عادات الموت
جاءت الديانات السماوية واللا سماوية بالكثير من العادات والأحكام على أتباعها في مختلف تفاصيل حياتهم، ويعد تطبيق هذه الأحكام والعادات واجبًا وفرضًا على كل شخص يتبع الديانة، وحالة الديانة اليهودية كحالة الأديان الأخرى؛ فنجد أن عادات اليهود في الزواج تختلف عنها عند النصارى، كما تختلف أيضًا عادات اليهود في الموت عن المسلمين والنصارى وبقية الأديان، ونظرًا لهذه الإختلافات سنتطرق في مقالنا هذا إلى عادات اليهود في الموت عن قُرب.
إقرأ: الديانة اليهودة وأصلها
عادات اليهود في الموت
تصب الديانة اليهودية جُل إهتمامها على تكريم الموتى بشكلٍ كبير، حيث تُقام الصلوات على المتوفى طيلة أيام السنة تكريمًا له، ويأتي ذلك إنطلاقًا من إيمان اليهود بأن الجسم والروح عنصران مختلفان عن بعضهما البعض، فتغادر الروح إلى الآخرة بعد الوفاة ويبقى الجسد تحت التُراب، وتاليًا أهم عادات اليهود في الموت.
– الجنازة
الغسل والتكفين عند اليهود
- تتشابه عادات اليهود في الموت مع المسلمين في مسألة التكفين نسبيًا، حيث تُحرم النصوص الشرعية اليهودية حرق الجثة أو التقليل من قيمتها؛ لذلك فإن التكفين عند اليهود أمرًا واجبًا لا مفر منه.
- ويبدأ بغسل الجثة بالماء الدافئ والصابون، ثم يتم تنشيف الجثة تماماً، ومن ثم يتم لف الجثة بقطعة من القماش الأبيض التي تغطيها حتى أخمص القدم.
- يتم نقل الجثة إلى غرفة التأبين.
الدفن عند اليهود
من عادات اليهود في الموت التأبين أولًا، حيث يصار إلى إدخال الجثة إلى غرفة التأبين كأحد أهم مراحل الدفن عند اليهود؛ ويكون الأقارب والأصدقاء في غرفة التأبين ينتظرون الجثة لنعيها، ومن ثم إنطلاق الجنازة نحو المقبرة لتدفن الجثة هناك، كما يشمل الدفن عند اليهود على ما يلي:
- يقوم أهل الميت بتمزيق ثيابهم أو يقوم الحاخام بتمزيق قطع من القماش الأسود، ويوزعها على أقارب الميت ليضعوها على ثيابهم تعبيرإً عل حزنهم وخسارتهم بفقد الميت.
- قراءة صلاة الكاديش قبيل الدفن عند اليهود، وتعرف هذه الصلاة بأنها تمجيدًا وتكبيرًا للرب.
- تلاوة الكثير من الإصحاحات المستوحاة من سفر المزامير.
- البدء بإنزال الجثة إلى القبر من قِبل المؤسسة الدينية المتخصصة بشؤون الدفن وتعرف بحيفرا كاديشا.
- يقوم أقارب وأصدقاء الميت بإلقاء بعض التراب على الجثة، ثم تكمل المؤسسة ردم التراب.
– العزاء
- من عادات اليهود في الموت إقامة عزاء للمتوفى تصل مدته إلى 7 أيام؛ وتعرف بإسم شيفعاه، وتُلزم هذه الأيام السبعة أقارب المتوفي من الدرجة الأولى ضرورة الإقامة في موضع العزاء لإستقبال التعازي من الضيوف.
- في هذه الأيام السبعة يمتنع أقارب الميت من حلاقة الشعر، وعدم ممارسة الجنس، وعدم العمل، وعدم الإستحمام، وعدم لبس الأحذية المصنوعة من الجلد، وعدم لبس المجوهرات، وتغطية المرايا.
- ومن أهم عادات اليهود في الموت أن تُنظم حلقات ودروس التوراة وصلوات الإسترحام كوسيلة للإسترحام وتخليدًا لذكرى المتوفى.
- وفي غضون هذا الأسبوع يُحرّم على أهل المتوفي من الدرجة الأولى القيام بأيٍ من ترتيبات الضيافة سواء كان ذلك طعامًا أو تقديم واجب الحضور، فهم بحاجة إلى المواساة فقط، ويقوم أصدقاء المتوفى بإحضار الطعام.
– ثلاثينية المتوفى
شلوشيم، ويقصد بها مرور 30 يومًا على رحيل المتوفي، وفي هذه الفترة يُحرم على أهله التزين والتجميل والحلاقة بأي شكل من الأشكال، وعند بلوغ يوم 30 من الوفاة يتوجه أفراد العائلة إلى المقبرة للإنتهاء من بناء القبر وتشييده ووضع اللمسات الأخيرة عليه، ويلجأ اليهود عندها إلى تجديد تلاوة الإصحاحات من سفر المزامير، ويُختار الإصحاح المراد تلاوته وفقًا للحرف الأول من إسم المتوفى، ولا تقل أهمية الثلاثين عن بقية عادات اليهود في الموت أيضًا.
– سنة الحداد
- التحريم القطعي على أهل المتوفى المشاركة في الأفراح والمناسبات السعيدة خلال العام الأول للوفاة.
- الحفاظ على تلاوة وترتيل كاديش ياتوم الخاصة بالأيتام طيلة أيام العام.
- إقامة حفل إحياء الذكر المعروف لدى اليهود باسم “أزكراه”، ويتمثل بالتوجه إلى المقبرة لتلاوة صلوات الكاديش على روح المتوفى.
– عادات اليهود بعد الموت
- الإمتناع عن وضع أكاليل الورد على القبر؛ بل يستعاض عنها بالحجارة، وذلك لإعتبار الأخيرة أكثر صمودًا من الورود.
- عادة رفع العظام، وذلك بنقل عظام المتوفي من الأرض التي دُفن فيها في أي مكان، إلى أرض إسرائيل.
- يوجد تقليد عند اليهود وهو الأستعانة بزيارة قبور الأبرار من الحاخامات والأحبار الكبار، والصلاة عندها للتغلب على حالة الحزن التي قد تصيبهم من موت أحد الأعزاء.
شـاهد أيضاً..