الكذب عند الأطفال والكبار من رذائل الصفات الذميمة، ترى ما الأسباب التي تؤدي بالأطفال إلى سلوكه؟ وما آلية العلاج التي يتحتم الأخذ بها؟ هذا ما نتناوله تفصيلًا خلال السطور القادمة.
مشكلة الكذب عند الأطفال
يتسم الطفل بالبراءة في الأساس، إلا أنه قد يكتسب الميل إلى الأكاذيب من البيئة المحيطة، خشية العقاب والتوبيخ، مع تعدد الدوافع والأغراض، واختلاف الأساليب المتبعة في سبيل ذلك.
وتعرف الأكاذيب بقول ما هو غير حقيقي، ويرجع في فكرته إلى الغش؛ للتخلص من ضرر قد يحيق بالطفل، أو الحصول على شيءٍ ما.
أي أنه صفة يتم اللجوء إليها حين الحاجة إليها، وعليه، يتوجب التعامل معها بعين الاعتبار، وتربية الأبناء على تحري الصدق لا الكذب.
إقرأ أيضًا: كلام وحقائق عن الكذب والخداع في الحب
أنواع الكذب عند الأطفال
يتخذ عدة أشكال كلها تصب في تغيير الحقائق رأسًا على عقب، وأبرز أنواعه تتمثل فيما يلي:
- المبالغة في الحقيقة: وتكون بنقل الحقائق مع تزويد بعض الأشياء التي لم تكن لتحدث من الأساس.
- تغيير الحقيقة: وتكون بقلب الأحداث بأشياء لم تحدث أصلًا.
- العداء: وهو أن تسوقه كراهيته لطفل آخر بالافتراء عليه.
- الخيال: أن يتخيل الطفل شيئًا ما، ويقنع نفسه بأنه حقيقة، بل ويرويها للآخرين كونها حدثت بالفعل.
- التلفيق: وهو اختراع شيء ونقله عن أحد وهو لم يحدث؛ في سبيل الإيقاع به في المشكلات.
أسبابه
تتعدد الأسباب التي قد تدفع الطفل لسلوك مثل هذا السلوك المشين، إلا أنها يمكن جمعها في عدة نقاط محورية:
- العامل النفسي.
- فرط فرض قيود وتحكمات الأسرة.
- حماية النفس من التوبيخ والعقاب جراء افتراف سلوكيات غير مقبولة.
- تقليد الآخرين.
- انعدام الثقة في الذات من قبل الآخرين.
- عدم التربية على الصدق، وغياب الوعي الديني بعاقبة الكذب.
- الرغبة في التفاخر بالذات لدرجة المبالغة وبالتالي الاضطرار لرواية ما هو عكس الكائن فعلًا.
الوقاية من الدوافع
قبل أن تتطرق إلى علاج المشكلة لا بد أن تثبط من محفزاتها ودوافعها، أي تقي الطفل من الاضطرار إلى سلوك الأكاذيب، من خلال ما يلي:
- ينبغي تجميع المعلومات بطريقة غير مباشرة إذا شعرت بأن طفلك يقول غير الحقيقة، وهو أفضل من أن تطلب منه الاعتراف المباشر بما اقترف من أخطاء، حينها يمكنك توجيه الطفل والأخذ بيديه، مع تجنب القسوة في العقاب.
- تجنب العقاب المؤدي إلى الرهبة التي تدفع بدورها إلى اختراع الأكاذيب.
- النقاش البناء عن الصدق وكونه من الخصال الحميدة التي ينبغي تحريها فيجزى بها الإنسان خيرًا كثيرًا، والبعد كل البعد عن الكذب وإلمامه بعاقبته المخزية في الدنيا والآخرة.
- تشكيل قدوة يحتذى بها في الصدق يقتنع بها الطفل.
- سرد الحكايات ومشاهدة العروض التي توضح النهاية المخزية لمن يتحرى الكذب في أقواله وأفعاله.
علاج الكذب عند الأطفال
- التعرف المباشر على الأسباب التي تؤدي بالطفل إلى ذلك، وتفاديها.
- النصح الذي لا يكل والتشجيع على تحري الصدق، والترغيب في الصدق، ومقت الكذب.
- السماح في حال الحقيقة مع التوجيه الصارم.
- العقاب المناسب غير المبالغ فيه في حال الكذب.
- زرع خلق الصدق والتربية عليه منذ نعومة الأظافر.
- توضيح القيمة الأسمى للصدق.
- توضيح العاقبة الوخيمة للكذب في الدنيا والآخرة.
إقرأ أيضًا: خصائص مرحلة المراهقة ودور التربية في تخطيها بأمان
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام موضوعنا لهذا اليوم الكذب عند الأطفال وتطرقنا في صدده إلى الأشكال والأسباب والعلاج، جعلنا الله وإياكم وأبناءنا وأبناءكم من الصادقين الأخيار، وجنبنا جميعًا الكذب والآثام.
شـاهد أيضًا..