الصيام
يعرف الصيام بشكلٍ عام لدى الغالبية العظمى من الأمم بأنه الإمتناع عن تناول الأكل والمشروبات والكف عنهما، كما يُدرج تحت بند الصيام أيضًا الكف عن تحقيق الشهوة الجنسية بمختلف أشكالها تفاديًا لإفساد الصيام، وبناءًا عليه فقد حرص العلماء على إستخدام كلمة الصيام للتعبير عن (الكف عن الشيء)، وتعددت العقائد المتعلقة بالصيام بين الأديان والأمم بشكلٍ عام، ومن الجدير بالذكر أن الصيام عند المسلمين واليهود والديانات الأخرى جميعها قد إستُخدِم كوسيلة للتقرب للخالق عز وجل بغية تحقيق التطهر والإرتقاء بالنفس الإنسانية، وفي هذا المقال سيتم التعرف على الفرق بين صيام المسلمين واليهود وأبعاد كل منهما.
صيام المسلمين
يعتبر الصيام في الإسلام أحد العبادات المفروضة على المسلمين، ويقصد به في الإسلام هو الإمتناع والكف عن ممارسة المفطرات بكافة أشكالها منذ طلوع الفجر الثاني وحتى لحظة غروب الشمس، ويشمل ذلك صيام شهر رمضان (الفرض) والنوافل بمختلف أنواعها، وينقسم الصيام عند المسلمين إلى فرض عين وواجب، وتطوع، ويقصد بالصيام المفروض صوم شهر رمضان في السنة مرة واحدة، أما صيام التطوع فيكون غير مفروض، ويعتبر صيام التطوع إما تقليدًا لسنة الرسول، أو للتقرب الى الله بأيام معينه يختارها الشخص، أما الصيام الواجب فهو صوم القضاء والكفارة والنذر، وقد نهى الإسلام عن صوم أول أيام أعياد المسلمين (الفطر والأضحى) بالإضافةِ إلى يوم الشك الذي يسبق شهر رمضان بيوم واحد.
بدأ المسلمون في تأدية عبادة الصوم منذ السنة الأولى في فرضها عليهم؛ وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة، فاعتُبِرت منذ ذلك الوقت ركنًا من الأركان الخمس التي بُني عليها الإسلام، ويتخذ الصيام في الإسلام عدةِ أحكام متفرعة، ومنها مواقيت الصوم وأركانه ومبطلاته وشروطه ومستحباته وأحكامه وغيرها الكثير.
إقرأ: من هو “لمقان الحكيم” وما هي وصاياه الواردة في القرأن
صيام اليهود
لم يقتصر الصيام على المسلمين فحسب، بل عرفت الديانة اليهودية الصيام قبل المسلمين بدهور؛ إذ تعد الديانة السماوية الأولى التي فُرض الصيام عليها فقد جاء الأمر الإلهي على نبي الله موسى -عليه السلام- في كتاب التوراةِ بصومِ 40 يومًا سنويًا كما جاء في ألواح التوراة، ويحافظ اليهود حتى الوقت الحالي وتحديدًا الملتزمين دينيًا في صوم هذه الأيام؛ وقد جاء التأكيد على ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) سورة الأعراف: آية 142.
وجاء في التفسير وفقًا لإبن كثير أن فرض صيام 40 يوم، كان على سيدنا موسى -عليه السلام- فقط، أما بني إسرائيل فإنهم يصومون يومًا واحدًا في السنة هو يوم الغفران ويعتبر فرض، أما بقية الأيام فتعتبر نوافل ليس أكثر، ويبدأ الصيام عند اليهود قبل غروب شمس اليوم التاسع من تشرين وينتهي بالتزامنِ مع قبيل غياب شمس اليوم العاشر من الشهر ذاته بربع ساعة، وتصل بذلك ساعات الصيام إلى نحو 25 ساعة، ومن الملاحظ أن الفرق بين صيام المسلمين واليهود كبير؛ إلا أن هناك بعض التشابهات والإختلافات الملموسة في ذلك.
إقرأ: عادات اليهود في الأكل، تعرف عليها
الفرق بين صيام المسلمين واليهود
يكمن الفرق بين صيام المسلمين واليهود فيما يلي:
صيام المسلمين:
- الركن الرابع بين أركان الفرائض في الإسلام.
- بدء ساعات الصيام من طلوع الفجر وحتى غياب الشمس.
- الصيام فرض في شهر رمضان المبارك؛ ويأتي مرة واحدة في العام، أما بقية أيام السنة فيعتبر الصيام فيها سنة؛ وتتعدد الأحكام الملتفة حول الصيام في بقية أيام السنة.
- الصيام محرم تحريمًا قطعيًا في بعض الأيام لدى المسلمين، ومنها الأيام الأولى من عيدي الفطر والأضحى.
إقرأ أيضاً: الحكمة من مشروعية الأضحية في الإسلام
صيام اليهود:
لا بد من التعرف على ماهية الصيام عند اليهود لملاحظة الفرق بين صيام المسلمين واليهود بكل وضوح، وفيما يلي أهم النقاط حول ذلك:
- ينقسم الصيام عند اليهود إلى نوعين، وهما الصوم الفردي والصوم الجماعي.
- يصوم اليهود جماعيًا في حال حلول مصيبة أو كارثة في المجتمع، ومنها الهزيمة في الحرب مثلًا.
- يصوم اليهود فرديًا في حال حلول حالة حزن أو مصيبة على العائلة أو الأسرة.
- يؤمن اليهود بصيام الصمت، وهو الإمتناع عن الكلام، والغرق بالصمت كأسلوب للتكفير عن الذنوب والخطايا.
- يحرص بعض اليهود على تأدية الصوم الأربعيني، وهو الصيام الذي فُرِض على سيدنا موسى –عليه السلام-.
- ويتمثل صيامهم عن كل ما بُثت به الروح فقط، أما ما ليس له روح كالماء والنباتات فيمكن تناوله أثناء الصيام.
يُلاحظ الفرق بين صيام المسلمين واليهود في التوقيت وعدد الأيام وطريقة تأدية الصيام.
إقرأ أيضاً: سبب تقديس اليهود ليوم السبت
شـاهد أيضاً..