علم الخرائط
علم قائم بحد ذاته يهتم بتسليط الضوء على الخريطة ودراستها ورسمها، ويمتاز بأنه مواكب لكافة التطورات التي طرأت في الآونة الأخيرة على الخرائط، وتتمثل التطورات بتوظيف وتسخير البرامج الحاسوبية في رسم الخرائط بدقة وجودة عالية، كما يصار إلى تدقيقها ومعالجة الأخطاء فيها بكل فعالية بالاعتمادِ على علمِ نظم المعلومات الجغرافية GIS، ويستخدم روّاد هذا العلم عادةً عددًا من البرامج الهامة منها MapInfo وأيضًا برنامج ArcGIS.
يعتبر المسلمون من أوائل الروّاد المهتميّن بالخريطة وكيفية رسمها وتفاصيلها، فقد تزامن هذا الاهتمام مع انتشار الدعوة الإسلامية؛ فتطلب ذلك ضرورةً ملحة الإتيان بأوصاف دقيقة للأرض سواء كانت برًا أو بحرًا، فكانت القياسات الفلكية والرياضية أهم الأسس التي اعتمد عليها المسلمين في رسم الخرائط.
إقرأ: أشهر إسهامات علماء المسلمين في الفلك
تعريف الخرائط
Maps، هي عبارة عن تصوير تفصيلي للكرة الأرضية أو جزء جغرافي منها، وتختلف جذريًا عن الصور الجوية بأنها تقدم معلومات واضحة جدًا للمناطق الجغرافية وتكشف عنها بدقة، ويمكن رسم الخريطة بواسطة مجموعة من القواعد البيانية الجغرافية التي تتضمن معلومات دقيقة حول موقع جغرافي معين، وقد تعددت تعريفات الخرائط بين علماء الجغرافيا، فقد قال العالم F.Joly بأنها عبارة عن تمثيل هندسي دقيق لبعض الأوضاع والظواهر الطبيعية التي قد تكون إما محسوسة أو مجردة، كما أنها تمثيلًا دقيقًا مبسطًا ومسطحًا وتوضيحيًا لفضاء يتسم بوضوح ملامحه وبروزها مع توضيح أبعاد العلاقة القائمة بين العناصر التي يتألف منها الفضاء المرسوم.
أنواع الخرائط
تنقسم الخرائط إلى عدةِ أنواع، وهي:
- الخريطة المناخية، يكمن الهدف من رسم هذا النوع من الخرائط بتحديد الأقاليم المناخية وما يسود فيها من ظواهر مناخية؛ فتكشف عن طريقة توزيع العوامل الجوية (الحرارة والضغط الجوي والرياح والأمطار).
- الخريطة الإنسانية، تكشف الكيفية التي يتوزع بها البشر فوق الكرة الأرضية، وتوضيح المناطق التي تشهد اكتظاظ وكثافة سكانية.
- الخريطة التضاريسية، ترصد هذه الخريطة طبيعة التضاريس المنتشرة في منطقة جغرافية محددة، كالجبال والسهول والأودية والتلال والهضاب.
- الخريطة الاقتصادية، تكشف بكل فاعلية عن مواطن توزع الثروات بمختلف أنواعها في المناطق الجغرافية.
- الخريطة السياسية، يأتي هذا النوع لغايات تحديد مواقع الدول وحدودها من خلال منح كل دولة لون محدد يميزها عن شقيقتها.
إقرأ أيضاً: هل الأبراج علم، أم دجل وشعوذة ؟
أهمية الخرائط
- تقديم وصف دقيق للعلاقة بين الإنسان والبيئة التي يعيش فيها.
- رصد المسافات الباعدة بين المواقع الجغرافية.
- تقديم صورة مرئية واضحة للمواقع ككل وبشكلٍ جزئيٍ أيضًا.
- أداة تعليمية فعالة في دراسة الأرض والتعرف عليها عن قُرب.
- تشكيل صورة ذهنية للإنسان حول طبيعة مكان ما.
- قيام الخرائط بترجمة المواقع الجغرافية ذات المسافات الشاسعة إلى صور مصغرة دقيقة.
- تسهيل فهم واستيعاب طبيعة الأرض والمواقع المنتشرة فوقها.
- إيصال المعلومة الجغرافية للمستخدم بأسهل الطرق وأكثرها وضوحًا.
عناصر الخرائط الأساسية
تمتلك كل خريطة مجموعة من العناصر التي تسمح لمستخدميها بسهولة استخدامها، وهذه العناصر تتمثل بما يلي:
- عنوان الخريطة، مثل الوصف أو الدليل الأولي المعبر عن نوعية الخريطة والهدف الكامن خلف المجيء بها، ويجب أن يتسم بالإيجاز والقصر.
- مقياس الرسم، يشغل موقعًا في الزاوية السفلية اليسرى من الخريطة، أما لجى الكاتوكراف فإنه يقع في الناحية اليمنى أو المنتصف، ويمكن أن يكون كتابيًا أو رقميًا أو حتى خطيًا.
- مفتاح الخريطة، ويتمثل بمجموعة من الرموز الموجودة داخل الخريطة، ويدل كل رمز إلى دلالة محددة، ويشار إلى أنه كلما ازداد المقياس كبرًا كلما كان عدد الرموز أقل.
- اتجاه الشمال الجغرافي، ويتخذ من الجهة الشمالية نقطة محددة لرصد الاتجاهات.
إطار الخريطة. - الإحداثيات، وتنقسم أنواع الإحداثيات في الخرائط إلى تربيعية وكروية، حيث تظهر خطوط الطول ودوائر العرض بشكلٍ جلي فيها.
- جهة الإصدار وسنة التحرير، وتكون في الجزء السفلي من الخريطة.
شـاهد أيضاً..
الخرائط… من اللوحات الطينية إلى صور الأقمار الصناعية