أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل

تُعَدُّ أيام التشريق فترة تجلٍّ للعبادة والطاعة، حيث يُحتفى بها من خلال الأكل والشرب وذكر الله عز وجل،تمتد هذه الأيام على مدى ثلاثة أيام تبدأ من الحادي عشر حتى الثالث عشر من شهر ذي الحجة،تُعتبر هذه الفترة بمثابة استمرارية لعيد الأضحى، وتنتهي مع غروب شمس اليوم الثالث عشر، حيث تُختتم شعائر الحج والأضاحي،تمثل هذه الأيام لحظات عبادة وشكر لله تعالى، خاصة بعد إتمام مناسك الحج من قبل الحجاج، وتُتيح الفرصة للغير لأداء الطاعات والتقرب إلى الله.

أسباب تسميتها بأيام التشريق

تعود تسمية أيام التشريق إلى كونها تلي يوم عيد الأضحى، حيث تبدأ من اليوم الحادي عشر وتنتهي في اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة،وقد ذُكرت هذه الأيام في السورة المباركة “البقرة”.

قال الله تعالى {وَذَكِّرُوا اللَّهَ أَيَّامًا مَـعْدُودَاتٍ…}

أعمال الحجاج في أيام التشريق

يُعتبر شهر ذو الحجة شهر أداء فريضة الحج، حيث يتوجه الحجاج لزيارة بيت الله الحرام،فيما يتعلق بأعمالهم في أيام التشريق، فهي كالتالي

في اليوم الأول، والذي يوافق الحادي عشر من شهر ذي الحجة، يعود الحجاج إلى منى لأداء رمي الجمرات الثلاث، حيث يبدأ وقت الرمي بعد زوال الشمس،يتعين على الحاج رمي سبع حصيات لكل من العقبة الصغرى والوسطى والكبرى،بعد إتمام الرمي، يكون من الواجب على الحجاج المبيت في منى.

أما في اليوم الثاني من أيام التشريق، والذي يوافق الثاني عشر من ذو الحجة، يتكرر رمي الجمرات،ويُسمح للحجاج بالمغادرة إلى مكة قبل غروب الشمس (طبقًا لمذهب الشافعية) أو قبل فجر اليوم التالي (طبقًا للمذهب الحنفي)،ومن لا يستطيع المغادرة، يجب عليه المبيت في منى ورمي الجمرات في اليوم الثالث.

فيما يتعلق باليوم الثالث، والذي يوافق الثالث عشر من ذو الحجة، يتوجب على الحجاج رمي الجمرات،يعد هذا اليوم نهاية لفريضة الحج، حيث يُمنع البقاء في منى بعده، ويلزم الحاج بالتوجه إلى مكة.

أنشطة غير الحجاج في أيام التشريق

أما غير الحجاج، فإن أيام التشريق تمثل أوقات عبادة وطاعة وذكر لله، وتُعَدّ أفضل الأعمال خلالها تكبير الله وذكره وشكره على النعم.

حكم صيام أيام التشريق

يُعتبر صيام أيام التشريق محرمًا، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأيام هي أيام للأكل والشرب وذكر الله،لذا، يُمنع الصيام في هذه الأيام،وقد جاء في الحديث عن نبيشة الهذلي رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “أيام التشريق أيام أكل وشرب.”

صيام اليوم الثالث من التشريق

اليوم الثالث من أيام التشريق، والذي يوافق الثالث عشر من شهر ذي الحجة، يُعتبر جزءًا من أيام التشريق، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم حكم صيامها،يُمكن التنبيه على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن صيام خمسة أيام، وهي أول أيام عيد الفطر، وأول أيام عيد الأضحى، وأيام التشريق الثلاثة.

فضل صيام أيام البيض

تجدر الإشارة إلى أن الأيام البيضاء ليست هي أيام التشريق، فهي تتعلق بالأيام الثلاثة من كل شهر عربي (الثالث عشر، الرابع عشر، والخامس عشر)،وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيام هذه الأيام، نظرًا لفضلها الكبير وأجرها العظيم،يعتبر الصيام من أفضل العبادات التي تقرب العبد من الله، كما أنه يساعد في كبح الشهوات وتأديب النفس.

لقد ذكرت الأحاديث الشريفة فضل صيام هذه الأيام، مُبينًا أنها تُعادل أجر صيام الدهر.

  • قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزيه.”
  • وقال أيضًا “صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وهي الأيام البيض الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر.”
  • وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال “وعليك أن تصوم ثلاثة أيام كل شهر، فإنها بمثابة العمل الصالح.”

ختامًا، يُمكن القول بأن أيام التشريق تتسم بأهميتها كفترة للعبادة والأكل والشرب وذكر الله، وقد أوضحنا تفاصيلها من خلال هذا المقال للذين يرغبون في الاستزادة بمعلومات حولها.

Scroll to Top