العصف الذهني
تعتبر طريقة العصف الذهني من أكثر الطرق فاعلية إجمالًا في إستنباط الأفكار والآراء الإبداعية المبتكرة من قِبل الأفراد، أو مجموعات فرق العمل، حيث تبقى الأذهان في جلسة العصف الذهني بحالة إستثارة وجاهزية للمضي قدمًا بالتفكير في مختلف الإتجاهات والإنطلاق في سماء التفكير دون حدود؛ فينجم عن ذلك تلقائيًا كمًا ضخمًا من الأفكار المتمركزة حول محور المشكلة أو صُلب موضوع الجلسة، ومن الجدير بالذكر أن الفرد أو فريق العمل في هذا النوع من الجلسات يكون في أعلى درجات الحرية نظرًا لفتح الأفق أمام الأفكاره والآراء للإنطلاق، ولو دققنا النظر في لغتنا الأم أن كلمة عصف يشار بها أساسًا إلى الإستثارة والتحفيز أو إمطار العقل، وبعد التعرف على مفهومه، لا بد لنا من التدرج في خطوات العصف الذهني واحدة تلو الأخرى، كما سنتعرف أيضًا التقنيات المستخدمة لإنجاح الجلسة.
مراحل العصف الذهني
- الكشف عن المشكلة وتحليل العناصر الأولية لها،ثم التبويب.
- الشروع في وضع الحلول الأولية بإستثارة أذهان الحاضرين.
- إختيار الحلول الفضلى بين الكم الهائل من الأفكار المطروحة.
خطوات العصف الذهني
تاليًا أهم خطوات العصف الذهني الواجب إتباعها في الجلسة، وهي:
تجميع فريق المشاركين
وتتمثل بوضع قائمة بأسماء الأشخاص من ذوي العلاقة بمحور حديث جلسة العصف الذهني، ولا بد من التحقق من أن هذا الفريق قادرًا فعلًا على خدمتك في حل ما يقف أمام عملك من مشكلة.
تقييد المشكلة وتحديدها
لا بد من رصد المشكلة وتحديدها لغايات طرح محور حديث محدد على مسامع فريق جلسة العصف الذهني، وتعد هذه الخطوة ثاني أهم خطوات العصف الذهني، وذلك لدورها الفعال في تقليص الخيارات والاحتمالات فيما يواجه العمل من عقبات تعيق إستمرارية أدائه؛ فيصبح تركيز أعضاء الفريق في إتجاه محدد فقط.
ضرورة إيجاد جو حر
خلال مضي المُقرِر قدمًا في التسلسل في إجراء خطوات العصف الذهني؛ لا بد له من التيقن بقدراته على خلق جو يخلو من الروتين أو القيود، بل يسعى جاهدًا لإعطاء كامل الحرية لجميع أفراد فريق العمل على التفكير بشكلٍ مطلق دون قيود، وإعتبار كل ما يُطرح إيجابي.
تسجيل المشاركات وتدوينها
من الممكن تنفيذ هذه الخطوة من خلال تعيين شخص محدد لتدوين كل ما يُطرح في الجلسة من آراء ومساهمات، كما يمكن أن يتم ذلك بواسطة التسجيل الإلكتروني عبر أحد الوسائل المختلفة.
إستقطاب أكبر كم من الأفكار
تنفرد جلسات العصف الذهني بأنها تبحث عن أكثر قاعدة بيانات من الأفكار الجديدة والمبتكرة قدر الإمكان، فالجودة ثاني الأمور المهمة بعد الكمية، فكلما إزدادت الأفكار المطروحة أصبح إحتمال الحصول على جودة عالية من الحلول أمرًا واردًا.
تشجيع المشاركين وحثهم على التفكير
يُفضل أن يتبع المُقرر أو المشرف على جلسة العصف الذهني أسلوب الحث غير التقليدي على توليد الأفكار من قِبل المشاركين، وتتعدد الطرق التي يمكن الإستعانة بها لذلك، ومن بينها الجمع بين طريقة سميث وإقتراح جونز فيما يتعلق بالشأن.
- ضرورة الحفاظ على أعلى درجات الالتزام والنظام داخل الجلسة من قِبل المشرف أو المُقرر.
- الإستمرارية في طرح الأسئلة التحفيزية والتشجيعية لتوليد المزيد من الأفكار.
- تقييم الأفكار المطروحة في جلسات لاحقة، تابعة لجلسة العصف الذهني الحالية.
- تثمين أداء المشاركين والإعتراف بفضلهم وإنجازاتهم بما قدموه خلال الجلسة، وتعد من أهم خطوات العصف الذهني.
مبادئ العصف الذهني
بعد الإنتهاء من التعرف على خطوات العصف الذهني سابقًا، لا بد من التعرف على أهم مبادئ العصف الذهني:
-حتمية تأجيل التقييم
يشار إلى أنه من أهم المبادئ الواجب تطبيقها تأجيل عملية تقييم الأفكار المطروحة إلى وقتٍ لاحق، إذ أن التقييم أول بأول للأفكار المطروحة والمتولدة خلال الجلسة وتحديدًا النقد، سيسلب الفرد الرغبة في المتابعة بالمشاركة بالعصف، كما سيُحول نظره تمامًا عن أي محاولة لإبتكار أفكار إبداعية جديدة؛ وذلك لتفادي الشعور بالنقد أو الإحراج أمام الآخرين.
-فتح الأفق أمام حرية التفكير
ويتمثل ذلك بإزالة القيود ورفع القيود عن التفكير بشكل مطلق؛ فذلك يجعل الإنسان قادرًا على الدخولِ بحالةٍ من الإسترخاء وعدم التحفظ على التفكير؛ بل من الممكن أن يتحول الأمر إلى التفكير بصوتٍ عالٍ، ويعد ذلك أفضل لدوره في إطلاق الأفكار الإبداعية وظهورها واحدة تلو الأخرى، فغياب التقييم والنقد والإحراج يخلق جو يشمله النشاط والحيوية والرغبة في المشاركة أكثر.
-تسليط الضوء على الكم قبل الكيف
ويقصد بهذا المبدأ أن كمية الأفكار حديثة الولادة في جلسةِ العصف الذهني أكثر أهمية من جودتها وقيمتها الحقيقية، ويعتمد ذلك على مبدأ الإتيان بالأفكار غير المألوفة، حيث يسهم ذلك في ظهور حلول لم تكن أبدًا في الحسبان سابقًا.
-إستنباط الأفكار من أفكار الآخرين
يحدث الإستنباط فعليًا في حال إستخدام الأفكار المطروحة وبناء بعضها فوق بعض للخروج بأفكار وليدة هذا التداخل، ولا بد من الإشارةِ إلى أن أي أفكار مطروحة في جلسةِ العصف الذهني هي مشاع للجميع وليس حكرًا على صاحبها.
المراجع:
“TEN STEPS to Successful Brainstorming,” Circa 1957
شـاهد أيضاً..