قارة بانجيا
كيف نشأت القارات والمحيطات !؟ هل كانت عبارة عن قارة عُظمى وحيدة، مُحاطة بالماء من كل الإتجاهات !؟
هذا ما تتحدث عنه نظرية الإنجراف القاري التي ظهرت في العام 1912م، والتي كشفت طريقة تشكل القارات وإنقسامها من قارة واحدة، ومع إنقسامها تشكلت المحيطات، تقول هذه النظرية: بأن الكرة الارضية كانت في الأصل عبارة عن قارة وحيدة عُظمى مُحاطة بالمياه من كل الإتجاهات؛ المحيط المائي إسمه بانثالاسا، أما القارة العظمى الوحيدة فهي موضوعنا وأسمها بانجيا، وتعتقد النظرية بأن هذه القارة،كانت موجودة منذ 299 مليون سنة، وإستمرت كتلة واحدة لمدة 99 مليون سنة تقريباً، وتشير إلى أن القارة العملاقة قد بدأت بالإنشطار والتفكك قبل نحو 200 مليون سنة على الأقل، خلال الحقبة الجوارسية المبكرة؛ ومن خلال ذلك الإنقسام تشكلّت القارات والمحيطات الحالية.
إنقسام قارة بانجيا
يعيش البشر في الوقت الحالي فوق هذه الكرة الأرضية موزعين بين 6 – 7 قارات بوجودِ 4 – 5 محيطات مائية، إلا أنه كما ذكرنا في الفقرة السابقة أنه وفقًا لمسار الزمن الجيولوجي فإن هذا الحال لم يكن كذلك في السابق؛ وتحديدًا قبل أن تنجرف القارات وتتحرك نحو الصفائح التكتونية، وبالتزامنِ مع المدة الزمنية البعيدة جدًا عن وقتنا الحالي؛ إلا أن هناك الكثير من التساؤلات المطروحة حول كيفية معرفة جميع المعلومات المتعلقة بقارة بانجيا العملاقة، ومن المؤكد أن ذلك لم يأتِ بمحض التوقع والتنبؤ فقط؛ بل إعتمد المؤرخين والجيولوجيين على دراسة التاريخ الإشعاعي للأرض، وإجراء المسح الزلزالي أيضًا المُعتمد عليها في رسم الخرائط للأرض منذ بدء التكوين.
مراحل إنقسام قارة بانجيا
مرّ إنقسام قارة بانجيا العظمى بعدةِ مراحل، وهي:
- يعود تاريخ تشكل العديد من المحيطات إلى قبل أكثر من 180 مليون سنة على الأقل؛ فظهر كل من المحيط الأطلسي الأوسط بين الشمال الغربي الأفريقي وأمريكا الشمالية، والمحيط الهندي الجنوبي الغربي القائم بين أفريقيا والقارة القطبية الجنوبية.
- ظهور المحيط الأطلسي الكبير قبل 140 مليون سنة، وجاء ذلك على هامش إنفصال القارة الأفريقية وأمريكا الجنوبية عن بعضها البعض.
- إنفصال الهند عن قارةِ أنتاركتيكا وأستراليا؛ وجاء بذلك الشكل النهائي للمحيط الهندي المركزي وبضخامته الحالية.
- انفصال قارتا أمريكا الشمالية وأوروبا عن بعضهما البعض.
- تباعد القطب الجنوبي وأستراليا عن بعضهما البعض.
دلائل وجود قارة بانجيا
تؤكد الكثير من الدلائل على أن العالم منذ الأزل كان عبارة عن قارة واحدة ومحيط واحد فقط، ومن أبرز الدلائل التي تؤكد على ذلك:
- تشابه الكثير من السواحل حول العالم مع بعضها البعض؛ ومنها السواحل الشرقية لأمريكا الجنوبية وشرق أفريقيا.
- تحرك القارات بشكلٍ بطيء، وتتفاوت درجة التحرك بين قارة وأخرى؛ وذلك دليل على إنقسامها عن بعضها.
- تماثل خطوط العرض والمناخ السائد في شرق أمريكا الجنوبية مع تلك خطوط العرض والمناخ المؤثر على السواحل الجنوبية الغربية الأفريقية.
- تطابق الأحافير الخاصة بالنباتات والحيوانات التي تم الكشف عنها في كل من قارتي أمريكا الجنوبي وأفريقيا.
- تماثل التكوينات الصخرية الموجودة في الهند مع تلك الموجودة في نصف الكرة الجنوبي.
- تشابه وتطابق التكوينات الصخرية بين عددٍ من القارات وهي أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية والأجزاء الشمالية الغربية من القارة الأفريقية.
إقرأ أيضاً: مقارنة بين أمريكا الشمالية والجنوبية
ما بعد انقسام بانجيا
انقسمت بانجيا وسارت الأمور على ما يرام، وكان من أبرز النتائج المترتبة على ذلك:
- تشكل تضاريس الكرة الأرضية بشكل أعمق وأوضح.
- نشوء سلسلة جبال الهيمالايا نتيجة اصطدام الهند مع قارةِ أوراسيا.
- تزايد عدد القارات؛ فأصبح ما بين 6 – 7 قارات.
- تزايد عدد المحيطات، وهي: الهندي، الأطلسي، الهادئ، المتجمد الشمالي والجنوبي.
- إزدياد أعداد الأنهار والمسطحات المائية حول العالم.
هل ستعود بانجيا ! ؟
مع التطور الكبير في علم الجيولوجيا الحديثة، يزداد الإقتناع بهذه النظرية، وبأن بانجيا كانت بالفعل موجودة، ومن الطريف الاشارة الى ان العلماء يقولون بان الصفائح التكتونية للأرض في تحرك دائم، ولكن ببطئ شديد جداً، والملفت للإستغراب بأن هذه التحركات تقرب القارات إلى بعضها البعض، وعليه يتوقعون عودة بانجيا مرة أخرى بعد حوالي 250 مليون سنة.
المراجع:
1. Pangea SUPERCONTINENT
2. Spotting a Supercontinent: How Pangea Was Discovered
شـاهد أيضاً..