تتعدد فنون الأدب النثري في اللغة العربية، نتناول خلال هذا الموضوع فن القصة القصيرة بخصائصها المميزة، وسماتها المتفردة، فتعالوا بنا نتعرف على أهم ركائز القصة القصيرة في اللغة العربية، فيما يلي من سطور.
ماهية فن القصة القصيرة
نوع من أنواع فنون الأدب العربي النثري، يعتمد على السرد، والحكاية، لمختلف الأحداث، منها ما هو واقعي، وما هو خيالي، في بيئة محددة، وفق زمنٍ معين، من خلال شخصيات، تختلف بحسب نوع الحكاية;
ولا بد في القصة من توافر عنصر الحبكة الفنية، أو ما يطلق عليه العقدة، ما يجعل العمل الفني يدور حول البحث عن حل للأزمة، التي حلت على الأحداث، ثمة قصص منتهية، معروفة النهاية، وأخرى مفتوحة، ينسج القارئ نهايتها وفقما يتراءى إليه، ووفق ما يتمنى طيلة أحداث القصة، ولا سيما حلول ذروة الأحداث، إلا أنها قد لا تروق إلى الكثيرين، ممن يرغبون في تكامل العمل الفني.
قد يروق إليك:
تطور أنواع الأدب العربي على مر الأزمان
خصائص فن القصة القصيرة
لكل لون من ألوان الأدب ما يميزه عن غيره من ألونا، وتتسم القصة القصيرة ببعض الخصائص الجوهرية المميزة، كما يتضح فيما يلي:
- تتسم بالإيجاز، والدخول في المضامين بشكلٍ مباشر.
- تترك أثرًا متركزًا حول موضوع بعينه، دون التطرق إلى تفاصيل متشعبة، لا فائدة منها سوى الاستطراد.
- محدودية الأحداث، الأشخاص.
- انتهاء الأحداث بمجرد زوال العقدة.
- تتسم بالسهولة، والمباشرة.
- الدقة في سرد الأحداث.
- توصيل المراد من الفكرة في غضون وقت زمني قياسي.
عناصر القصة القصيرة
تتنوع عناصر القصة القصيرة، في إطار إبداع العمل القصصي، المبني على سرد مجموعة من الأحداث، من خلال مجموعة من الشخصيات، الذين يحملون على كاهلهم إنجاز العمل الأدبي، على نحوٍ ممتع، لكل من يهم بالاطلاع عليه، فيما يلي، نتعرف على عناصر القصة القصيرة بالتفصيل:
- أحداث القصة: وهي أساس فن القصة القصيرة الأولي، وهو الداعي لقيام العمل الفني ككل، فمن دون الأحداث، لا قيمة لأي مكون آخر من مكونات القصة.
- الشخصيات: هم القائمون بتجسيد أحداث العمل القصصي، وتنقسم الشخصيات بدورها إلى قسمين أساسيين، ” الشخصية الواقعية ” التي يتجلى ظهورها بصورة حقيقية، بالإضافة إلى ” الشخصية الثانوية ” وهي بمثابة شخصيات تدور حولها بعض الأحداث، أو يتم التحدث عنهم، دون وجودهم بشكل مباشر في إطار العمل القصصي.
- مكان الأحداث: وهو المكان، أو البيئة، التي تدور على أرضها أحداث العمل الأدبي، وثمة قصص تقتصر على مكان واحد بعينه، لا تتخطى حاجزه، وقصص أخرى تتفاوت في الأمكنة حيال العمل الفني الواحد.
- زمان الأحداث: وهو بمثابة التوقيت الزمني، والتأريخي، للأحداث القائمة.
- الحبك القصصي: تمثل الحبكة ذروة الأحداث، التي تستوعب أزمة، أو عقدة، يتغير من جرائها مسار الأحداث؛ تنقيبًا عن حل جذري لها، والمقصد من وراء هذا العنصر القصصي، إثارة عنصر الجذب، والتشويق؛ لاستكمال القصة بشغفٍ.
- حل العقدة: على الأغلب تكون في نهايات أحداث القصة، وتأتي بالفرج لتلك العقدة، التي تخللت الأحداث، وهي عنصر ثانوي، قد يتركه الكاتب للقراء، ينسجون خاتمته، وفقما يرغبون.
الحبكة القصصية
قلنا إن الحبكة بمثابة الأزمة، أو المشكلة، التي تطرأ على أحداث الموضوع، وتغير مسارها رأسًا على عقب، ما يكثف الأحداث المحورية المتمركزة حول الكشف عن حل لتلك الأزمة، وتجدر الإشارة إلى تنوع الحبكة في فن القصة القصيرة لتشمل ما يلي:
- العقدة المقلوبة، أو المنعكسة: وهي عبارة عن الأزمة، التي تعتمد على تدرج البطل إلى تحقيق ما هو زائف من الأعمال، والنجاحات المختلفة، حتى الوصول إلى القمة، ومن ثم السقوط دفعة واحدة؛ بفضل فك عقدة خيط من كوارثه، التي تكشف عن شخصيته الحقيقية.
- العقدة المتوازنة، أو الاعتيادية، أو المتوازية: تعد بمثابة الأزمات التقليدية، التي تنشب مع سريان أحداث فن القصة القصيرة الملهمة، ومن ثم، تبدأ انعقاداتها في الانفراج شيئًا فشيئًا، حتى الوصول إلى تمام الحل، في نهاية الأحداث القصصية.
- العقدة الناجحة، أو المثالية: هي التي تؤول إلى النجاح، والنهايات المحمود، المحببة إلى النفوس، على الرغم من مدى ما عرقل طريق البطل من تحدياتٍ عصيبة، تمكن من مواجهتها بالضرورة، وحقق مراده في الأخير.
- عقدة التدرج الهابط: ويعتمد خلالها الكاتب على تعريض البطل إلى العديد من الإخفاقات، والتحديات، التي تحط من كيانه، وطموحاته، دون تغير للأفضل، إلى نهاية القصة.
- عقدة التدرج الصاعد: يعتمد خلالها الكاتب على تدرج البطل في سلسلة النجاحات الحافلة، التي تصل إلى أسماها في نهاية أحداث القصة.
قد يروق إليك:
من طرائف ونوادر العرب على مر الأزمان
وعليه، فإن القصة القصيرة من أبرز ألوان الأدب النثري العربي، الذي يعتمد على سرد الأحداث، بشكلٍ مباشر، دون الخوض في العديد من التفاصيل، التي تطول من دون داعٍ، وبالتالي، فإن فن القصة القصيرة من أرقى فنون الأدب، التي يعمد إليها الكثيرون من المهتمين بالأدب العربي الأصيل، المتفرد من نوعه.
شـاهد أيضاً..