تعتبر قصيدة “أبا تمام، أين تكون أين حديثك العطر” إحدى الأعمال الشعرية البارزة التي قدّمها الشاعر السوري الكبير نزار قباني، الذي يُعرف بلقب “سيد الغزل” و”شاعر المرأة”،هذه القصيدة تمثّل اعتذارًا لأبي تمام، وتُعتبر تعبيرًا عن افتقاد نزار قباني لروح الشعر العربي الأصيل،أُلقيت القصيدة خلال مهرجان أبو تمام في الموصل، حيث لاقت إعجابًا جماهيريًا واسعًا،وما تزال شظاياها تتردد على ألسنة الكثيرين حتى يومنا هذا، نظرًا لعمق معانيها، لا سيما البيت الشهير “أبا تمام، أين تكون أين حديثك العطر” الذي يظهر في منتصف النص.
أبا تمام، أين تكون أين حديثك العطر
يمثل البيت الشعري “أبا تمام، أين تكون أين حديثك العطر” بداية المقطع الخامس من القصيدة التي أسسها نزار قباني في إطار اعتذار موجه لأبي تمام،تم تقديم هذه القصيدة للمرة الأولى خلال مهرجان أبو تمام الذي أُقيم في مدينة الموصل العراقية في ديسمبر عام 1971.
كلمات قصيدة اعتذار لأبي تمام
تجسد قصيدة اعتذار لأبي تمام معانٍ سامية، وقد أبدع نزار قباني في صياغة كلماتها بحيث تعكس الحالة الشعرية في تلك الفترة،حيث يُعتبر البيت الشعري المذكور أعلاه بداية جزء مهم من القصيدة، وفيما يلي تكملتها
أبا تمام، أين تكون أين حديثك العطر
و أين يد مغامرة تسافر في مجاهير و تبتكر
أبا تمام
أرملة قصائدنا و أرملة كتاباتنا
و أرملة هي الألفاظ و الصور
فلا ماء يسيل على دفاترنا
و لا ريح تهب على مراكبنا
و لا شمس و لا قمر
أبا تمام، دار الشعر دورته
و ثار اللفظ و القاموس
ثار البدو و الحضر
و مل البحر زرقته
و مل جذوعه الشجر
و نحن هنا
كأهل الكهف لا علم و لا خبر
فلا ثوارنا ثاروا
ولا شعراؤنا شعروا
أبا تمام، لا تقرأ قصائدنا
فكل قصورنا ورق
و كل دموعنا حجر
قصيدة أبا تمام، أين تكون أين حديثك العطر
لمن يجهل قصيدة اعتذار لأبي تمام التي تتضمن البيت الشعري “أبا تمام، أين تكون أين حديثك العطر” يمكنه الاستماع إلى كلماتها الكاملة بصوت الشاعر نزار قباني من خلال الضغط على الرابط التالية.
من الجدير بالذكر أن الحديث العطر الذي يشير إليه نزار قباني في قوله “أبا تمام، أين تكون أين حديثك العطر” هو تجسيد للأشعار والقصائد التي أبدعها الشاعر العربي الأصيل أبو تمام، ويُعبر في الوقت نفسه عن ترحمه على ما آلت إليه حالة الشعر العربي من ضعف وانحسار.