ضّج التاريخ بالكثير من الشخصيات التي تركت بصمة واضحة في سطوره، حيث صنّفت ما بين الأسوأ والأفضل سواء كانوا قادة أو جنرالات أو غيرهم، ونظرًا لكثرة تلك الشخصيات، فسنتحدث في هذا المقال عن أسوأ 9 جنرالات عسكرية في التاريخ:
أسوأ 9 جنرالات عسكرية في التاريخ:
1- جيدون بيلو “Gideon Pillow”
قد يصعب حصر أسوأ جنرالات في التاريخ في هذه السطور القليلة فحسب، إلا أن الجنرال جيدون جونسون بيلو من أبرزهم، حيث يعتبر هذا الجنرال الكونفدرالي من أبرز الشخصيات في الحرب الأهلية الأمريكية، كما قد برز في الحرب المكسيكية الأمريكية أيضًا، وتشير المعلومات إلى أن الحروب الأهلية التي قادها قد ساهمت في إزهاق أرواح الكثير من السكان خلال الاشتباكات، ولا بد من التنويه إلى أنه صُنّف ضمن قائمة الجنرالات غير المهرة على الإطلاق، فقد أثبت فشله الذريع في كل الحروب التي شارك بها سواء الحرب المكسيكية الأمريكية أو غيرها؛ فقد ساهم فشله وسوء تنظيمه إلى جعل الانتصار الأمريكي مؤكدًا بشكل مدوي، أما لقب الجنرال فقد حصل عليه من صديقه جيمس وليس بفضل جدارته، وما زاد من الإصرار على تصنيفه ضمن أسوأ جنرالات عسكرية في التاريخ هو ما قام به من فرار وهروب خلال خطة الدفاع عن مسقط رأسه؛ وتسبب بخسارة فادحة بتركه قيادة 1500 جندي دون الاكتراث لأمرهم.
2- فرانسيسكو سولانو لوبيز “Francisco Solano López”
إن كنت ترغب بمعرفة رؤية اسم هذا الرجل بين قائمة أسوأ جنرالات عسكرية في التاريخ؛ فمن الممكن مراقبةِ الموقع الجغرافي لدولة البارغواي في أمريكا الجنوبية على الخريطة، ومشاهدة ما يحدها من المناطق الشاسعة في الأجزاء الشمالية والجنوبية منها؛ فكل هذه المناطق قد خسر هذا الجنرال أمام قادتها وحكامها المعارك، وبحكم آرائه وما يقدمه من استشارات لنجله الأكبر لوبيز الذي خصص له قيادة الجيوش؛ فقد وقعت البلاد في حربٍ دامية مع دولة البرازيل، وقد حفز نجله أيضًا على إعلان الحرب ضد الأرجنتين عندما أغلق حدودها أمام جيوش البارغواي ومنعها من المرور من أراضيها، ومن حربٍ إلى أخرى أدت إلى تشكيل الدول المجاورة لتحالف ثلاثي دولي وشن الحرب على الدولة في سنة 1865م، وعلى هامشِ هذه الحروب فقد قُتل الشعب وتعرض للتنكيل والتعذيب؛ وتشير المعلومات إلى عدد سكان بارغواي قد تراجع بشكلٍ كبير نتيجة مقتل الرجال، كما أقدم الجنرال على إعلان قرار الإعدام للمئات من الأشخاص من بينهم أشخاص من أسرته، ومع حلول شهر مارس سنة 1870م تعرض للاغتيال.
