تجري في عالم الثقافة والقراءة شلالات من الكتب التي تحاكي مختلف ميادين الحياة؛ فمنها ما هو سياسي وإقتصادي وإجتماعي وعاطفي وديني وغيرها الكثير من الضروب، وبالرغم من ملايين الكتب المنتشرة حول العالم كدلالة قطعية على حرية الرأي والتعبير المطلقة الممنوحة لأصحاب الأقلام، إلا أنه مازال هناك قمعًا ملموسًا في حرية إبداء الرأي والتعبير بدلالة وجود كتب ممنوعة من التداول بعددٍ هائل، وفي هذا المقال سنتناول سويًا أهم كتب عربية ممنوعة من التداول والنشر.
إقرأ: قضية مسلمين الروهينجا وحقيقة المذابح بحقهم
الكتب الممنوعة في الوطن العربي
كثُرَت الكتُب المُدرجة تحت قائمةِ كتب ممنوعة من التداول في مختلف أنحاء العالم، ولكن يعتبر الأهتمام بالتعرفِ على الكتب الممنوعة في الوطن العربي أكثر أهمية بالنسبة لنا من الكتب الممنوعة عالميًا، وتاليًا أهم الكتب العربية التي مُنعت خلال فترات مختلفة إمتدت لأكثر من مئة عام، ولأسباب متنوعة، وفي دول عربية مختلفة:
كتاب وليمة لأعشاب البحر
أُدرج كتاب وليمة لأعشاب البحر، لمؤلفه الأديب السوري “حيدر حيدر” تحت قائمة كتب عربية ممنوعة من التداول بكل جدارة، فقد إحتوت صفحاته على تطاولًا لاذعًا على الذات الإلهية والسخرية من القرآن الكريم، وتتمحور أحداث هذه الرواية حول مناضل شيوعي عراقي فّر هاربًا إلى الجزائر ليلتقي هناك بإحدى المناضلات القديمات التي كشفت له حقيقة الأذى الذي لحق بالمناضلين القدامى.
كتاب فئران أمي حصة
أصدرت وزارة الإعلام الكويتية قرارًا جازمًا بوضع رواية فئران أمي حصة، للأديب الكويتي “سعود السنعوسي” ضمن قائمة كتب عربية ممنوعة من التداول سنة 2015م، وجاء ذلك بعد مضي أيامٍ قلائل على صدورها، وتتمحور أحداث الرواية حول ما شهدته الساحة الكويتية خلال الحرب العراقية الكويتية من تحولاتٍ سياسية عظيمة، وقد تطرّق الكاتب إلى مسائل سياسية حساسة تسببت في منع تداول روايته.
كتاب الحرب القذرة
لا يمكن التطرق إلى سيرةِ كتب عربية ممنوعة دون ذكرِ رواية الحرب القذرة، للكاتب الجزائري والضابط السابق “حبيب سويدية”، فقد كشف فيها عن فضيحة تواطؤ الحكومة الفرنسية والجزائرية معًا خلال الحرب الأهلية التي عاشتها البلاد في الفترة ما بين 1992 – 2002م، وأطلقت تسمية العشرية السوداء، على هذه الفترة الصعبة من حياة الجزائر، وقد كشف عن تفاصيل دقيقة هو إعدامات وتعذيب بالجملة دون إقامة المحاكمات أصلًا.
إقرأ: أسباب هجرة وفرار الشباب العربي الى دول أوروبا
كتاب نقد الخطاب الديني
أعتُبر كتاب نقد الخطاب الديني، من أكثر كتب عربية ممنوعة محاربةً وأوائلها، فقد قدّم الدكتور “نصر حامد أبو زيد”، كتابه هذا الذي يحتوي بين سطوره على توجيه إنتقادات لاذعة للتاريخ الديني الخاص بالمنطقة العربية، وقوبل هذا الكتب بإدراجه ضمن قائمة الكتب الممنوعة في الوطن العربي.
