يعد السجع في اللغة العربية من أهم أنواع البديعات اللفظية، وأبرز الدروس التي تختص بالنثر، تعالوا بنا نتعرف على التعريف الخاص به، أنواعه، أهم الأمثلة على كل نوعٍ من الأنواع.
السجع في اللغة العربية
- التعريف اللغوي للسجع: من الفعل سَجَعَ، يسجع، سجعًا، بمعنى الشبه والإستقامة والإستواء.
- التعريف الإصطلاحي للسجع: يعني توافق كل من الفاصلتين في النثر على وجه الخصوص، على ذات الحرف، إذ يشبه بدرجة كبيرة القافية في الأشعار، فإذا اتفقت كلمتان في حرفهما الأخير، يطلق عليه مصطلح سجع.
وللسجع أنواعٌ أربعة، يتم إيضاحهم فيما يلي من سطور:
- المرصع
- المتوازي
- المطرف
- المشطور
وثمة سجع طويل، وآخر قصير.
أنواع السجع
خلال هذه الفقرة، نتعرف بالتفصيل على الأنواع الأربعة، التي سبق ذكرهما خلال الفقرة السابقة:
- 1- المرصَّع: ما تتفق فيه كل من ألفاظ الجملتين في الوزن والقافية.
يقول المولى – تبارك وتعالى – في كتابه العزيز: ” إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم “.
كما يقول – جل علاه –: ” إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم “.
هذان المثالان فيما يخص النوع المرصع، والترصيع في اللغة هو التقفية، فكما نرى، فإن كلمة نعيم، جحيم، في المثال الأول، وكلمة إيابهم، حسابهم، في المثال الآخر، على نفس الوزن، وبنفس نهايات الحروف والحركات.
- 2- المتوازي: في هذا النوع، يتم إتفاق الكلمتين الأخيرتين في فاصلة الجملتين، في الوزن، والقافية، مع إختلاف ما سوى ذلك من الجملة.
مثال ذلك قول الله – عز وجل –: ” والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى “.
فآخر كلمتين في كل جملة، وهما: هوى، غوى، على نفس الوزن، والقافية، دون أن تكون الجملة ذاتها متوازنة بكافة أجزائها مع الأخرى، كما في النوع الأول، وهو المرصع.
- 3- المُطَرَّف:
في هذا النوع، يتم إتفاق فاصلتي الجملتين في القافية، من دون الوزن، حيث يبدو الإتفاق في آخر حرف في كل من الفاصلتين.
يقول الله – عز وجل –: ” ما لكم لا ترجون لله وقارًا وقد خلقكم أطوارًا “.
فبنظرةٍ فاحصة في الآية السابقة، نجد أن فاصلة الجملة الأولى كلمة ( وقارًا ) وتتفق مع فاصلة الجملة الأخرى ( أطوارًا ) في القافية، أي في آخر حرف هنا وهنا، وليس في الوزن؛ لأن الكلمتين غير متفقتين في الوزن، فالكلمة الأولى على وزن فعالًا، والكلمة الأخرى على وزن أفعالًا.
- 4- المشطور: يطلق على هذا النوع إسم سجع التشطير، ولعل هذا النوع يختص أقرب ما يكون إلى الشعر، حيث يعتمد على أن يضم كل شطر من شطري البيت الواحد على قافيتين مختلفتين عن الشطر الآخر، فيما يسمى الروي.
يتضح ذلك في قول أبي تمام التالي:
” تدبير معتصم بالله منتقم لله .. مرتقب في الله مرتغب “.
نجد في هذا البيت أن في الشطر الأول جملتان على نفس الوزن والقافية، وهما: معتصم بالله، ومنتقم لله، وإذا نظرنا إلى الشطر الآخر من هذا البيت، وجدناه على عكس وزن وقافية الشطر الأول.
إقرأ أيضًا: الفرق بين الشعر والنثر في الأدب العربي
أقسام السجع وفقًا للطول والقصر
ينقسم السجع في اللغة العربية من حيث الطول والقصر إلى ما يلي:
- الطويل: ويحتوي هذا النوع على العديد من الألفاظ التي تتناغم مع بعضها البعض في الوزن والقافية.
كما في قول الله – عز وجل –: ” ولئن أذقنا الإنسان منا رحمةً ثم نزعناها منه إنه ليئوسٌ كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرحٌ فخور “. - القصير: وهو ذلك النوع الذي يتألف من القليل من الألفاظ المسجوعة.
وذلك كما في قول الله – تبارك وتعالى –: “ يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر “.
ولا شك أنه كلما قلت الألفاظ المسجوعة في الجملة الواحدة، كلما كان ذلك أفضل، حيث تستسيغها الآذان؛ نظرًا لتقاربها، وتناغمها الجزل.
إقرأ أيضًا: أخطاء لغوية شائعة وتصحيحها
تعرفنا خلال هذا الموضوع على السجع في اللغة العربية ماهيته، أنواعه، الأمثلة على كل نوعٍ من الأنواع، عسى أن تعم الفائدة على الجميع، وتكون الأمثلة قد أوضحت الفارق بين أنواع السجع المتعددة، ورسخت المعلومات التي أتت من أجل تثبيتها في الأذهان.
شـاهد أيضاً..