

مصدر للإلهام لمن حولي

قالت أحد لاعبات كرة القدم في المملكة العربية السعودية بأن كل قرار تم اتخاذه قبيل مشاركتها مع المنتخب الوطني لكرة القدم بأنه كان قرارًا مدروسًا، وأضافت بأنها كانت ولا زالت مصدر للإلهام لكل من حولها.

وقالت ليندسي، بأن الصراع الأهم في عالم كرة القدم اليوم هو خلق التوازن داخل فرق كرة القدم، من خلال مزج الأساليب التدريبية والإعداد البدني الجيد والفهم الثقافي، ناهيك عن الاعتراف بأهمية علم النفس الرياضي والتغذية والقيم العائلية في الدوريات الرياضية السعودية.

كما وقد عانى العديد من لاعبي فريق الاتحاد حتى من تمرير الكرة أكثر من 5 مرات في الصيف الماضي، فالآن قد باتوا جاهزين للمنافسة في المستوى الأول من هرم كرة القدم السعودية.

وأشادت ليندسي بالاستثمار الكبير للمملكة العربية السعودية في الرياضات النسائية، حيث تم تخصيص حوالي 50 مليون ريال سعودي من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم؛ لبرامج كرة القدم النسائية عبر البلاد في العام الماضي.

ومن خلال الاستثمار في عالم الرياضة، قالت ليندسي بأن الاستثمار في هذا القطاع، لا يظهر النساء في المجتمع فقط، بل إنهن في مقدمة الجميع للمشاهدة والحكم عليه وتقديم الدعم الكامل له.

ممارسة الشغف في القطاعات المختلفة

بدأ الحوار يأخذ منحى جديد، حيث تحدثت اللاعبات حما يجري حولهن؛ ليكون بإمكان المزيد منه من المشاركة في العديد من القطاعات المختلفة وممارسة شغفهن في كل من الفن والثقافة والرياضة والموسيقى والعمل، الأمر الذي سيخلق أجواء طبيعية من المنافسة لتحقيق المرأة للنجاح المطلوب.

ففي شهر أكتوبر الماضي، قال الاتحاد السعودي أن كرة القدم التابعة للشركات متعددة الجنسيات ستقوم برعاية الدوري السعودي الممتاز للسيدات، وذلك تماشيًا مع رؤية عام 2030 التي تنص على تنوع وتعزيز الشمول بشكل أساسي بما يتوافق مع الرؤية لمنح كل امرأة سعودية فرصة لتحقيق حلمها لمواصلة الدعم والتمكين المطلوب.