3- دوغلاس هيج “Douglas Haig”
أقدم الجنرال العسكري البريطاني هيج على اتخاذ قراره في خوض المعركة الأولى له في مطلع شهر يوليو سنة 1916م على خلاف الخطط العسكرية التي اتبعها الجنرالات السابقين له، وقد جاء ذلك بمشاركةِ 20 ألف جندي للقتال، وقد تعرضت أعداد كبيرة من الجيوش البريطانية للقتل في أول يومٍ من الهجوم فقط، وقد تضاعفت الخسائر تدريجيًا كلما مر الوقت أكثر، وقد ازدادت رقعة المعاناة لتشمل المنطقة الجغرافية كاملةً؛ وبالرغم من ذلك فقد أصّر هيج على عدم إجراء أي تغيير في الخطة التكتيكية للجيوش؛ وقد استمر في خطته التي وفق اعتقاده أنها الأفضل لإلحاق الهزيمة بألمانيا، وقد ترتب على ذلك أكثر من 420 ألف قتيل في المعركة، وفي آخر معركة له خسر مجددًا نحو 275 ألف جندي في سنة 1917م، ومنذ ذلك الوقت فقد اقترنت عبارة “الأسود التي تقودها الحمير” بشكلٍ وثيق مع الجيش البريطاني، ألا يستحق أن يكون واحدًا من أسوأ الجنرالات العسكرية في التاريخ؟
4- الجنرال إريش لودندورف “Erich Ludendorff”
بذل القائد العسكري الألماني لودندورف الكثير من الجهود للانتصار في المعارك؛ إلا أنه من المؤسف أن الهزائم تلحق به واحدة تلو الأخرى، ويذكر بأنه كاد أن يحقق انتصارًا على الروس بالتعاونِ مع فول فون هيندنبورغ؛ إلا أن الجيش قد تعرض للضعف فيما بعد في الجبهة الغربية، وقد وضعت الحرب أوزارها بالاتفاق بعدم تجاوز ألمانيا لحدودها وعدم استفزاز فرنسا نهائيًا، ويشار إلى أن لوندردوف قد أقدم مجددًا على خطة الهجوم على الجبهة الغربية بدعمٍ من الولايات المتحدة الأمريكية؛ إلا أن عدم قدرته على رسم أبعاد خطة استراتيجية تسبب بفشله بشكلٍ كبير من تحقيق الانتصار؛ وبالتالي صنع فكرة لدى الغالبية العظمى من الدول أن أمريكا لديها القدرة على تشكيل جيوش بسرعة فائقة أكثر من قدرة ألمانيا على إنتاج الرصاص وإطلاقه، وقد أفضى ذلك إلى شل حركة ألمانيا وفقًا لمعاهدة فرساي.كما ساهم في إلحاق الخراب بالجمهورية بشتى الطرق حتى اعتبر متورطًا بتدهور أوضاع البلاد.
5- جورج ماكليلان “George McClellan”
بالرغم مما عُرف به جورج ماكليلان من عظمة وكفاءة كبيرة في تقييم الخدمات اللوجيستية للجيوش، وإنجازات خلال توليه منصب رئاسة الهندسة لسكك الحديد المركزية في إلينوي وما حققه من تطورات للجيوش؛ إلا أنه قد بقي بعيدًا عن خط القتال المباشر بعدًا كبيرًا؛ وقد برز ذلك من خلال تضخيمه للأمور فيما يتعلق بأعداد القوى المقاتلة من العدو والتقهقر عن القتال، وقد اعتُبِر ذلك أمرًا مشينًا بالنسبةِ لقائد عسكري في منصبه، وما زاد من مساوئه في ذلك هو ما قام به من سوء في تنفيذ الخطة الخاصة بجيوش حملة شبه الجزيرة في الفترة التاريخية ما بين أبريل وحتى شهر يوليو سنة 1862م، وقد وُصِف الأمر بأنه مهزلة حقيقية، كما تم عزله من منصب قيادة الجيش في حرب الأيام السبعة سنة 1862م بأمرٍ من القائد العسكري لي، ومنذ ذلك التاريخ قد حقق مكليلان الكثير من الخسائر ما جعله من أسوأ جنرلات عسكرية في التاريخ.
6- بيير تشارلز فيلنوف “Pierre Charles Villeneuve”
مّرت حياة الجنرال بيير تشارلز فيلنوف بعدةِ محطات جعلت منه جنرال ضمن قائمة أسوأ جنرالات عسكرية في التاريخ، ومن أبرز هذه المحطات:
- الفرار من أرض المعركة في معركة النيل، وكانت هذه التجربة الأولى له قتاليًا في تاريخه.
