أمرٌ يبث الحزن في القلوب إختفاء أشخاص للأبد دون معرفة مصيرهم أو أي مبرر، تبدأ مشاعر الحزن بالاجتياح تدريجيًا بعد إنقطاع الأمل من العثور على المفقودين بغض النظر عن الظرف، إلا أن ما يثير القلق والخوف أكثر هو فقدان جماعات وأعداد كبيرة من الناس دون وجود أي مبرر حقيقي لذلك، كأن تختفي وتندثر حضارة عن بكرةِ أبيها دون أن تخلف أي أثر إطلاقًا،،
وقد سُجلت حالات إختفاء جماعية في التاريخ ما زالت تحيط بها علامات الاستفهام، وفي هذا المقال نستعرض مجموعة من أغرب حالات إختفاء جماعية في التاريخ وحالات فردية أخرى أيضًا.
أغرب حالات إختفاء جماعية في التاريخ
اختفاء سفينة SS WARATAH
تعتبر حادثة إختفاء سفينة SS Wartah واحدة من أغرب حالات إختفاء جماعية في التاريخ، حيث شقت السفينة طريقها في عرض البحار القاسية للعودةِ من “ملبورن الأسترالية” نحو “كيب تاون” في أفريقيا في اليوم 26 من شهر يوليو سنة 1909م، وفي تتبع سير هذه السفينة ومجريات الاختفاء الآتي:
- الانطلاق في الساعة الثامنة صباحًا من ميناء “ملبورن” الأسترالي.
- ملاحظة أمور مريبة وأوضاع غير سليمة من قِبل أحد الرُكاب وهو المهندس “كلود سوير”، الذي فضل البقاء في “ملبورن”.
- حمولة السفينة تجاوزت 200 شخص ما بين ركاب وطاقم.
- المهندس “كلود سوير” قدم وصفًا دقيقًا لوضعية السفينة برسالة لزوجته، مؤكدًا أن حمولتها ثقيلة جدًا.
- التقاء سفينة SS Watarah بسفينة Clan McIntyre صدفةً، وتبادلت السفن الإشارات قبل اختفاء الأولى، ثم تلاشت الإشارات تمامًا والسفينة أيضًا.
- ربان سفينة Clan McIntyre أكد بأن سفينة SS WATARAH قد واجهت عواصف عنيفة وتيارات مائية عاتية، بدأت الجثث والحطام بالانتشار فوق سطح الماء، ثم اختفاء تام لكل ذلك.
تعددت الأقوال بأن لغز الإختفاء تم حله في الثمانينات على يد بعثة متخصصة برئاسةِ “كلايف كوسلر”؛ إلا أن الحقيقة هي أن السفينة التي تم العثور عليها واحدة من سفن الحرب العالمية الثانية وليست سفينة SS WATARA حقًا.
اختفاء مدينة أزتلان الهندية AZTALAN INDIANS
تشير سطور التاريخ إلى وجودِ مدينة قديمة تدعى “أزتلان” في المناطق الجنوبية الوسطى من ولاية “ويسكونسن” فوق ضفاف نهر “كروفيش”، إلا أن المدينة قد تلاشت تمامًا سنة 1300م؛ إذ صنفت ضمن قائمة حالات إختفاء جماعية سجلها التاريخ.
ويشار إلى أن المنطقة قد كانت موطنًا لعددٍ يصل إلى 500 شخص اختفوا فجأة مع مدينتهم دون أي أثر، وقد كشفت مجلة “ويسكونسن ناتشورال ريسورس” في مقالٍ نشرته في إحدى أعدادها عن وجود بعض الأدلة التي تؤكد أن هناك مجموعة من الأسباب تقف خلف اختفاء هذه المدينة منها انعدام الموارد وممارسة العنف من قبل المستوطنات الأمريكية بحق سكانها، بالإضافة إلى الجفاف، ومن المعلومات حول هذه المدينة:
-حملت المدينة تسمية “أزتلان” بأمرٍ من مستوطني “ويسكونسن” بعد إكتشافها سنة 1836م.
-جاءت تسمية المدينة أزتلان انطلاقًا من إيمان الأهالي بأن سكان المدينة الأصليين ينحدرون من أصولٍ تعود إلى الأزتيك.
حادثة Flying Tiger Line Flight 739
تعتبر حادثة إختفاء الطائرة FLYING TIGER LINE FLIGHT 739 في اليوم السادس عشر من شهر مارس سنة 1962م واحدة من أغرب حالات إختفاء جماعية أثارت فضول التاريخ بأسره،
حيث إنطلقت الطائرة التابعة لشركة “لوكهيد سوبر كونستليشن” من الولايات المتحدة الأمريكية نحو فيتنام، وكانت تحمل على متنها 96 من الأفراد العسكريين، ووفق مخطط سيرها فقد كان من المتوقع لها التزود بالوقود في قاعدة “ترافيس” الجوية في كاليفورنيا؛ إلا أنها عند اقلاعها من جزيرة “غوام” كانت قد بدأ المخططات بالتغير تدريجيًا خلال طريقها إلى محطة الوقود الأخيرة في الفلبين.
