لا شك أنه في حال الحمل، لا سيما للمرة الأولى، يجدر الإنتباه إلى المسموح والممنوع في العلاقة الزوجية أثناء الحمل في الشهور الأولى إلى أن يمر الحمل بسلام.
العلاقة الزوجية أثناء الحمل في الشهور الأولى
لا شك أن فترات الحمل من أكثر الفترات التي تستوجب الإهتمام والرعاية، وكما أن للإهتمام العاطفي، والمعنوي، فلا يمكن إغفال العلاقة الجسدية، التي لا بد أن نوليها إهتمامًا واعيًا، حتى يتسنى إنقضاء هذه الفترة على خير، من دون قصور، يؤثر بالسلب على علاقة الشريكين ببعضهما البعض.
وفيما يلي مجموعة من النقاط المحورية التي ينبغي وضعها في الإعتبار:
تحمل هذه الفترة الكثير من التغيرات المزاجية، والنفسية، ما قد ينتج عنه كثيرًا من الجدل بين الزوجين، لا سيما في حال عدم تقدير الزوج لما تمر به زوجته خلال هذه الفترة.
فعلى قدر ما تحمل من شغفٍ بشأن المولود المنتظر، نوعه، شكله، إسمه، على قدر ما يتخللها من مخاوف، وترددات من قبل الحامل؛ بشأن التغييرات التي تطرأ عليها.
ما يجعلها بحاجة ماسة إلى عبارات الثناء، والإهتمام بمشاعرها؛ حتى تتقبل ما يعتريها من تغييرات، جسمانية، أم نفسية.
كما تحتاج الحامل إلى الإطمئنان، فكثيرًا ما تنتابها مشاعر الخوف الشديد، وأنها لا محالة ستتوفى خلال ولادتها!
وبالتالي، فهي تحتاج الكثير من الدعم المعنوي، والتخطيط البناء، والمشاعر الفياضة؛ لإحتوائها، وتهدئة روعها.
الجماع في الحمل
كثيرًا ما تزداد مخاوف الحامل إزاء العلاقة الزوجية؛ ظنًا منها أن ذلك سيؤثر على حياة الجنين، وقد يلحق به الأذى، ويعجل بالمخاض، إلى جانب الآلام التي قد تلحق بها.
وبالتالي، تتخوف كثيرًا، وتنتابها الرهبة؛ التي تعود في الأساس إلى خوفها المفرط على جنينها بدافع الأمومة، وتلاشي فقدان جنينها، لا سيما في الشهور الأولى للحمل، والذي لا يكون خلالها سوى دماء متجمعة.
ولعل التحدث إلى زوجتك برفقٍ ولين، ودراية بما ينتابها من مشاعر متذبذبة، ييسر الأمر عليكما كثيرًا،
الحق أن كثيرًا من الأزواج لا يتفهمون ما تمر به الحامل، ما يعزز ظنهم برغبة زوجاتهم في الإبتعاد عنهم، لشخصهم، وليس لما تخشى حدوثه من فقدان جنينها.
كما أن الشائع لدى الرجال، أنه لا تنتابهم مشاعر الأبوة، إلا من خلال الرؤية العينية للجنين، عبر الأشعة التليفزيونية، وقد تتعدى ذلك إلى الرؤية الملموسة عقب الولادة.
وعلى كلٍّ، ففترة الحمل تتطلب فهمًا، دعمًا، مشاركة عاطفية ووجدانية، مشاعر فياضة؛ لتخطي ما ينجم عنها من آثار سلبية.
إقرأ أيضًا: أهمية مراعاة نفسية الحامل خلال مراحل الحمل
هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل؟
على الرغم مما ينتاب الأزواج من القلق إزاء العلاقة الزوجية أثناء الحمل في الشهور الأولى؛ ظنًّا منهم أن ذلك يضر بالجنين، إلا أن الأمر لا يستحق كل هذا الهول، ما دامت الحامل لم تعاني من أية مضاعفات، وما دام حملها يسير على ما يرام.
من الناحية الطبية، لا يوجد ثمة أي سببٍ مادي يعوق الزوجين عن ممارسة حياتها الزوجية، كما اعتادوا عليها، فرحم الحامل يكون مسدودًا تمامًا، بواسطة كلٍّ من: عنق الرحم، سدادة المخاط، التي أوجدها الله – جلَّ علاه – خلال فترة الحمل على وجه الخصوص.
وبالتالي، فلا يسوقك الظن أن قضيب الرجل قد يتعدى إلى أبعد من المهبل، وعليه، فممارسة العلاقة الزوجية – ما دام لا يعوقها سبب طبي واضح، كما في ضعف هرمون الحمل على سبيل المثال – آمنة، ولا آثار جانبية ضارة منها.
وبالتالي، فما هو شائع لدى البعض، ممن يرددون عبارات واهية، مؤداها تجنب العلاقة بين الزوجين خلال هذه الفترة، لا شأن لها إلا بموروثات خاطئة، ومعتقدات لا أصل طبي لها.
إلا أنه ينبغي مراعاة نفسية الحامل، وما تقاسيه من لحظات وهنٍ خلال فترة حملها، ووضع حرصها على جنينها في الحسبان، ولا يتأتى ذلك، إلا من خلال الدعم النفسي، والمعنوي، وتحقيق الإطمئنان بوعي، وروية.
الحمل في الأسابيع الأولى والجماع
غالبًا ما تشعر النساء بالوهن خلال حملهن، وقد ينتابهن عدم الرغبة في ممارسة حياتهما الزوجية بشكلٍ طبيعي، كما وقد يعتريها التردد والرهبة، بشأن بعض الأوضاع والمواقف، التي لم تعد مريحة إليها.
