جعل الله – سبحانه وتعالى – للزواج حكمة بالغة، يسودها الوئام، المحبة، الرحمة، لكن، ماذا لو تم إهمال الزوج لمشاعر زوجته بشكل مستمر؟! وإلام ستؤول الأمور حينها، دعونا نتناقش سويًّا في هذا الموضوع، خلال السطور القادمة.
إهمال الزوج لمشاعر زوجته
يقول رب العزة – تبارك وتعالى – في كتابه العزيز: ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون “.
فالأصل في العلاقة الزوجية السمو بمشاعر المودة والرحمة، و حسن معاشرة كلٍّ من الزوجين بالمعروف، وما ينبع ذلك إلا من توجيه إهتمام كل طرف منهما للآخر.
فحسن العشرة بين الأزواج لا تقتصر على مجرد مشاعر حب متقلبة، وإنما أساس بنيوي من المعروف، المؤانسة، الملاطفة، الرحمة.
وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -:
- ” استوصوا بالنساء خيرًا فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعواج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا “.
- كما قال: ” خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي “.
- وقال أيضًا: ” رفقًا بالقوارير “.
فقد شبه الرسول – صلى الله عليه وسلم – النساء بالقوارير، أي الزجاجات سهلة الكسر، ما يدل على مدى رقتها، وإنكسار مشاعرها، ما يدل على أن الجفاء والقسوة في التعامل معها لا يجدي، وإنما اللين والتراحم.
ولما كانت الزوجة أقرب الناس إلى زوجها، وأوطدهم صلة به، وأوثقهم علاقة به، كانت أولى الناس بحسن العشرة، والخير، وبالتالي، فإساءة العشرة بين الزوجين إثم عظيم، يخالف الشريعة الإسلامية.
فماذا لو عامل الزوج زوجته بجفاءٍ؟ وما الخطر الذي يداهم هذه العلاقة الوثيقة المبنية على الرحمة؟
إقرأ أيضًا: البخل والعلاقة الزوجية داء خطير!
سبب إهمال الزوج لزوجته
تتعدد أوجه الإهمال بين الأزواج، وفق ما يلي:
- الإهمال غير المتعمد: وهو ما ينتج عن الإنشغال في العمل، والضغوطات الحياتية بمختلف جوانبها، والذي من شأنه أن ينقضي سريعًا بإنقضاء المسبب.
- الحب المشروط: إذ يتعمد بعض الأزواج عدم الإفصاح عن خلجات أنفسهم، ما دام الطرف الآخر لم يبادر هو، والذي ينتج غالبًا عن تراكم المشاعر السلبية، وغياب الإهتمام.
- قلة الإنجذاب العاطفي: قد ينسحب أحد طرفي العلاقة الزوجية، ويفقد رغبته في التواصل البناء مع الطرف الآخر، والذي تتعدد أسبابه، من إهمال أحد الطرفين، وإنشغال بإنجذاب عاطفي آخر.
- عدم الإفصاح الشعوري: النابع عن عدم التمكن من إظهار مشاعر الحب السامية، وتفضيل كبت المشاعر، والعزلة، وغالبًا ما ينتج ذلك عن إهمال عاطفي منذ نعومة الأظافر.
وبالتالي، فثمة فرق ملحوظ بين الإنشغال، والإهمال بشأن إهمال الزوج لمشاعر زوجته أما الأول فيكون مؤقتًا، وينشأ عن ضغوطات طارئة، ويزول سريعًا بزوالها، أما الآخر، فينتج عن تعمد الإنشغال والتحجج بتفاهات الأمور.
علامات إهمال الزوج لزوجته
- الملل: حيث التهرب من الحديث، والجلوس معًا، والرفض العاطفي الجلي بين الطرفين.
- التجاهل: النابع من عدم الحرص، وعدم الإكتراث بالزوجة، مع تعمد عدم التعقيب على أناقتها، مجهوداتها الدؤوبة، تجاهل مبادلة الهدايا، لا مبالاة بشأن الترويح عنها، أو الإنشغال عنها بشكل ملحوظ بالألعاب الإلكترونية، مجالسة الأصدقاء، دون تخصيص وقت لمشاركتها إياه.
- التذمر: وتوجيه الكلمات الجارحة واللاذعة، بداعٍ، أو بدون داعٍ.
- الإنتقاد اللاذع: في كل شيء، وعلى أي شيء، بشكل مبالغ فيه.
- تقطيب الجبين: وهو تعمد إظهار الضجر، وإهمال النظر إليها بلا مبالاة مشهودة.
- البرود العاطفي: في علاقتهما ببعضهما البعض، وإختلاق الحجج الواهية.
- غياب الإحترام: وتعمد الإهانة، والسب، والتحقير من شأنها، وعدم الإهتمام بأحاسيسها.
- البخل: ويتجلى في مقت الإنفاق، والهروب من الماديات، فضلًا عن إدعاء الفقر، وعدم التمكن من الإنفاق.
فعن عمرو بن الأحوص – رضي الله عنه وأرضاه – أن الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – قال: ” ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن “.
جرح الزوج لمشاعر زوجته
عن جابر – رضي الله عنه وأرضاه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال في خطبة الوداع: ” اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله “.
لا شك أن إهمال الزوج لمشاعر زوجته أمر مفزع، يبدد العلاقة الزوجية، ويصيب حبالها التآكل، ويتسبب في انفصال تتباعي:
- عاطفي
- روحي
- جسد
- شرع
وإن لم تصل إلى أبغض الحلال، فلا شك من كونها هشة مجردة من كل روح.
وتتوالى من ثم الويلات النفسية التي تقاسيها الزوجة، والتي تخالف كليًّا وجزئيًّا مبادئ الشريعة الإسلامية، ويكون ضحيتها نفوس مكلومة، وأطفال لا ذنب لهم، إلا سوء إختيار أكتشف مؤخرًا.
وقد تقرر كثير من الزوجات، ممن ضعف إيمانهم، وتناثرت مبادئهم، إلى تعويض فاقد المشاعر التي تعوزها من زوجها، وتقيم علاقات غير شرعية آثمة.
إقرأ أيضًا: الزوج الأناني وطريقة التعامل معه
في إطار الحديث عن إهمال الزوج لمشاعر زوجته لا بد أن يوضع حد لكل خطأ؛ لئلا يتفاقم، ولا بد من المبادرة بمعالجة الأمر أولًا بأول، أو الإنسحاب بإحترام في حال إستحالة العشرة.
شـاهد أيضًا..
متى يخاف الرجل من فقدان زوجته وخسارتها ؟!