- الوقوع في الأسر البريطاني بالتزامنِ مع سقوط الجزيرة، ثم تولى القيادة العليا بعد إطلاقِ سراحه.
- عصيان الأوامر والتخطيط سرًا لتأسيس قوة بحرية للهيمنة على القناة الإنجليزية بغية الهجوم على البر البريطاني.
- تعطيل وعرقلة مخطط سير جيوش نابليون خلال تقدمه لغزو بريطانيا عبر القناة الإنجليزية نتيجة عودة أسطول نيلسون.
- التسبب بانتصار نيلسون في معركة ترافلغار بعد أقدم على التخلي عن أسطوله؛ وقد خسر بذلك نحو 20 سفينة.
- الانتحار خوفًا من نابليون، وذلك لما جاء به من أفعال مشينة للجيوش ولبلاده بأسرها.
إقرأ أيضاً: تعرف على أسلحة الحرب العالمية الأولى
7- أنطونيو لوبيز دي سانتا آنا “Antonio López de Santa Anna”
أما الجنرال المكسيكي الأصل أنطونيو لوبيز دي سانتا آنا فقد قدّم كل الأدلة والبراهين لإثبات أنه من أسوأ جنرالات عسكرية في التاريخ، ومن أبرز ما جاء به:
-الخيانة لكافة الأطراف المشاركة في إحدى المعارك التي خضع بها للحصار لمدة 13 يومًا، حيث كانت الخيانة الوسيلة الوحيدة للنجاة.
-اعتلاء سدة الحكم وتولي حكم المكسيك من خلال خيانة بلاده والتعاون مع الحلفاء.
-الوقوع بالأسر بعد إلحاق الهزيمة بجيوشه في معركة سان جاسينتو، وقد أُطلق سراحه بعد أن تم التعاون مع الولايات المتحدة كوكيل رسمي.
-تولي قيادة القوات المكسيكية بأمرٍ من القوات الأمريكية، وتم نفيه مجددًا على هامشِ عدة أعمال أدت إلى ذلك.
8- الجنرال الأمريكي ويليام هال “William Hull”
سطع نجم الجنرال ويليام هال بالسوء والسمعة السيئة بعد أن أقدم على العديد من الممارسات والأنشطة التي جعلته من أسوأ جنرالات عسكرية في التاريخ، ومنها:
- الفشل الذريع في ضبط ولاية ميشيغان خلال توليه منصب الحاكم فيها.
- الهزيمة والفشل بالدفاع عن ميشيغان وغزو كندا بعد أن تم تكليفه بمنصب القائد العام سنة 1812م.
- الخوف والجبن من المضي قدمًا في غزو كندا، وجاء ذلك نتيجة حدوث العديد من الأمور حوله ومنها الفشل في فرض
- السيطرة على فورت مالدن.
- الانسحاب والتراجع بعد التعرض للهجمات من العدو وشن الغارات عليه.
- الاستسلام دون إطلاق الرصاص نهائيًا، بالرغم من إمداده بألفي جندي على الأقل.
9- الجنرال كوينتس سرفيليوس كابيو “Quintus Servilius Caepio”
لا يمكن تجاوز قائمة أسوأء جنرالات عسكريين في التاريخ دون ذكر كايبيو، حيث كان واحدًا منهم بجدارة بناءًا على ما قام به من تصرفات، ومن أهمها:
- الرفض القطعي للامتثال لأوامر الضابط الأعلى القنصل جينيوس ماليوس ماكسيموس.
- الهجوم بشراسة على القبيلة الجرمانية Cimbri في الوقت الذي كان ماكسيموس يجري مفاوضات معهم، وكان ذلك في سنة 105 قبل الميلاد.
- التقهقر والفرار من أرض المعركة؛ فأدى ذلك إلى إلحاق الخسارة بالرومان بنحو 80 ألف جندي وأسلحتهم.
- السرقة والسلب لأكثر من 15 ألف كيلو من الذهب، فعُرف بأنه لص استثنائي ومحترف.
المصدر: Worst Generals in History
شـاهد أيضاً..