كتاب تحرير المرأة
يعتبر كتاب تحرير المرأة، للكاتب المصري “قاسم أمين” من أوائل كتب عربية ممنوعة من النشر في مصر، فقد لاقى كتاب تحرير المرأة رفضًا قطعيًا من المجتمع المصري بعد صدوره سنة 1889م، وأطلق أبناء المجتمع أحكامًا بضرورة قتل المؤلف لإعتباره مناديًا بضرورةِ تحرير المرأة ونزع حجابها، إلا أن المعلومات تشير إلى أنه قد أُسيء فهم الكتاب وتم تصحيح سوء الفهم بعد وفاة الكاتب بسنواتٍ طويلة.
كتاب الإسلام وأصول الحكم
أصدر عدد من شيوخ الأزهر في مصر بيانًا واضحًا مفاده إدراج كتاب الإسلام وأصول الحكم، ضمن قائمة كتب ممنوعة من النشر في مصر، وجاء ذلك بعد أن قدّم “الشيخ علي عبد الرزاق” مؤلف الكتاب وأحد شيوخ الأزهر، تصريحات تفيد بتبديد دعاوي أصحاب دعوة الخلافة وتوجيه بعض التهم لهم؛ فأثار ذلك غضب الملك فؤاد وبعض مشايخ الأزهر.
كتاب في الشعر الجاهلي
تمكن عميد الأدب العربي “طه حسين” من إثارةِ موجة من التساؤلات والجدل حول كتابه في الشعر الجاهلي، وتكشف أفكاره في كتابه هذا عن طعن صريح وواضح في القرآن الكريم، كما نسب العديد من الخرافات والأكاذيب، وقد أشتعلت أزمة كبيرة حول هذا الكتاب منعته من النشر في مصر.
إقرأ: هل الأبراج، علم أم دجل؟
-كتب أخرى ممنوعة في الوطن العربي:
- كتاب خواطر مصرحة، لمؤلفه الأديب محمد حسن عواد سنة 1926م.
- كتاب حتى لا تكون فتنة، لمؤلفه غازي القصبي سنة 1990م، يمس تيارات دينية في السعودية.
- حكاية العدامة، للمؤلف تركي الحمد سنة 2004م، تضمن الكتاب أسلوبًا تكفيريًا للكثير من الرموز السعودية والعربية.
- كتاب بنات الرياض، للأديبة رجاء الصانع سنة 2007م، مُنع من النشر لإعتباره يمس عادات وتقاليد المجتمع السعودي ويشوه صورته.
- كتاب أطياف الأزقة المشهورة، ثلاثية للروائي السعودي تركي الحمد.
- الكتابة خارج الأقواس، للأديب سعيد السريحي.
- كتاب أمير المؤمنين – الملكية والنخبة السياسية المغربية، للكاتب الأمريكي جون واتربوري.
- كتاب قضايا المرأة والفكر والسياسة، للكاتبة نوال السعداوي.
- كتاب فرسان بلا معركة، للمؤلف الصادق النيهوم.
- كتاب في الثقافة السياسية، للأديب حسن حنفي.
- رواية أولاد حارتنا، للروائي والأديب الكبير نجيب محفوظ.
- كتاب الله والإنسان، للأديب مصطفى محمود.
- كتاب أبي آدم، لمؤلفه الدكتور عبد الصبور شاهين.
- رواية الزعيم يحلق شعره، للأديب إدريس علي.
- رواية مترو، للروائي مجدي الشافعي.
كانت تلك أهم كتب عربية ممنوعة من التداول والنشر، نتمنى إن كنت صاحب كلمة، أن تُحسن الكتابة والتوجيه، وإن كنت مسؤول، أن تحترم حقوق الناس في الكتابة والقارئين في الإستفادة.
شـاهد أيضاً..
تحقيق بخصوص إغتيال العلماء العرب عالمياً