الحضارة الفرعونية
تعرف أيضًا بحضارةِ مصر القديمة، تعتبر الحضارة الفرعونية من أكثر الحضارات القديمة أهمية، وهي تلك الحضارة القديمة التي نشأت في مصر في الجزء الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا، وقامت حدودها فوق ضفاف نهر النيل، ويعود تاريخ نشأتها إلى عام 3150 ق.م، ويشار إلى أن قيامها قد تزامن مع توحيد الملك مينا لكل من مصر العليا والسفلى (جنوب مصر وشمالها) معًا، فظهر الأثر والتطور على مر ثلاث ألفيات متتالية، وشمل تاريخ مصر القديم ظهور سلسلة من الممالك المستقرة سياسيًا، وفترات غير مستقرة نسبيًا، ثم انتقلت البلاد إلى الانحدار التدريجي؛ فاندثر حكم الفراعنة تمامًا بعد وقوع مصر تحت حكم الإمبراطورية الرومانية، وتشير سطور التاريخ المصري إلى أن الحضارة الفرعونية من أكثر الحضارات التي أورثت العالم إنجازات في تاريخ البشرية، كما تمكنت أيضًا من تحقيق النجاح الساحق في وادي نهر النيل نظرًا لوفرة مقومات الزراعة الضرورية.
مجتمعات الحضارة الفرعونية
عاشت مصر في أيامِ الحضارة الفرعونية بمجتمع طبقي بشكلٍ ملموس، حيث كانت الفئات الاجتماعية لها دورًا في غاية الأهمية في منح الشخص الكيان والمكانة، وقسم المجتمع على النحو التالي:
- أغلب سكان البلاد من المزارعين؛ حيث يشكلون الشريحة الأكبر في البلاد؛ وبالرغمِ من ذلك إلا أن الدولة أو ما يعرف بالمعبد كانت تضع يدها وتمتلك كل الأراضي الزراعية والمنتجات، كما يمكن أن تعود ملكية بعض الأراضي للأسر النبيلة، وعاشت الشعوب في ظل الحضارة المصرية القديمة بظلم وتجبرٍ كبير؛ حيث كانت الدولة تفرض ضريبة العمل على المزارعين فقط، وتوظفهم في مشاريع الري والبناء بنظام السُخرة.
- بينما كانت الفئة الأرقى والأعلى مكانة وهم الفنانين والحرفيين؛ كانوا يخضعون أيضًا لسيطرة الدولة مباشرةً إلا أنهم كانوا يمتهنون الوظائف في معابد الدولة، ويتقاضون رواتبهم من خزينة الدولة.
- أما الطبقة الثالثة هي الطبقة العليا في الحضارة الفرعونية؛ وهم الكتاب والمسؤولن، ويطلق عليهم أيضًا مسمى طبقة التنورة البيضاء، حيث كانت هذه الفئة ترتدي الملابس البيضاء للدلالة على مكانتهم المرموقة في المجتمع.
اقرأ أيضًا: أسماء الدول العربية وعواصمها وعملاتها
السياسة في الحضارة الفرعونية
يتربع الفرعون في تلك الحضارة على رأس النظام القانوني بشكلٍ رسمي، وتقع على عاتقه مسؤولية سن القوانين والتشريعات، وضرورة تحقيق العدالة، كما أن من واجباته الحفاظ على تطبيق القانون والنظام، وكان يُعرف في ذلك الوقت باسم الإله ماعت، وقد كشفت الكثير من الوثائق بأن القانون المصري القديم كان يستند على وجود نظرة عامة حول الحسية بالصواب والخطا، وكان يفرض ويشدد كثيرًا على ضرورة تحقيق التسويات السلمية والابتعاد التام عن النزاعات والصراعات، وظهر في البلاد ما يعرف باسم الكينبيت بمثابة مجلس الشيوخ المحلي لتوكل إليه مسألة حل النزاعات، وفي حين الحاجة إلى العقاب كانت هناك بعض العقوبات في الجرائم البسيطة؛ وهي فرض الغرامات والنفي والتشويه في الوجه وغيرها، وذلك وفقًا لحجم الجريمة المأتي بها.
