تقدير الرئيس ماكرون للهندسة المعمارية
يقدم المهندسون المعماريون عملاً عظيماً وجباراً لخدمة المجتمع وتطوير محيط البشرية، ولهذا كانت قيمة المعماريين ومكانتهم مرموقة منذ القديم، هذا ما لم يغفل عنه الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون“.
في يوم الجمعة 24 مايو 2019، وفي “الإليزيه” المقر الرسمي لرئيس جمهورية فرنسا، إستضاف الرئيس ماكرون وبدعوة منه العديد من المهندسين المعماريين الفرنسيين المشهورين، منهم من حاز على جائزة “بريتزكر” المرموقة، “جون نوفيل”، “كريستيان دي بورتسمبارك”، “مارك براني”..
عبّر ماكرون خلال لقائه مع المعماريين عن أهمية العمارة ودورها في الحفاظ على المحيط، وأكد أن مكانتها المهمة تجعل من مكانة المعماريين كبيرة، ولهذا صرح قائلا: «أرغب في إعطاء مكانة خاصة مرموقة للهندسة المعمارية، تلك المكانة لم يسبق وأن قدمناها لها».
لا يعتبر ما يقوم به الرئيس الفرنسي شيئاً جديداً على فرنسا، فالبلد يقدم منذ عصور أمهر المعماريين في العالم وأجمل المنشآت المعمارية: المدافن القديمة في الكثير من المناطق الفرنسية منها “كيرن بارنينز” أقدم بناء في العالم، قصور “العصور الوسطى الكثيرة”، “قصر فرساي”، “كاتدرائية نوتردام”.
حريق كنيسة نوتردام
فيما يخص حريق “كنيسة نوتردام” والضرر الكبير الذي سببه، الرئيس ماكرون عبر عن إستيائه من ذلك وعن ضرورة إعادة بناء الكاتدرائية في الآجال المحددة،
كما أشار إلى ضرورة منح المعماريين الحاليين الثقة لإعادة بنائها بطريقة لا تقل إتقاناً وجمال عن تلك التي بنيت بها سابقاً، مصرحاً في هذا الشأن: «علينا أن نكون واثقين من المعماريين الحاليين».
حريق قبة قاعة القمح
ليست المرة الأولى التي تتعامل فيها فرنسا مع مواقف مماثلة، فقد دُمرت من قبل قبة قاعة القمح في باريس (حالياً بورصة التجارة وستتحول عن قريب إلى متحف).
كانت قبة القاعة أول الأمر مصنوعة من الخشب وفي عام 1802م ولسبب من الأسباب إحترقت، ليقوم المهندس الفرنسي “فرانسوا جوزيف بيلانجي” بإعادة بناء القبة، لقد سافر إلى إنجلترا ليتحصل على نصائح تقنية تسمح له بإعادة بنائها وبنفس البنية، لكن هذه المرة باستعمال مادة جديدة أحدثت ثورة في المجال وهي الحديد.
عرفت القبة تغييرات بسيطة فيما بعد ولكن أصلها بقي إلى يومنا هذا، بحديدها الصلب المقاوم للحرائق وقِطع الزجاج الملتفة حولها التي تسمح بدخول ضوء النهار وإنارة وسط القاعة وتهوية المبنى طبيعياً تعتبر القبة من أعرق المنشآت المعمارية من زمن الثورة الصناعية.
شـاهد أيضاً..