وقد كشفت المعلومات الواردة في التقارير حول حادثة الاختفاء هذه بأن الكابتين الطيار قد طالب بتغيير غير مبرر بالارتفاع ما بين 10.000-18000 قدم، كانت الطائرة قد قطعت نحو ساعتين من مجمل وقت الرحلة، ومنذ تلك اللحظة توقف المعلومات والإشارات من هذه الطائرة، والدلائل تشير إلى احتمالية انفجارها نظرًا لرصدِ انفجار قد لوحظ في الأجواء في مسير الرحلة التقريبي، إلا أن ذلك مازال غير مؤكد لعدم تلقي أي إشارات للاستغاثة، كما أنه لم ترد أي إبلاغات عن وجود مشاكل ميكانيكية في الطائرة، وما يثير الدهشة حقًا أنه لم يتم العثور على أيٍ من حطام الطائرة، وقد صدرت الأوامر بإنطلاق أكبر عملية للبحث والإنقاذ في تلك الفترة لتصبح منذ ذلك الوقت ضمن قائمة أغرب حالات اختفاء جماعية في التاريخ.
اختفاء الرحلة 19
الرحلة 19 واحدة من أغرب رحلات الإختفاء التاريخ وفي مثلث برمودا أيضًا، وفي المعلومات الدقيقة حول هذه الحادثة:
-انطلقت الرحلة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ببضعة أشهر، وتحديدًا في شهر ديسمبر سنة 1945م.
-الطائرة 19 واحدة من خمسة قاذفات أمريكية خرجت لغايات التدريب، وقد اختفت الطائرة بعد أن نُفِذت عمليات التدمير بالقنابل بنجاح في جزيرة البهاما.
-اختفاء الرحلة 19 قد جاء على هامش حدوث خطأ في تحديد طريق العودة نظرًا لصعوبة الجو وانتشار الضباب.
أطلقت أمريكا بعد ساعات قليلة من حادثة الاختفاء رحلة بحث وإنقاذ ضخمة للغاية، فقد انطلقت مئات الطائرات والسفن للبحث عن الرحلة على مسافةِ 200 ألف ميل، وقد باءت المحاولات بالفشل الذريع.
حالات إختفاء جماعية غامضة
إختفاء سكان مستعمرة رونوك
-مستوطنة من أوائل المستوطنات الناشئة في إنجلترا، وقد سجلت واحدة من أغرب حالات اختفاء جماعية في التاريخ.
-الفضل في استكشاف مستوطنة مستعمرة “رونوك” يعود إلى “جون وايت”، وقد خرج منها لطلب المعونة والإمدادات من قارة أوروبا.
-الدهشة كانت رفيقة ملامح جون وايت عند عودته إلى المستعمرة، فقد كانت فارغة تمامًا من السكان.
-الأشياء الوحيدة التي بقيت في مستعمرة رونوك هي هيكل عظمي واحد، وشجرة كُتِب على جذعها “CROATOAN“.
تتعدد الأراء والتحليلات بأن سكان مستعمرة رونوك قد قضوا باعتداءٍ من قبيلة كرواتية تعيش في الجهة الجنوبية من المستوطنة سنة 1587م.
إختفاء طاقم سفينة ماري
-إنطلقت سفينة ماري محملة بـ1700 برميل من الكحول الصناعية وسبعة أفراد فقط سنة 1872م.
-عُثِر على السفينة تجوب المياه قبالة سواحل “جزر الأزور”، وتحديدًا على بُعدٍ يصل إلى 740 كيلو متر خالية تمامًا من الطاقم.
-توجهت الأفكار إلى احتمالية تعرض السفينة للقرصنة؛ إلا أن ما بدد هذه الفكرة هو وجود الحمولة كاملة دون نقصان، إلا أن العنصر البشري هو الوحيد المفقود منها!.
حالات إختفاء فردية
إختفاء جندي
قصة مريبة للغاية تتشابه مع أفلام الرعب، تتمثل باختفاء جندي متقاعد يدعى “تيتفورد” من مقعده في حافلة كانت تتجه نحو “بينيغتون” بعد أن كان في زيارة في منطقة “فيرمونت” لدى أقاربه، وكان قد وضع حقائبه على المقعد المجاور له وجلس في مقعده،
دخل “تيتفورد” بسباتٍ عميق إلى أن وصلت الحافلة إلى المحطة الأخيرة وقد نزل كل من في الحافلة باستثناء “تيتفورد” الذي اعتقد الجميع بأنه نائم؛ إلا أن الأمر الصادم كان عدم وجوده أساسًا في مقعده بالرغم من وجود حقائبه في مكانها، وقد أجمع 14 راكبًا على مشاهدته نائمًا بعد أن انطلقت الحافلة، وقد اختفى تمامًا منذ ذلك الوقت، وكان ذلك في شهر ديسمبر سنة 1949م، ففي الواقع ليست حالات اختفاء جماعية وحدها المخيفة، بل أيضًا الحالات الفردية مريبة أيضًا.
اختفاء البحار أوين بارتفيت
في سياق الحديث عن حالات إختفاء جماعية في التاريخ؛ لا بد أيضًا للتطرق لبعض الحالات الفردية، اعتاد هذا البحار على الطواف حول البلاد شمالًا وجنوبًا في إنجلترا منذ ريعان الشباب، وقد عُرف بأنه لص مجرم محتال، وقد ألمت به جلطة حادة عند بلوغه سن التسين جعلت منه جليس الكرسي المدولب مدى حياته،
وقد وقعت مسؤولية العناية به على عاتق شقيقته لتدفعه للجلوس على الشرفة قبل غروب الشمس للاستمتاع بالأجواء، وفي يوم من الأيام اختفى الرجل من الشرفة سنة 1763م بعد أن أجلسته شقيقته في الشرفة وتوجهت لإنهاء الأعمال المنزلية،
فعندما عادت إليه في تمام الساعة السابعة مساءًا كان قد اختفى تمامًا باستثناء معطفه وكرسيه المدولب، وما يثير الدهشة أنه كان ستينيًا مقعدًا عاجزًا تمامًا عن الحركة.