إلا أنه سرعان ما تتلاشى هذه التخوفات لدى معظم الحوامل، عقب مرور الثلاثة أشهر الأولى من الحمل.
غالبًا ما ينتاب الحوامل خلال العلاقة الزوجية أثناء الحمل في الشهور الأولى تقلصات يطلق عليها ” براكستون هيكس “، التي تصيب عضلات الرحم، والتي يهدئ من روعها الهدوء التام، إلى أن تزول هذه التقلصات.
ولا ضرر، فإن هذه التقلصات لا شأن لها بالمخاض، وإنما هي تقلصات في عضلات الرحم، ليس إلا.
تجدر الإشارة إلى أنه في حال كانت الحامل تعاني من:
- النزيف.
- الحمل غير المستقر.
- الإجهاض المسبق.
أو أيٍّ من الأعراض المشكوك فيها، فيجدر بها إستشارة طبيب النساء، إذ قد يترتب على ذلك تجنب ممارسة العلاقة الزوجية حينًا، وعلى الأغلب تكون فترة وجيزة.
كما أنه سيحتاج الزوجان التوقف عن العلاقة الزوجية عقب كلٍّ من:
- تحليل عينة الزوائد المشيمية.
- بزل السلى.
أضرار العلاقة الزوجية أثناء الحمل في الشهور الأولى
لا شك أن الحمل عمومًا، لا سيما خلال الأشهر الأولى، يستدعي الحذر، وتجنب قيام الحامل بمجهودٍ شاق، فضلًا عن الإبتعاد عن الضغط النفسي.
وينصح بعض أطباء النساء والتوليد، بتجنب ممارسة العلاقة الزوجية في بداية الحمل، حتى يستقر؛ ويرجع السبب في ذلك إلى التخوف من نشوب مضاعفات أثناء الجماع لدى البعض، تنم عن إنقباضات في الرحم.
قد تؤدي في حالات قليلة إلى خطر الإجهاض، ناجمة عن السائل المنوي؛ نظرًا لما يحتوي عليه من هرمون البروستجلاندين.
وكما ذكرنا آنفًا، فإن هذه الإحتمالات لا تصيب الحوامل كافة بضرورة الحال، بل من يعانون من مشكلات ثانوية، وأبرزها ما يلي:
- من سبق، وتعرضن للإجهاض.
- من يعانين من فتح عنق الرحم.
- إنقباضات الرحم ( الطلق المبكر ).
وعليه، فالطبيب المختص، يحدد على حسب الحالة التي أمامه، والتي تختلف من حامل إلى أخرى.
ويجدر وضع ما يلي في الحسبان، لمزيدٍ من الإطمئنان:
- مراعاة الحالة النفسية للحامل.
- تجنب العنف خلال الجماع.
- التقليل من الجماع في الثلث الأخير من فترة الحمل؛ حيث يكبر حجم البطن.
- إختيار الأوضاع التي لا تتسبب في الضغط الزائد على الجنين.
يراعى أيضًا الحالة النفسية التي تمر بها الحامل، فحينًا قد ترغب في العلاقة الزوجية، وحينًا أخرى لا تتقبل ذلك.
إلا أنه على كل حال، وعلى الرغم من التقلبات المزاجية المتفاوتة؛ الناجمة عن الإضطراب الهرموني المصاحب للحمل، ينتاب المرأة الشعور بالذنب إزاء زوجها، حيال الإنقطاع عن العلاقة الزوجية.
كما أن عدم الوعي الكافي من قبل الزوج، بمدى حساسية زوجته خلال هذه الفترة، وإعرابه عن إستيائه من الإمتناع تارة، وعن التغييرات التي تطرأ على المرأة تارة أخرى، يتسبب في الإضرار بالمرأة الحامل، ما يؤثر بالسلب على الجنين.
وبالتالي، لا بد وأن يعي الزوج جيدًا ما تمر به زوجته خلال هذه الفترة، فهي إما تكون له مدى الحياة، وإما أن تكون عليه مدى الحياة، حتى وإن لم تعبر المرأة عن خلجات نفسها.
هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل؟
كما ذكرنا، يجدر إستشارة الطبيب المختص بادئ ذي بدءٍ، وما دام ليس ثمة مانع طبي فلا بأس، إلا أنه ينبغي وضع ما يلي في الحسبان؛ لإقامة علاقة زوجية آمنة:
- إياك والخرافات التي لم تثبت علميًّا.
- لا تتسبب العلاقة الزوجية في الإجهاض، إلا في حالات قليلة جدًّا، وهو ما سيخبرك به طبيبك إن وجد مانع، وإلا فلا.
- العلاقة الزوجية لا تؤثر سلبًا على صحة الجنين، بل على العكس من ذلك.
- لا تقلقي، فقد تمرين بفترات من عدم الرغبة في العلاقة الزوجية، أو العكس.
- تخيري المناسب لك، مع وضع رغبات زوجك في الإعتبار.
- تجنب ما هو مؤلم، أو عنيف في العلاقة الزوجية.
إقرأ أيضًا: كيف تعرفين أنكِ مصابة بـ تسمم الحمل ؟
إلى هنا، نكون قد ناقشنا سويًّا موضوع العلاقة الزوجية أثناء الحمل في الشهور الأولى عسى أن تكون المعلومات الواردة أعلاه، قد وفت إستفسارات حضراتكم، جزيل الشكر، والإمتنان.