مفهوم التمرد
يشار له أيضًا بالعصيان، ويقصد به الامتناع عن الخضوع للأوامر وعدم تنفيذها، كما يمكن أن تطلق كلمة التمرد على السلوكيات الاجتماعية التي تمارسها فئة من الأفراد ضد السلطة وجهات النفوذ للتخلص منها والخروج عن إرادتها، ويكون الهدف عادةً تحقيق فرض السيطرة على الأمور بغض النظر عن نوعها، ولا بد من التنويه إلى أن هذا المصطلح يختلف تمامًا عن الثورة من حيث الشرعية الاجتماعية ومدى تقبل الأفراد له وممارستهم له، وتشير المعلومات إلى أن الثورات في المجتمعات تكون شرارتها عبارة عن تمرد يُمارس من قِبل الأفراد لتتسع دائرته إلى مجموعات مُنظِمة للتمرد ثم يصبح ثورة، وتؤكد المعلومات التاريخية إلى أنه في غضون الفترة 1590-1615م قد اندلع ما يفوق 15 ثورة فلاحية في الأجزاء الجنوبية الغربية من فرنسا.
التمرد في علم النفس
ركز علم النفس في تعريفه لمصطلح التمرد على ذلك النوع من الخروج عن القاعدة الأساسية أو الشذوذ عن عادات وتقاليد المجتمع من قِبل المراهقين، وفي الواقع أن هذا المصطلح قد كان قديمًا يقتصر على الأمور السياسية كما ذكرنا آنفًا، إلا إنه مع تقدم الزمن قد اقترن ذكر التمرد بالكثير من المجالات وخاصةً لدى المراهقين، فلم يعد ذلك المصطلح الذي يقصد به الخروج عن السرب والشذوذ عن عادات وتقاليد المجتمع؛ بل أصبح دلالة للتميّز والاختلاف بين أبناء السن الواحد؛ فيصبح الأمر متطلبًا للجرأة والاختلاف والخروج عن الاعتيادية بهدف تعزيز نزاهة المبتغى والهدف أمام الجميع من أتباع العادات المألوفة، ولا بد من الإشارة إلى أن التمرد له جوانب وأبعاد متعددة منها ما هو إيجابي في حال تم تسخيره بطريقة صحيحة، وأخرى سلبية في حال كان مبدأها خالف تعرف، والعناد، وقد شاعت في الآونة الأخيرة ظاهرة تمرد المراهقين على وجه الخصوص أكثر من غيرهم؛ حتى أصبحت واحدة من ظواهر المجتمع السلبية للغاية.
التمرد عند الأطفال
أنواع التمرد عند الأطفال
تتعدد أنواع التمرد عند الأبناء سواء كانوا أطفالًا أو مراهقين، ومن أهم هذه الأنواع:
- التمرد السلبي: حيث يتقاعس به الإبن عن تنفيذ الطلبات، ويعتبر نوع من الدلع والمماطلة.
- التمرد الواضح، ويكون بالرفض القطعي والصريح من الأبناء في تلبية أوامر الوالدين، وغالبًا ما يكون أسلوب الرفض بالصراخ أو البكاء.
- التمرد المقصود، ويكون الهدف منه إثارة غضب الأهل واستفزازهم من خلال عدم الطاعة والقيام بعكس ما يُطلب منه تمامًا؛ فعند طلب الصمت منه يزيد من علو صوته ويصرخ أكثر وأكثر.
تحليل نفسية الطفل المتمرد
أكدت الدراسات النفسية بأن الطفل المتمرد يعاني من مشاكل سلوكية كبيرة، ويزداد الأمر سوءًا بدءًا من عمر السنتين أو كما يُعرف في مجالس علماء النفس بأنه جيل السنتين المريع؛ حيث تتجلى الكثير من سلوكيات تمردهم وعدم طاعة الوالدين بشكل واضح، كما قد يكون الأمر طبيعي جدًا باعتبار الطفل في مرحلة نمو نفسي وبناء شخصيته؛ بالرغم مما تقدّم إلا أن الأهل يعتبرون أن زمام أمور التربية قد خرجت من أيديهم ولم يعد بمقدورهم تربية الطفل المتمرد، بل يجب التنويه إلى أن ذلك سلوكًا طبيعيًا إلا في حال كان الأمر زائدًا عن الحد، فتصبح قضية تحتاج إلى الحل بأسرع وقت.
أسباب التمرد عند الأطفال
تاليًا أهم أسباب التمرد عند الأطفال والمراهقين على وجه الخصوص، ومن هذه الأسباب:
- تلبية متطلبات الطفل جميعها دون قول كلمة لا للطفل أو المراهق مهما كان السبب.
- المبالغة بالأمر والنهي من قِبل الأهل، فذلك يولد حالة من عدم الطاعة لدى الأبناء.
- اختلاف واضح وملموس بين الوالدين في أسلوب التربية.
- انشغال الأباء عن تربية الأبناء في العمل.
- المعاناة من أمراض نفسية.
شـاهد أيضاً..
صفات الشخصية المتمردة ومشاكلها، وكيفية التعامل معها