تعتبر الصحة النفسية بمثابة سعادة غير منتهية للإنسان فبها يستطيع ان يعيش حياة هانئة بدون مشاكل وتكوين علاقات صادقة مع الآخرين وكذلك قدرته على العودة إلى حالته الطبيعية بعد التعرض لأي صدمة أو ضغط نفسي.
الصحة النفسية جزء مكمل للصحة العامة، إن عالم اليوم مليء بالضغوط النفسية والاجتماعية والانفعالات المستمرة والتي قد تؤثر على صحة الإنسان سواء الجسدية أو النفسية كما أصبح التحول الحضاري وتغير أنماط الحياة والتعرض لوسائل الإعلام الخارجية من العوامل التي تساعد على أحداث تغيرات كبرى في السلوك الاجتماعي والنفسي للشخص ونتيجة لهذا فقد بدأت أعداد المرضى النفسيين والمدمنين تتزايد يوما على مستوى العالم بالرغم من الجهود المضنية لمكافحة هذه المشكلة.
تسجل الأمراض النفسية والعقلية انتشارا واسعا في كافة المجتمعات النامية والمتقدمة على حد سواء فقد يصاب البعض منا ببعض الاضطراب العاطفي في أوقات مختلفة وقد يشعر البعض الأخر بالحزن لأسباب متعددة بينما يشعر البعض الثالث بالقلق والتوتر في أوقات أخرى وقد يصبح البعض عصبيا أو يغضب لموقف ما أو يتصرف بطريقة غريبة تحت ظروف معينة،
سلامة الصحة النفسية تجعل الفرد متحكماً في عواطفه وانفعالاته فيتجنب السلوك الخاطئ ويسلك السلوك السوي وهي لا تقل اهمية عن الصحة الجسمانية العامة بل قد تبقى الصحة الجسمانية عاجزة عن اضفاء السعادة على الانسان ما لم تتوفر له اسباب وعناصر الصحة النفسية وان الاهتمام بالصحة النفسية لصيق العلاقة بالصحة العامة. فلا غنى للجسم عن صحة النفس ولا غنى للنفس عن صحة الجسم ، وقد بات الاطباء متفقين اليوم أكثر من أي وقت مضى على أن العناية بالصحة النفسية للمرضى عامل أساس في سرعة البرء من الأمراض الجسمانية.
الا ان المفهوم الاكثر انسجاماً وقبولاً للصحة النفسية هو الذي يتمثل بقدرة الفرد في تحقيق التوافق والانسجام مع ذاته ومع المجتمع الذي يعيش فيه . فهكذا شخص يمكن ان يوصف بأنه شخصاً سوياً لان رضا الفرد عن ذاته يجعله قادراً على تحقيق السعادة مع نفسه ومع الاخرين ، وقادراً على استثمار قابلياته وقدراته على النحو الامثل وقادراً على تحمل حالات الاحباط والصراع بأشكالها المختلفة ملماً بأساليب مواجهتها دون تبديدٍ او استنزافٍ لطاقته .
أعمدة الصحة النفسية ..
يرى أهم كبار علماء النفس أن للصحة النفسية محكات تهدف إلى تمكين الفرد من عيش حياة راضية و هنيئة و بالتالي بناء مجتمع مستقر و متماسك و مزدهر.
يلخص “ريتشارد ديكنيز” أهمها فيما يلي:-
تقدير الذات: يشعر الأفراد المتمتعون بالصحة النفسية بشعور قوي بالتقبل من ذاتهم و تقديرهم لأنفسهم على نحو طيب.
معرفة الذات: الأفراد المتمتعون بالصحة النفسية يعرفون ذواتهم و يراعون مشاعرهم و دوافعهم الحقيقية إلى حد ما . ويحاولون عادة التعرف على ذاتهم بشكل منتظم.
الثقة في الذات: الأفراد الأصحاء نفسيا لديهم الثقة في أنفسهم ، و يؤدون وظائفهم و يقومون بأعمالهم بشكل مستقل ويؤكدون ذاتهم متى أرادوا.