يمثل استهلاك الإنسان للأطعمة المتنوعة جزءًا أساسيًا من حياته اليومية، حيث تحتوي هذه الأطعمة على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية، بعضها مفيد للصحة بينما يمكن أن يكون البعض الآخر ضارًا أو حتى سامًا،من بين هذه العناصر، نجد الزيوت والدهون، والتي تنقسم إلى نوعين رئيسيين الدهون المشبعة وغير المشبعة،وعند النظر إلى ملصقات الطعام، نلاحظ استخدام مصطلح “مهدرجة” بشكل متكرر،تشير عملية هدرجة الزيوت إلى إضافة ذرات الهيدروجين إلى جزيئات الدهون السائلة غير المشبعة، ويتم ذلك عادةً من خلال تسخين الزيوت الطبيعية مثل زيت عباد الشمس أو زيت القطن أو زيت فول الصويا.
أسباب استخدام الزيوت المهدرجة
تلجأ شركات الأغذية إلى عملية هدرجة الزيوت بهدف تعزيز العمر الافتراضي للمنتجات الغذائية،تساهم هذه العملية في تقليل التكاليف وتمنح المنتجات قوامًا أكثر كثافة، كما تعمل على تحسين الطعم والنكهة، مما يعود بالنفع المالي على الشركات،ومن أبرز فوائد الزيوت المهدرجة
- صناعة المواد الغذائية تساعد الزيوت المهدرجة في الحفاظ على جودة الأطعمة لفترات طويلة، مما يُمكنها من البقاء في الأسواق لفترات تمتد لأكثر من ستة أشهر دون أن تتعرض للتلف.
- تكرار استخدام الزيت يمكن استخدام الزيت المهدرج عدة مرات أثناء القلي دون التأثير على طعم الطعام، مما يُعتبر تكلفة أقل لمصنعي الأغذية.
- جودة المنتج تسهم الزيوت المهدرجة في الحفاظ على نضارة الطعام، حيث لا تحتاج إلى تخزينها في الثلاجات، مما يُقلل من تكاليف الشحن.
الزيوت المهدرجة وآثارها الجانبية
تدخل الزيوت المهدرجة في العديد من المنتجات الغذائية الشهيرة، ومنها
- الوجبات السريعة، التي تعد من أبرز الأطعمة المحتوية على الزيوت المهدرجة.
- المعجنات والحلويات.
- بعض أنواع الخبز والبسكويت ورقائق البطاطس المقلية.
- بعض أنواع الكريمة المستخدمة في تزيين الحلويات.
تحمل الزيوت المهدرجة نسبة عالية من الدهون غير المشبعة المهدرجة التي قد تشكل خطرًا على صحة الإنسان، حيث تسهم في زيادة فرص الإصابة بأمراض القلب، وترفع من احتمال حدوث حالات مزمنة مثل الجلطات،كما قد تزيد من مخاطر الإصابة بالخرف، وتعتبر الدهون الضارة غير صحية عند الاستهلاك المفرط،في هذا السياق، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قرارًا منذ يناير 2025 يمنع إنتاج الزيوت المهدرجة، نظرًا لخطورتها الصحية.
منع الزيوت المهدرجة
أوصت منظمة الصحة العالمية بتقليل استهلاك الزيوت المهدرجة قدر الإمكان، لتفادي المضاعفات الصحية المرتبطة بها،ومن الطرق الممكنة لتجنب هذه الزيوت
- قراءة الملصقات الغذائية بعناية للتعرف على كمية الزيوت المهدرجة الموجودة في المنتجات.
- تجنب الأطعمة الجاهزة، والمعجنات، والحلويات، وخصوصًا تلك التي تحتوي على دهون مشبعة.
- تفضيل الطهي في المنزل لتقليل استهلاك الأطعمة المعلبة.
- استبدال الزيوت المهدرجة بزيوت نباتية صحية مثل زيت الزيتون وزيت الأفوكادو.
- إدخال وجبات صحية في النظام الغذائي، مثل المكسرات قليلة الملح، والخضروات، والفواكه، والزبادي الطبيعي.
بدائل الزيوت المهدرجة
على الرغم من اعتقاد البعض أن الزيوت المهدرجة مثل السمن النباتي أو المارجرين أقل ضررًا من الدهون الحيوانية، إلا أن الدراسات الطبية توضح عكس ذلك،لذا يُنصح باستخدام بدائل صحية، وهي كالآتي
- السمن البلدي والزبدة للاستخدام في أغراض الطهي.
- زيت الزيتون اختيار جيد للطهي، لكن يُفضل عدم تعريضه لدرجات حرارة عالية.
- زيت جوز الهند يُعتبر خيارًا صحيًا يدعم الصحة العامة.
- زيت اللوز غني بمضادات الأكسدة المفيدة للصحة.
- زيت الأفوكادو يحتوي على العديد من مضادات الأكسدة، ويساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار.
- زيت عباد الشمس يُعتبر دهونًا أحادية غير مشبعة صحية.
- زيت الكانولا يحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن المفيدة.
- زيت بذور الكتان غني بالأحماض الدهنية التي تساعد في تقليل مخاطر الأمراض القلبية.
ختامًا، تناولنا في هذا المقال مفهوم الزيوت المهدرجة، وآثارها الصحية السلبية، بالإضافة إلى بدائلها الصحية المناسبة،ونأمل أن يكون هذا المقال قد أفاد القراء في اختيار خيارات غذائية أكثر صحة.