يعد الشعر والنثر عمودا الأدب العربي، وأساس الموروث الأدبي، منذ قديم الأزل، إلى يومنا هذا، فما الفرق بين الشعر والنثر بالتفصيل؟ وما أنواع كل منهما؟ والأغراض التي يدون لأجلها كل نوع منهما؟ سنتعرف على كل هذا وأكثر بالتفصيل، خلال السطور القادمة.
ماهية الشعر العربي ..؟
يعد الشعر العربي نتاجًا أدبيًّا منظمًا، موزونًا، مقفى، يكشف عما يعتري خلجات الشعراء، ويعبر عن أفكارهم، حياتهم، مآسيهم، أفراحهم، تاريخهم، تقاليدهم.. في نطاق أدبي مميز، له قوالبه الخاصة، ومعاييره الحسية البديعة،،
ويأتي الشعر على شكل قصيدة، تتكون من عدة أبيات، كل بيت يتكون من شطرين، ويختلف النظم الخاص بالقصيدة من مدرسة إلى أخرى،
وقد حظي الشعر بذيوع واسع؛ نظرًا لما يمنح المستمع من جرس موسيقي جذاب، تطرب إليه الآذان، وتميل إليه النفس، ولعل هذا من جوهر الفرق بين الشعر والنثر.
ماهية النثر العربي ..؟
أما النثر فيقصد به التعبير عن خلجات النفس، وما يجول في الخواطر، والتعبير عنه بكلام عادي، لا وزن فيه، ولا قافية،،
ولعل من السمات المميزة للنثر، تحكيم العقل، والفكر المدبر، والبعد عن العاطفة بدرجة كبيرة؛ نظرًا للحكمة الأساسية منه، والتي تتحدد في مخاطبة الفكر، أكثر من الوجدان، سواء أكان التعبير بواسطة التلميح، أو التصريح، أو الترميز، متضمنًا كنايات، واستعارات، وتشبيهات، غير متكلفة؛ من أجل إيصال المعنى المراد بصورة سليمة.
قد يروق إليك:
تعرف على – الفراهيدي – واضع بحور الشعر
أنواع الشعر في اللغة العربية
للشعر العربي أنواع متعددة، لكل منها أشكال، وأغراض مختلفة، تكشف عما يجول في فكر الشعراء، بشكل منظوم، وفيما يلي أبرز أنواع الشعر الشائع استخدامها بين الشعراء العرب:
- الشعر المسرحي: يتمثل في التعبير عن مكنونات الشعراء، على هيئة مسرحية، منظومة مثل قصيدة الشعر، مقسمة إلى مقطوعات، كل واحدة منها تعبر عن فكرة معينة، وتجد بين المقطوعات ترابطًا وطيدًا، ومن هنا فالشعر المسرحي يجمع بالضرورة بين لونين من ألوان الأدب العربي، الشعر، والمسرحية.
- الشعر الغنائي: من أهم أنواع الشعر العربي، الذي يعتمد بشكلٍ أساسي على التفنن في الشعور الإنساني، تجاه شيء معين، وفق نظم يميل إلى الموسيقى الشعرية، التي تطرب إليها الآذان.
- الشعر الملحمي: عبارة عن قصة شعرية، يمزج فيها الشعراء بين ما هو واقعي، وما هو خيالي، وغالبًا ما يميل الشعراء في نسج قصائدهم الشعرية فيما يخص المواقف البطولية، والغارات، الحروب، وفقًا لهذا النوع.
- الشعر القصصي: عبارة عن نسج قصة في قالب شعري متألق، متضمنًا عوامل بناء القصة الأدبية، ومقوماتها، من أحداث، وشخصيات، وعقدة، وحل، ونهاية، وحوار..
لا شك أن أنواع الشعر، وأغراضه تعد من جوهر الفرق بين الشعر والنثر العربي، كما تجدر الإشارة إلى أن من القصائد الشعرية، ما يلزم قافية واحدة، ومنها ما يتنوع في القافية، ومنها ما لا يلتزم فيها بقافية على الإطلاق.
أشكال الشعر
يأتي الشعر العربي وفق اللغة العربية الفصحى، أو اللهجة العامية، وفق شكلٍ من الأشكال التالية:
- الشعر العمودي المنظوم: هو الذي يتبع قافية، ووزن محدد، يتكون من أبيات، في كل بين شطران، شطر في الجهة اليمنى، وآخر في الجهة اليسرى، بالاعتماد على وزن من الأوزان العروضية، لا ينحرف عنه من أول القصيدة، إلى آخرها.
- الشعر الحر: هو الذي لا يحتكم إلى قواعد ثابتة، بل يسير في نظمه وفق أهواء الشعراء، وميولهم.
- الشعر المنثور: يشبه في نسجه هيئة النثر، ولكن في قالب أشبه بالشعر.
- الشعر المرسل: يسترسل فيه الأدباء قصائدهم، دون الالتزام بنظم البيت الشعري العمودي، فتارة تجد بيتًا طويلًا، وتارة قصيرًا، وهكذا، ويكون فوق بعضه بعضًا.
- شعر الرباعيات: يتكون من مقطوعات رباعية الشكل، كل مقطوعة منها تنسج فكرة محددة، وفق قافية، ووزن معين.
دعونا نستكمل فيما يلي الفرق بين الشعر والنثر العربي….
أنواع النثر العربي
للفن النثري أنواع عديدة، تتمثل فيما يلي:
- المسرحية: يعتمد عليها الكاتب في توصيل فكرة معينة إلى جمهوره، من خلال نسج مسرحية عربية متكاملة المعالم، والأركان، مبنية على الحوار بين الأشخاص.
- القصة: لون نثري مكون من أحداث زمنية معينة، وحلقات تدور حول حكاية، وفق أحداث، وأشخاص، وعقدة، وحل، ونهاية، وتنقسم القصة بدورها إلى نوعين أساسيين: قصة طويلة، قصة قصيرة.
- الخطبة: عبارة عن الخطب الملقاة على جمهور المستمعين؛ بهدف توصيل رسالة معينة، ومنها الخطب الدينية، والاجتماعية، وغيرها.
- المقامة: أحد ألوان القصة القصيرة، المعززة بالمحسنات البديعية، تتناول طرفة مضحكة، ويرجع الفضل في ابتكار هذا اللون إلى بديع الزمان الهمذاني.
- المقالة: تدور حول موضوع بعينه، يتناول خلاله الكاتب عدة أفكار، تدور حول الموضوع، لاستيفاء أكبر كم من المعلومات عنه، أو جانب معين منه.
- الرسالة: تعتمد على المراسلات بين الأشخاص وبعضهم البعض، تكون معززة بالكلام اللبق، والمحسنات البديعية الرائعة، منها رسائل إخوانية، ديوانية، رسمية..
- الوصية: تنم عن بعض الحكم، والنصائح، إما للحث على شيء، أو الكف، والإقلاع عن آخر.
- الخاطرة: عبرة عن مقتطفات رائعة، مختصرة، شافية، وافية، يعبر بها الكاتب عن خلجات نفسه، ومكنوناته الداخلية.
قد يروق إليك:
أسئلة أدبية عامة في الأدب العربي
إلى هنا تعرفنا على الفرق بين الشعر والنثر في اللغة العربية، عسى أن يكون قد اتضح الأمر، وتجلت صورة متكاملة عنه.
شـاهد أيضاً..