اسباب شلل الاطفال واعراضه

شلل الأطفال يعد من الأمراض الفيروسية المعدية الأكثر شهرة، حيث يؤثر فيروس هذا المرض على الجهاز العصبي ويؤدي في بعض الحالات إلى الشلل، مشاكل في التنفس، وأحيانًا الوفاة،وتم تسجيل آخر حالة إصابة طبيعية في الولايات المتحدة الأمريكية في السبعينيات من القرن الماضي،إن شلل الأطفال يعد مرضًا شديد العدوى، وبعد أن يهاجم الجهاز العصبي، فإن معظم المرضى لا يشعرون بأي أعراض مباشرة،وقبل أن نستعرض الأسباب والأعراض المرتبطة بشلل الأطفال، يُستحسن الاطلاع على بعض الإحصائيات الهامة،تابعونا في الأسطر القادمة للمزيد من التفاصيل.

شلل الأطفال وتقارير الصحة

هناك نسبة قليلة من الأطفال المصابين بفيروس شلل الأطفال يمكن أن تتطور حالتهم إلى شلل كامل نتيجة هذه العدوى،كما هو معروف، تم تطوير لقاح خاص لهذا المرض ساهم بشكل كبير في تقليل الإصابات

  • على الرغم من عدم تسجيل تفشيات واسعة النطاق للمرض في الآونة الأخيرة، إلا أن التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تشير إلى استمرار وجود حالات في بعض المناطق، حيث انخفض عدد الحالات من 350,000 إلى 33 حالة فقط في عام 2025.
  • بالخصوص ينتشر شلل الأطفال بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، وقد يصاب به أشخاص من مختلف الأعمار إذا لم يتلقوا التطعيم في الوقت المخصص أو إذا لم يكملوا سلسل الجرعات.
  • بينما أصبحت معظم الدول خالية من المرض بسبب التقدم الكبير في الرعاية الصحية منذ عام 1988، يمكن أن يكون وجود طفل واحد مصاب بمثابة نقطة انطلاق لانتشار العدوى في الدول التي يوجد بها.

تاريخ شلل الأطفال وأسبابه

عند استكشاف أسباب وأعراض شلل الأطفال، من المهم للغاية التطرق إلى التاريخ والكشف عن جذور المرض ومصادره

  • تاريخيًا، يشير بعض العلماء إلى أن مرض شلل الأطفال كان موجودًا منذ عصور قديمة، حيث اكتشف بعض المؤرخين لوحة قديمة تعود لعهد الفراعنة، تشير إلى مومياوات بها تشوهات مميزة.
  • سُجلت أول حالة من حالات شلل الأطفال في عام 1789، وتم توثيق أول حالة مصابة بشكل رسمي في عام 1835،وفي عام 1908، تم اكتشاف الفيروس بنجاح على يد العالمان “إروين” و”لاندستنر”، حيث قاما بعزله وفحصه باستخدام المجهر.
  • بينما أكّد العالمان أن مصدر المرض ليس بكتيريًا، بل فيروسي، تم إجراء العديد من التجارب، بدءًا من تطوير لقاح قابل للحقن تمت الإشارة إليه لعلم “جوناس سالك” في عام 1954.
  • بعد عامين، قام عالم آخر يُدعى “سابين” بتطوير لقاح يُعطى عن طريق الفم،تطور هذا اللقاح ليصبح وسيلة وقائية فعّالة تُعطى دورياً في جميع أنحاء العالم.
  • تعود أسباب وأعراض شلل الأطفال إلى فيروس معوي يُعرف باسم فيروس شلل الأطفال، والذي يتواجد في ثلاثة أنواع، لكن النوع الرئيسي المسبب للانتشار الواسع هو النوع الأول.
  • تعتبر العدوى الناتجة عن هذا الفيروس مؤلمًا للأطفال، حيث ينتقل الفيروس بشكل رئيسي عبر القناة الشرجية الفموية.
  • كونه فيروسًا معويًا، يدخل الجسم عن طريق الجهاز الهضمي من خلال الفم، ويمكنه أيضًا الدخول عبر الأنف، ثم يتكاثر في خلايا الحلق قبل أن يدخل مجرى الدم أو اللمف ليصيب مراكز الجهاز العصبي المركزي.
  • تتعدد طرق انتشار الفيروس بين الأفراد، مثل التعرض للبلغم أو المخاط من شخص مصاب، كما يمكن أن ينتقل عبر براز الشخص المريض، بالإضافة إلى الاتصال المباشر والاختلاط بالمصابين.
  • يحتاج الفيروس لفترة حضانة تمتد حتى 35 يومًا، وقد تبدأ من خمسة أيام، ويمكن للشخص المصاب أن ينقل العدوى دون أن تظهر عليه الأعراض، مما يُشكل خطرًا كبيرًا في نقل الفيروس.