الزراعة في الحضارة الفرعونية
من الطبيعي أن يكون القطاع الزراعي مزدهرًا في الحضارة الفرعونية، حيث تتوفر فيها جميع المقومات الضرورية لذلك؛ من خصوبة التربة واعتدال المناخ ووفرة المياه، وما زاد من أهمية الزراعة في ذلك الوقت هو القدرة على التنبؤ بالفيضانات، فتمكنوا من إنتاج محاصيل زراعية سدت رمق الشعب في تلك الفترة، حيث كانت أراضي وادي نهر النيل تشهد فيضانات نهرية سنوية، ويشار إلى أن المصريون القدامى قد عرفوا ثلاثة فصول في السنة الواحدة، وهي:
- أخت أي الفيضان، يبدأ موسم الفيضانات منذ شهر حزيران وحتى شهر سبتمبر.
- وبيريت أي الزراعة، يبدأ موسم الزراعة بدءًا من شهر أكتوبر وحتى حلول شهر فبراير.
- شيمو وهو موسم الحصاد، يبدأ من شهر آذار وينتهي في شهر آيار.
إقرأ أيضاً: كل ما تحتاج معرفته عن نهر النيل العظيم
إنجازات الحضارة الفرعونية
من أبرز الإنجازات التي جاءت بها الحضارة الفرعونية:
- في مجال الطب:
- تقديم وصفات طبية لأكثر من 87 حالة مرضية، تتمحور جميعها حول أمراض المعدة والقلب والجلد والعيون والنساء والشرايين، وجاء ذلك في إحدى البرديات المعروفة باسم إيبرس الموجودة في متحف ليزبج.
- ظهور المدارس الطبية المتخصصة.
- ظهور العديد من الأطباء، ومن أشهرهم الطبيب إيم حتب.
- تعيين أطباء للجيوش والقصور الملكية.
- تصنيف الطب إلى عدةِ تصنيفات، كالعيون والأسنان والجراحة وغيرها.
- التحنيط لجثث الموتى.
اقرأ أيضًا: أشهر إنجازات علماء المسلمين في الطب
- في مجال الاقتصاد:
- ابتكار نظام المقايضة ثم العملة.
- تنسيق عمليات مسح الأراضي.
- تنظيم أمور الثروة الوطنية في المعابد.
- اتصاف النظام الاقتصادي بالمركزية.
- ابتكار العملات واستخدامها في التجارة.
- انطلاق البعثات التجارية إلى خارج البلاد.
- تحريك السفن الشراعية عبر مياه البحر الأحمر للمتاجرة.
- تصدير الخناجر، والأثاث وأنواع البخور.
- في مجال الفن:
تجلى اهتمام الحضارة الفرعونية في المجال الفني بالنحو التالي:
- صنع التماثيل والمسلات والتوابيت.
- صناعة الأثاث والأدوات المرمرية.
- انتشار النقوش والزخارف.
- اختراع الكتابة، والتي عرفت في تلك الحقبة باسم الخط الهيروغليفي.
- استخدام المداد الأسود أو الأحمر للكتابة فوق أوراق البردى.
- الإبحار في العقائد الدينية وأسرار الكون.
- ظهور الأدب الديني ونصوص الأهرامات المدونة على الجدران.
- الاهتمام الكبير في الموسيقى، وخاصةً بالاحتفالات الخاصة والعامة بالجيش.
- في مجال الرياضيات:
- ابتكار النظام القائم على الأساس 10.
- استخدام العلامات الهيروغليفية للعدد 1، ومضاعفات العدد 10.
- استخدام الجداول الخاصة بحساب الكسور وتحويل الموازين والمكاييل.
- حل الأسئلة الرياضية على بردية رايند.
- استخدام عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة.
- الاستعانة بنظام المضاعفة للوصول إلى الأجوبة الصحيحة.
- إتقان وفهم الجذور التربيعية وحساب مساحة المثلث.
- التمكن من حساب مساحة الدائرة.
- معرفة الهندسة البدائية.