يعاني الكثير من الأباء من وجود فجوة بينهم وبين أبنائهم، هذا الأمر يؤثر بشكل كبير على العلاقة بين الأباء والأبناء إلى حد وجود مشكلة في التواصل والتفاهم بينهما، في هذا الموضوع نتناول موضوع الفجوة بين الأباء والأبناء وتأثير ذلك على التعامل بينهما مع بعض المقترحات لتجاوز هذه العقبة في التعامل.
يتعقد البعض أن التحدث حول وجود فجوة بين الأباء وأبنائهم مجرد شكل من المبالغة، وأن الأمر لا يصل إلى هذا الحد أبدًا، لكن الحقيقة إن اختلاف الثقافات الخاصة بالأزمنة التي نشأ فيها الأباء عن تلك التي نشأ فيها الأبناء يؤثر بشكل كبير في سلوك الأشخاص وطرق تعاملهم مع مختلف الموضوعات، هذا الأمر ينتج عليه الكثير من العواقب الوخيمة، قد تصل في بعض الأحيان إلى إنحصار ثقة الأبناء في أن آباءهم سيفهمون ما يتعرضون له.
الفجوة بين الأباء والأبناء وأسبابها
عندما نتعرض لموضوع الفجوة بين الأباء والأبناء فإننا لا نستطيع إلقاء اللوم على الوالدين أو الأبناء، فلكل من الأباء والأبناء لديه مبرره المنطقي في هذا الأمر، فلكل من الطرفين أفكاره المختلفة، ويبدأ الصراع بين الأباء والأبناء بمجرد إختلافات في وجهات النظر والآراء ثم يزداد الأمر حتى أنه قد يصل في بعض الأوقات إلى خلافات بين الأباء والأبناء، والذي ينتج عنه محاولة الأباء فرض سيطرتهم وإثبات أنهم أصحاب السلطة في البيت.
- تحدث الفجوة بسبب حدوث التغيير الاجتماعي الذي يعيد تشكيل الثقافات والعادات الموجودة في المجتمع بشكل مستمر باختلاف الأجيال.
- يرى الأباء ضرورة الحفاظ على الموروثات والعادات التي تربوا عليها ويجب أن يتم تنشئة أبنائهم عليها لأنهم يرونها الأصلح.
- يتأثر الأبناء بما حولهم من أمور حديثة ومنتشرة وتزداد رغبتهم في تجربة كل ما هو منتشر في عصرهم ومع أن الأباء يجب أن يراقبوا ما يهتم به أبنائهم لمنعهم من التعلق بأمور مخالفة للعقائد والعادات والتقاليد التي نشأ فيها الأباء والأبناء.
- نشأ الأباء بوقت يسبق وجود الإنترنت أما الأبناء فإنهم نشأوا في زمن الإنترنت فيعيشوا في صراع بين أزمنة الأباء وأزمنتهم.
- أغلب المشكلات والاختلافات التي تؤدي إلى حدوث فجوة بين الأباء والأبناء تنشب بسبب إختلاف الجيلين في طريقة الحديث والمرادفات المستخدمة في الحياة اليومية وكذلك شكل الملابس التي يرتدونها.
- تحدث الفجوة عندما يصر الوالدين على تنفيذ رغباتهم ولا يسمحون لأبنائهم بالتعبير عن أفكارهم ووجهات نظرهم في الأمور المختلفة بينهم وبين الوالدين.
- من الأمور التي تتسبب في إختلاف الثقافة العامة بين الوالدين وأبنائهم هو أن الوالدين أخفقوا في إيجاد قدوة صالحة لأبنائهم يسعون لأن يكونوا مثلهم في التصرف في الحياة العامة، فيتجه الأبناء نحو الإقتداء بنماذج غربية قد لا تتفق ثقافتهم العامة مع المجتمع الشرقي في كثير من الأحيان.
اقرأ أيضًا: 10 نصائح لتحسين سلوك طفلك بدون ضرب
الحد من تأثير الفجوة بين الوالدين والأبناء
إذا لم يتمكن الأباء والأبناء من القضاء على وجود الفجوة والاختلافات في الأفكار والثقافات بينهما فإن ذلك يمكن أن يتسبب في حدوث خلافات كثيرة أثناء التعامل بينهما في الحياة اليومية؛ لذا هناك مجموعة من النصائح نقدمها لتفادي تأثير وجود الفجوة بين الأباء والأبناء فيما يلي:
- يجب على الأباء الاهتمام القوي بكل الأمور التي قد تكون مستحدثة ويفعلها الأبناء.
- ضرورة أن يتوقف الأباء على إتهام الأبناء بأنهم من جيل لا يتحمل المسؤولية وعدم القيام بالمقارنة بين الأجيال.
- القيام بمشاركة المسؤولية في البيت بين الأباء والأبناء وقيام الوالدين بتعزيز الشعور بأن أبنائهم لديهم الخبرات الكافية.
- يطلب الوالدين من أبنائهم أن يعلموهما كيفية إستخدام المخترعات الحديثة أو طريقة التعامل مع التكنولوجيا المتطورة.
- توقف الأباء عن التعامل مع أبنائهم بمبدأ أن لديهم السلطة الكاملة عليهم، وإعتماد طريقة التعامل القائمة على مبدأ الصداقة.
- إعطاء الفرصة الكاملة للأبناء للتعبير عن مخاوفهم وأحلامهم والتجارب التي يسعون للدخول فيها، وتشجيعهم على أن يتحدثوا عن التجارب السيئة.
- تأكيد الأباء على أنهم سيسمحون لأبنائهم بالتصرف كما يشاءون لكنهم سيقومون بالتدخل في الوقت المناسب لحمايتهم من المشكلات.
- إعتماد الأباء في التربية على فكرة أن يقوموا بتعريف أبنائهم بكل الأمور والعادات والأشياء الصحيحة والخاطئة ومن ثم يتركونهم يتعاملون بنفسهم في المواقف الحياتية المختلفة بعد أن علموهم الأساسيات.
في هذا المقال حاولنا إستعراض موضوع هام متعلق بأغلب الأسر والعائلات، وهو الفجوة بين الأباء والأبناء ومدى تأثيرها على التعامل بينهما وإستقرار الحياة، كما حاولنا تقديم مجموعة من النصائح تساعد على التقليل من حدة هذه الفجوة ومحاولة إيجاد بعض الحلول لها..
إقرأ أيضاً: 10 مشكلات سلوكية عند الأطفال وطرق التعامل معها
المصدر: Parent, Adolescent, and Managing the Generation Gap
شاهد أيضًا..
كيفية تربية الأطفال داخل الأسرة والتعامل معهم بأساليب حديثة