أعراض شلل الأطفال

عند الحديث عن أسباب وأعراض شلل الأطفال، رغم ارتباط المرض بالشلل وأحيانًا الموت، فإن غالبية المرضى قد لا يشعرون بأي أعراض أو يدركون أنهم مصابون

  • تشمل الأعراض الأولية للمرض التعب، الصداع، ارتفاع الحرارة، القيء، بالإضافة إلى تصلب في الرقبة.
  • يصاب شخص واحد من بين مائتي مصاب بشلل كامل يستهدف الأطراف السفلية، وقد يؤدي إلى الوفاة عند إصابة العضلات المسؤولة عن الجهاز التنفسي، فيما يمثل ذلك 5-10٪ من الحالات.

شلل الأطفال غير المسبب للشلل

قد يكون نوع من فيروس شلل الأطفال هو المسسبب لظهور حالة تُعرف بـ “شلل الأطفال الإجهاض”، التي لا تؤدي إلى الشلل

  • تظهر أعراض الإصابة بهذا الفيروس بشكل بسيط، تميل لأن تكون مشابهة لأعراض الإنفلونزا أو بعض الفيروسات الأخرى.
  • تشمل ارتفاع درجة الحرارة، ألم في الرأس، الظهر، الرقبة والأطراف، فضلًا عن ضعف عام في العضلات، ويمكن أن تستمر هذه الأعراض لمدة تصل إلى عشرة أيام.

شلل الأطفال المسبب للشلل

يعتبر من النادر أن تحدث حالات عدوى أكثر حدة، حيث تتشابه الأعراض الأولية للفيروس المسبب للشلل مع الأعراض غير الشلل،لكن يمكن تمييزها خلال سبعة أيام من الإصابة من خلال ملاحظة بعض الأعراض الخاصة، مثل قلة الاستجابة، آلام شديدة في العضلات، وشلل رخوي في الأطراف

  • إن الاعتقاد بأن شلل الأطفال يصيب الأطفال فقط يعد مفهومًا خاطئًا؛ فكل شخص لم يتلق التطعيمات اللازمة معرض للإصابة، بغض النظر عن عمره.
  • يمكن أن تؤدي الإصابة بفيروس شلل الأطفال إلى شلل دائم في العضلات، مما يسبب إعاقة وتشوهات في العظام وقد تؤدي إلى الوفاة إذا تم التعامل معها بجديّة.

مضاعفات شلل الأطفال

غالبًا ما يعاني المرضى المصابون بشلل الأطفال من مضاعفات متعددة تشمل فشل ثانوي في الجهاز التنفسي، حيث يؤدي شلل العضلات التنفسية إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض أخرى

  • قد يحتاج المريض إلى إجراءات فورية يحدث فيها تمدد وانقباض مفاجئ للمعدة مثل شفط معدي.
  • قد يصبح الجهاز الهضمي بيئة لنقل الأمراض المعوية، مما يسبب نزيفًا حادًا، مما يستدعي نقل الدم بشكل عاجل،وقد يسهم شلل الأطفال في ازدياد ضغط الدم، مسببًا أمراضًا دماغية خطيرة.
  • يمكن أن يتعرض المريض أيضًا لالتهاب السحايا العقي، والذي قد يتسبب في ظهور أعراض مختلفة مثل التهاب التامور، الكسل، الدوخة، وبعض الأمراض القلبية المزمنة، كما من المحتمل أن يؤدي شلل الأطفال إلى التهابات قرنية مزمنة.
  • تظهر متلازمة “ما بعد شلل الأطفال” كأحد التطورات الطبيعية لمرضي عصبي عضلي بعد أكثر من 15 عاماً من الشفاء من المرض.

الوقاية من شلل الأطفال

تم تطوير عدة لقاحات كوسيلة للوقاية من شلل الأطفال،في الولايات المتحدة، يوصى بتطعيم الأطفال بأربع جرعات من اللقاح في مراحل مختلفة من العمر

  • تُعطى هذه الجرعات في عمر شهرين، أربعة أشهر، ما بين 6-18 شهرًا، ثم بين سن أربع وست سنوات، عند بداية المرحلة المدرسية للطفل.
  • يُعتبر هذا اللقاح هو الأضمن للذين يعانون من ضعف المناعة، رغم أن سلامته بالنسبة للمرضى الذين يعانون من نقص المناعة الحاد لم تُدرس بعد بشكل كافٍ،من الآثار الجانبية المعلنة لهذا اللقاح ظهور بعض الاحمرار والألم في منطقة الحقن.

في الختام، قدمنا شرحًا وافًيا لأسباب وأعراض شلل الأطفال، الذي ظلت المخاوف من تبعاته ترافق البشرية لفترة طويلة، حيث استعرضنا أنواعه، والمضاعفات المحتملة، ووسائل الوقاية والعلاج الفعالة،نأمل أن يكون هذا المقال مفيدًا.

Scroll to Top