بالرغمِ من سواد زواج الأقارب في المجتمعات الشرقية بشكلٍ كبير وتفضيله على الزواج من الغرباء، إلا أنه قد يترتب عليه الكثير من المشاكل والسلبيات التي تعود مستقبلًا على الأُسر، ما بين مجموعةٍ من الأمراض الوراثية التي قد تنتج عن زواج أولاد العم والأقارب، أو مشاكل زواج أولاد العم والأقارب الإجتماعية، فهو يعتبر سلاح ذو حدين؛ فإن له بعض الفوائد والكثير من الأضرار، ولا يمكن التعميم، وفي هذا المقال سنجيب على تساؤل هل زواج أولاد العم والأقارب تجمع أم تفرق؟
زواج أولاد العم
يعتبر زواج أولاد العم من أكثر أنواع زواج الأقارب إنتشاراً، ويعرف زواج الأقارب بعدةِ مسميّات، ومنها الزواج الداخلي والزواج اللحمي وغيرها، وهو عبارة عن زواج يجمع بين زوج وزوجة بينهما رابطة دموية بغض النظر عن قربها أو بعدها، وتظهر الحاجة في المجتمعات إلى زواج أولاد العم والأقارب بغية تحقيق الكثير من الأهداف الإجتماعية، ومن بينها:
- الإحتفاظ بالإرث داخل نطاق الأسرة.
- التشجيع على زيادة نسل الأسرة لمنحها هيبة إجتماعية.
- توطيد العلاقات بين الأسر وخاصةً إذا كان الزواج بين أولاد العم.
- محاولة الحفاظ على الخصائص العرقية والدينية ومميزاتهما في الأسرة.
- الحرص على نقل القيم المشتركة بين الأبوين إلى الأجيال اللاحقة.
- ضمان توافر المعلومات الدقيقة عن الزوجين.
- منع الاختلاط بالعائلات والأنساب الأخرى.
مشاكل زواج أولاد العم والأقارب الإجتماعية
إلى جانبِ تلك الإيجابيات التي يجنيها أطراف العلاقة الزوجية من زواج أولاد العم والأقارب؛ إلا أن هناك مشاكل زاوج الأقارب الإجتماعية التي تنشأ بعد إنقضاء فترة من الزواج، وهي:
- التدخل الكامل في حياة الأزواج من كلا الطرفين، سواء أهل الزوج أو الزوجة.
- تجدد المشاكل القديمة بين العائلات التي تحاول دثر بعض المشاكل بالمصاهرة، وفي الحقيقة هي تزداد عمقًا.
- شيوع الفرقة والخلافات بين ذوي الزوجين عند حدوث أي مشكلة زوجية بينهما.
- تأثر العلاقة بين الزوجين عند حدوث مشاكل بين أسرهم.
- إرتفاع إحتمالية حدوث الطلاق.
زواج أولاد العم والأقارب وإنتشار الأمراض الوراثية
بالإضافة إلى المشاكل الأجتماعية المعقدة، فان هناك مشاكل وراثية أكثر خطورة، والمتمثلة في إزدياد إحتمال الإصابة بالعديد من الأمراض الوراثية الخطيرة، فقد تأكد علمياً وإحصائياً، بأن إحتمالات الإصابة بالأمراض الوراثية تزداد عند زواج أولاد العم والأقارب، ومن أخطر هذه الأمراض الوراثية:
- فقر الدم المنجلي (الأنيميا المنجلية).
- فقر دم البحر الأبيض المتوسط (الثلاسيميا).
- أمراض التمثيل الغذائي بجميع أنواعها، وهي التي تنتج عن نقص بعض الإنزيمات.
- أمراض الغدد الصماء، الدرقية والكظرية.
- متلازمة داون (الطفل المنغولي).
- متلازمة مارفان.
- أنيميا الفول.
- السكري.
- ضغط الدم.
- الربو.
- الشفة الأرنبية.
- أمراض ضمور العضلات بإختلاف أنواعها، وأهمها مرض ضمور العضلات الجزعي.
- ضمور المخ.
- مرض ويلسون(التنكس الكبدي).
- مرض هنتنغتون.
بالتفصيل، الأمراض الوراثية التي قد تنتقل عن طريق زواج الأقارب
إنحصار زواج أولاد العم والأقارب
بدأت ظاهرة زواج أولاد العم والأقارب بالتلاشي تدريجيًا في المجتمعات، بعد ظهور المشاكل المترتبة على زواج أولاد العم والأقارب بشكل عام، وتشير المعلومات إلى أن زواج أولاد العم والأقارب قد سجل أعلى أرقام في المجتمعات الآسيوية والأفريقية وفي أمريكا اللاتينية أيضًا، إلا أن أوروبا وأمريكا الشمالية، قد إستطاعت أن تنجو من هذه الدوامة، حيث يندر فيها زواج أولاد العم والأقارب، أما في مجتمعاتنا العربية ومع قلة الإحصائيات، فإن المؤشرات تكشف عن بدء إنحصار هذه الظاهرة، ولكن بخطوات بطيئة نسبياً، حيث نحتاج للمزيد من الوعي، ونحتاج الى بعض التشريعات القانونية التي يجب أن تجبر كل من يريد الزواج، على عمل كل التحاليل الطبية اللازمة التي تكشف عن إحتمالات إصابة المواليد بالأمراض الوراثية.
نصائح قبل زواج أولاد العم وبعده
- زواج أولاد العم والأقارب سيظل موجود لفترات ليست قليلة في المجتمعات العربية، ولذلك نوصي قبل الزواج بضرورة عمل الفحوصات الطبية الشاملة، وعمل كل التحاليل الطبية اللازمة لجميع الأمراض الوراثية، حتى نتلافى إحتمالات إصابة الأبناء بأي من هذه الأمراض.
- اما بعد الزواج فنوصي الأهل بعدم التدخل في شؤون الزوجين بأي شكل من الأشكال، وعدم الربط بين مشاكل الزوجين أو مشاكل الأسرتين، التي قد تنعكس بالسلب على كل منهما.
شاهد أيضاً..